هناك كثيرون ـ من الغربيين والمتغربين ـ الذين يهاجمون المقاومة الإسلامية ـ في فلسطين ـ لقتلها المدنيين من المستوطنين الصهاينة.. مع أن التقسيم الدقيق ليس بين "مدني" و"عسكري" وإنما هو بين "مسالم" و"محارب".. وكل المستوطنين ـ أي جميع الصهاينة في فلسطين ـ هم مستوطنون، أي مغتصبون للأرض بقوة السلاح ـ أي "محاربون"!..
ويزيد هذا الاتهام غرابة، أن هؤلاء الغربيين والمتغربين، الذين يهاجمون خطاب المقاومة الفلسطينية، لتبريره قتل المحاربين الذين يلبسون الزي المدني ـ وكثير من وحدات الجيش الإسرائيلي ـ مثل المستعربين ـ يلبسون الزي المدني ـ بل والعربي! ـ وكذلك أجهزة الاستخبارات الصهيونية!..
إن هؤلاء المنتقدين لخطاب المقاومة الفلسطينية، لم يفتح الله على أحد منهم بكلمة واحدة تنتقد الخطاب الديني اليهودي، وفتاوى الحاخامات الكبار التي توجب قتل المدنيين الفلسطينيين الطيبين!.. وهي الفتاوى التي تنشرها وسائل الإعلام الصهيونية، وتعممها على وحدات الجيش الإسرائيلي العاملة في الأرض الفلسطينية المحتلة، باعتبارها الخطاب الديني المعاصر، الممثل للشريعة اليهودية ـ الهالاكاه ـ
لقد أصدر الحاخام اليهودي "العقيد.. أ. فيدان (زيميل)" ـ في سبعينيات القرن العشرين ـ فتوى نشرتها قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي ـ التي تقع الضفة الغربية الفلسطينية تحت سلطتها ـ يحض فيها على قتل "حتى المدنيين الطيبين الفلسطينيين"! باعتبار هذا القتل لهؤلاء "المدنيين الفلسطينيين" تكليفًا دينيًا، توجبه الشريعة اليهودية ـ الهالاكاه ـ .. وجاء في هذه الفتوى "الشريعة اليهودية" : "إنه في حالة احتكاك قواتنا بمدنيين خلال الحرب، أو خلال مطاردة حامية، أو غارة، إذا لم يتوافر دليل بعدم إلحاقهم الأذى بقواتنا، هناك إمكانية لقتلهم، أو حتى ضرورة القيام بذلك حسب الهالاكاه.. بل تحض الهالاكاه على قتل حتى المدنيين الطيبين"!!..
كذلك أفتى الحاخام "شمعون وايزو" سنة 1967م ـ أي فور احتلال الضفة "غزة" ـ بأن يطبق الجيش الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني حكم الإبادة الذي جاء بالتوراة ـ سفر التثنية إصحاح 25 : 19 ـ على العماليق ـ "ولتمح ذكرى العماليق من تحت السماء" !! ـ.. وجاء في هذه الفتوى: أن الحرب اليهودية ليس لها قواعد ـ كما هو حالها عند الشعوب الأخرى ـ وإنما تحكمها وصايا حكماء اليهود "طيب الله ذكراهم".. والتي تقول :"أفضل غير اليهود اقتلوه. وأفضل الأفاعي هشموا رأسها.. هذه هي قاعدة "طهارة السلاح" حسب الشريعة ـ الهالاكاه ـ .."!!..
وإذا كان الكاتب الإسرائيلي "إسرائيل شاحاك" قد نشر هذه الفتاوى في كتابه (الديانة اليهودية وموقفها من غير اليهود) ـ الذي ترجم ونشر بالعربية سنة 1994م ـ .. فإن الحاخامات اليهود لم يتوقفوا عن إصدار مثل هذه الفتاوى التي توجب على الجيش الإسرائيلي إبادة المدنيين الفلسطينيين الطيبين، تطبيقًا لحكم التوراة على "العماليق".. "ولتمح ذكرى العماليق من تحت السماء"!..
ففي شهر مارس سنة 2008م نشر موقع صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية على شبكة المعلومات الدولية فتوى الحاخام "يسرائيل روزين" بوجوب تطبيق "حكم عملاق" على الفلسطينيين.. أي قتل الرجال والنساء والأطفال ـ حتى الرضع ـ والعجائز.. وسحق حتى بهائم الفلسطينيين!!.. ولقد أورد الحاخام ـ في فتواه ـ حكم الشريعة اليهودية: "أقضوا على العماليق من البداية حتى النهاية.. جردوهم من ممتلكاتهم لا تأخذكم بهم رأفة، وليكن القتل متواصلا، لا تتركوا أطفالاً ولا زرعًا ولا بهيمة من الجمل حتى الحمار"!!
وعلى هذا الدرب سارت وتسير فتاوى الحاخامات.. التي لم تلفت عيون الغرب والمتغربين لهذا الخطاب الديني اليهودي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق