23 مايو 2010

التخلص من الكبر

 

التكبر صفة ذميمة يتصف به إبليس وجنوده من أهل الدنيا ممن طمس الله تعالى على قلبه .
وأول من تكبر على الله وخلقه هو إبليس اللعين لمَّا أمره الله تعالى بالسجود لآدم فأبى واستكبر وقال " أنا خير والكبر سبباً لحرمان صاحبه من الجنة ويحرم نفسه من أن ينظر رب العزة إليه كما جاء في الحديث : قال صلى الله عليه وسلم قال : " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ، …. الكبر : بَطَر الحق وغَمْط الناس " . رواه مسلم ، وبطر الحق : رده بعد معرفته ، وغمط الناس : احتقارهم والكبر صفة من الصفات التي لا تنبغي إلا لله تعالى ، فمن نازع الله فيها أهلكه الله وقصمه وضيق عليه .
قال صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى : " العز إزاره والكبرياء رداؤه فمن ينازعني عذبته " .رواه مسلم  وكل من حاول الكبر والارتفاع خفضه الله تعالى في الأسفلين وجعله في الأذلين لأنه خالف الأصل فجازاه الله تعالى بنقيض قصده ، وقد قيل : الجزاء من جنس العمل . والذي يتكبر على الناس يكون يوم القيامة مداساً تحت أقدام الناس فيذله الله تعالى جزاء ما كان منه من الكبر .
قال صلى الله عليه وسلم  : " يُحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذرِّ في صُوَر الرجال يغشاهم الذل من كل مكان فيساقون إلى سجن في جهنم يسمى " بولس " تعلوهم نار الأنيار يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال". رواه الترمذي  وحسنه الألباني
وللكبر صور عدة منها :
ألا يقبل الرجل الحق ويجادل بالباطل ، كما ذكرنا في حديث عبد الله بن مسعود " الكبر : بطر الحق وغمط الناس " .
أن تعجبه نفسه من جمال أو حسن ، أو ثراء في الملبس أو المأكل فيتبختر ويتكبر ويفخر على الناس .
قال صلى الله عليه وسلم  : " بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه مرجل جمته إذ خسف الله به فهو يتجلجل إلى يوم القيامة " . متفق عليه
ومنه ما كان من ذلك الرجل صاحب الذي قال الله تعالى فيه : { وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالاً وأعز نفراً } الكهف / 34 .
وقد يكون ذلك بالتفاخر بالعشيرة والنسب .
ومن طرق علاج الكبر أن ترى نفسك كالناس وأنهم مثلك ولدوا من أم وأب كما ولدت وأن التقوى هي المعيار الحق . قال الله تعالى : { إن أكرمكم عند الله أتقاكم } الحجرات / 13 .
وليعلم المسلم المتكبر أنه مهما بلغ فهو أضعف من أن يبلغ طول الجبال أو أن يخرق الأرض كما قال الله تعالى : { ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور . واقصد في مشيك واغضض من صوتك ، إن أنكر الأصوات لصوت الحمير } لقمان / 18 – 17 .
ومن العلاج أن يعلم الإنسان أن المتكبر يوم القيامة يحشر صغيراً كأمثال الذر تدوسه الأقدام ، والمتكبر مبغوض عند الناس كما أنه مبغوض عند الله تعالى ، والناس يحبون المتواضع السمح اللين الهين ويبغضون الغليظ والشديد من الرجال .
ومنه أن يتذكر الإنسان أنه خرج هو والبول من مكان واحد ، وأن أوله نطفة قذرة وآخره جيفة نتنة وأنه بين ذلك يحمل العذرة ( أي البراز ) فبم يتكبر ؟!!
نسأل الله تعالى أن يعيذنا من الكبر وأن يرزقنا التواضع . والله أعلم .
,_._,___

12 مايو 2010

طريقة إبداعية لإدارة الوقت

الوقت هو الكنز المهمل وهو الثروة الضائعة ... فمعظم الناس غافلون عن أهمية الوقت وإليكم هذه الطريقة الإبداعية لاستثمار الوقت بأفضل صورة ممكنة....

لا يوجد شيء يمكن للمؤمن أن يندم عليه يوم القيامة، إلا لحظة مرت عليه في الدنيا ولم يذكر الله فيها! ولا توجد لحظة تمرّ على المؤمن أسعد من أن يحقق فيها عملاً يرضي الله تعالى، ويشعر معه برضا هذا الإله العظيم.. فالوقت نعمة كبرى منَّ الله بها علينا، ولكن معظم الناس غافلون عن نعمة الوقت.

وقد دأب بعض علماء الغرب على إصدار كتب حول إدارة الوقت، حققت هذه الكتب نسبة مبيعات عالية في العالم، بما يؤكد اهتمام الناس بهذا الجانب المهم وحرصهم على تعلم الجديد في فنّ استغلال الوقت واستثماره بأفضل صورة ممكنة، وبما يحقق مصالحهم وأهدافهم وبالنتيجة ليصلوا إلى السعادة التي يبحث عنها كل إنسان.

ولكن لو تأملنا هذه الكتب نجد أنها تركز على هدف واحد هو الدنيا وزينتها، فمقياس النجاح لديهم هو ما يحققه المرء من مكاسب مادية أو شهرة أو سلطة، ولكنهم يتجاهلون فكرة بسيطة وهي المصير الذي ينتظر كل واحد منا بعد الموت، وهذه الفكرة كانت الخطوة الأولى التي جعلتني أتّجه نحو البحث والتأليف والتفكر والتدبر.

فقد كان لدي الكثير من الأفكار والنظريات والتصورات حول الكون والزمن والطبيعة، وكنتُ أطمح إلى ابتكار نظرية جديدة في علم الفيزياء أو الطب أو اللغة، وبدأَتْ رحلة التعمق في هذه العلوم فأمضيت سنوات أصل الليل بالنهار بهدف أن أعرف "كل شيء" ولكن الحياة قصيرة، ومهما عشت فلن أحصّل من العلوم إلا قطرة من محيط!

07 مايو 2010

العبادلة الثلاث

يحكى أنه كانت هناك قبيلة تعرف باسم  قبيلة بني عرافة
وسميت بذلك نسبة إلى إن أفراد هذه القبيلة يتميزون بالمعرفة والعلم والذكاء الحاد وبرز من هذه القبيلة رجل كبير حكيم
يشع من وجهه العلم والنور
وكان لدى هذا الشيخ ثلاثة أبناء
سماهم جميعا بنفس الاسم ألا وهو :
( عبدالله )
وذلك لحكمة لا يعرفها سوى الله
ومرت الأيام وجاء أجل هذا الشيخ وتوفي
وكان هذا الشيخ قد كتب وصية لأبنائه يقول فيها
( عبدالله يرث ، وعبدالله لا يرث ، وعبدالله يرث )
وبعد أن قرأ الأخوة وصية والدهم وقعوا في حيرة من أمرهم
لأنهم لم يعرفوا من هو الذي لا يرث منهم
وبعد المشورة والسؤال قيل لهم أن يذهبوا إلى قاض
عرف عنه الذكاء والحكمة ،
وكان هذا القاضي يعيش في قرية بعيده ،
فقرروا أن يذهبوا إليه
وفي طريقهم إليه وجدوا رجلا يبحث عن شيء ما
 فقال لهم الرجل : هل رأيتم جملا ؟؟  
 فقال عبدالله الأول :
هل هو أعور ؟
 فقال الرجل :
نعم
فقال عبدالله الثاني :
هل هو أقطب الذيل ؟
 فقال الرجل :
نعم
فقال عبدالله الثالث :
هل هو أعرج ؟
 فقال الرجل :
نعم
فظن الرجل صاحب الجمل أنهم رأوه
لأنهم وصفوا الجمل وصفا دقيقا
ففرح وقال :
هل رأيتموه ؟
فقالوا:
لا ، لم نره
فتفاجأ الرجل
كيف لم يروه وقد وصفوه له ؟
فقال لهم الرجل :
أنتم سرقتموه وإلا كيف عرفتم أوصافه
فقالوا :
لا ، والله لم نسرقه
فقال الرجل :
سأشتكيكم للقاضي
فقالوا:
نحن ذاهبون إليه ، فتعال معنا
فذهبوا جميعا للقاضي وعندما وصلوا إلى القاضي
وشرح كل منهم قضيته  
قال لهم :
إذهبوا الآن وارتاحوا فأنتم تعبون من السفر الطويل
وأمر القاضي خادمه أن يقدم لهم وليمة غداء
وأمر خادم آخر أن يراقبهم أثناء تناولهم الغداء
وفي أثناء الغداء حصل التالي 
قال عبدالله الأول :
إن المرأة التي أعدت الغداء حامل
وقال عبدالله الثاني :
إن هذا اللحم الذي نتناوله لحم كلب وليس لحم ماعز
وقال عبدالله الثالث:
إن القاضي إبن زنا
وكان الخادم الذي كلف بالمراقبة قد سمع كل شئ من العبادلة الثلاثة
وفي اليوم الثاني
سأل القاضي الخادم عن الذي حدث أثناء مراقبته للعبادلة وصاحب الجمل
فقال الخادم :
إن أحدهم قال أن المرأة التى أعدت الغداء لهم حامل
فذهب القاضي لتلك المرأة وسألها ما إذا كانت حامل أم لا
وبعد إنكار طويل من المرأة
وإصرار من القاضي
إعترفت المرأه أنها حامل
فتفاجأ القاضي
كيف عرف أنها حامل وهو لم يرها أبدا
؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ثم رجع القاضي إلى الخادم وقال :
ماذا قال الآخر؟
فقال الخادم :
الثاني قال أن اللحم الذي أكلوه على الغداء كان لحم كلب وليس لحم ماعز
فذهب القاضي إلى الرجل الذي كلف بالذبح
 فقال له :
ما الذي ذبحته بالأمس ؟
فقال الذابح :
أنه ذبح ماعز
 ولكن القاضي عرف أن الجزار كان يكذب
فأصر عليه أن يقول الحقيقة
إلى أن إعترف الجزار بأنه ذبح كلب
لأنه لم يجد ما يذبحه من أغنام أو ما شابه
فاستغرب القاضي
كيف عرف العبادله أن اللحم الذي أكلوه كان لحم كلب
وهم لم يروا الذبيحة إلا على الغداء
؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وبعد ذلك رجع القاضي إلى الخادم
وفي رأسه تدور عدة تساؤلات
 فسأله إن كان العبادلة قد قالوا شيء ؟ 
فقال الخادم :
لا لم يقولوا شيء
فشك القاضي بالخادم
لأنه رأى على الخادم علامات الإرتباك
وقد بدت واضحة المعالم على وجه الخادم
فأصر القاضي على الخادم أن يقول الحقيقة
وبعد عناد طويل من قبل الخادم
قال الخادم للقاضي
أن عبدالله الثالث قال أنك إبن زنا
فانهار القاضي وبعد تفكير طويل
قرر أن يذهب إلى أمه ليسألها عن والده الحقيقي
في بداية الأمر تفاجأت الأم من سؤال إبنها
وأجابته
وهي تخفي الحقيقة وقالت أنت إبني ،
أبوك وهو الذي تحمل إسمه الآن
إلا أن القاضي كان شديد الذكاء
فشك في قول أمه وكرر لها السؤال
إلا أن الأم لم تغير إجابتها
وبعد بكاء طويل من الطرفين
وإصرار أكبر من القاضي في سبيل معرفة الحقيقة
خضعت الأم لرغبات إبنها
وقالت له أنه إبن رجل آخر كان قد زنا بها
فأصيب القاضي بصدمة عنيفة ،
كيف يكون إبن زنا ؟
وكيف لم يعرف بذلك من قبل والسؤال الأصعب ،
كيف عرف العبادلة بذلك ؟
 
وبعد ذلك جمع القاضي العبادلة الثلاثة وصاحب الجمل
لينظر في قضية الجمل وفي قضية الوصية
 فسأل القاضي عبدالله الأول :
كيف عرفت أن الجمل أعور؟
فقال  :
لأن الجمل الأعور غالبا يأكل من جانب العين التي يرى بها
ولا يأكل الأكل الذي وضع له في الجانب الذي لا يراه
وأنا قد رأيت في المكان الذي ضاع فيه الجمل آثار مكان أكل الجمل
واستنتجت أن الجمل كان أعور

وبعد ذلك سأل القاضي عبدالله الثاني قائلا
كيف عرفت أن الجمل كان أقطب الذيل ؟
فقال عبدالله الثاني
أن من عادة الجمل السليم أن يحرك ذيله يمينا وشمالا أثناء إخراجه لفضلاته
وينتج من ذلك أن البعر يكون مفتتا في الأرض
إلا أني لم أر ذلك في المكان الذي ضاع فيه الجمل بل على العكس ،
رأيت البعر من غير أن ينثر
فأستنتجت أن الجمل كان أقطب الذيل

وأخيرا سأل القاضي عبدالله الأخير قائلا
كيف عرفت أن الجمل كان أعرج؟
فقال عبدالله الثالث
رأيت ذلك من آثار خف الجمل على الأرض فاستنتجت أن الجمل كان أعرج
 
وبعد أن إستمع القاضي للعبادلة إقتنع بما قالوه
وقال لصاحب الجمل أن ينصرف بعد ما عرف حقيقة الأمر
وبعد رحيل صاحب الجمل قال القاضي للعبادله

كيف عرفتم أن المرأة التي أعدت لكم الطعام كانت حاملا ؟
فقال عبدالله الأول
لأن الخبز الذي قدم على الغداء كان سميكا من جانب ورفيعا من الجانب الآخر
وذلك لا يحدث إلا إذا كان هناك ما يعيق المرأة من الوصول إليه
كالبطن الكبير نتيجة للحمل ومن خلال ذلك ،
عرفت أن المرأة كانت حاملا
 
وبعد ذلك سأل القاضي عبدالله الثاني قائلا
كيف عرفت أن اللحم الذي أكلتموه كان لحم كلب؟
فقال عبدالله الثاني
أن لحم الغنم والماعز والجمل والبقر جميعها تكون حسب الترتيب التالي
 ( شحم ثم لحم ثم عظم )
أما الكلب فيكون حسب الترتيب التالي
( لحم ثم شحم ثم عظم )
لذلك عرفت أنه لحم كلب
 
ثم جاء دور عبدالله الثالث
وكان القاضي ينتظر هذه اللحظه ،
فقال القاضي
كيف عرفت أني إبن زنا ؟  
 فقال عبدالله الثالث
لانك أرسلت شخصا يتجسس علينا
وفي العادة تكون هذه الصفة في الأشخاص الذين ولدوا بالزنا
 
فقال القاضي
( لا يعرف إبن الزنا إلا إبن الزنا )
وبعدها ردد قائلا

أنت هو الشخص الذي لا يرث من بين أخوتك
لأنك ابن زنا

قالوا ... وقال محمود عباس

 
قال هتلر
http://www.up-00.com/xbfiles/ZBy62971.jpg
اعطني جندي فلسطيني وسلاح الماني
وسوف اجعل اوروبا تزحف على اناملها
============ ========= ========= =======
قال الملك عبد العزيز

http://www.up-00.com/xbfiles/8Ki62971.jpg
فلسطين لا تحتاج الى رجال فرجالها اهل ثبات وحق
فلسطين تحتاج الى سلاح
============ ========= ========= ======
قال كيسنجر
وزير الخارجية الامريكي الاسبق

http://www.up-00.com/xbfiles/ohO63154.jpg
لم اجد في حياتي اعند من رجال فلسطين
============ ========= ========= =====
قال فيديل كاسترو

http://www.up-00.com/xbfiles/R8463154.jpg
اليهود حمقى لانهم احتلوا دولة شعبها لا يكل ولا يمل
============ ========= ========= =====
قال بيل كلينتون

http://www.up-00.com/xbfiles/G5a6
 3154.jpg
صدمت بفورة وتحدي هذا الشعب المظلوم في كتب التاريخ
============ ========= ========= =====

 قال صدام حسين
http://www.chr.mergler.bnv-bamberg.de/initiativkreis/bilder/terror-kriegs-bilder/saddam_hussein.JPG
في كل نقطة دم فلسطينية يولد مجاهد
============ ========= ========= =====
قال الملك فاروق
http://www.up-00.com/xbfiles/4CW63371.jpg
كل شبر في فلسطين سيشهد على ظلم البشر لهذا الشعب

============ ========= ========= ====
قال أحمد بن بله
http://www.up-00.com/xbfiles/J8b63371.jpg
فلسطين لن تنكسر دام فيها هذا الشعب الجبار

============ ========= ========= ===
قال الملك فيصل
http://www.up-00.com/xbfiles/mPM63500.jpg
فلسطين عائدة والقدس عائد ورجالها خير رجال

============ ========= ========= ===
=======
قال محمود عباس

http://www.up-00.com/xbfiles/zXZ63500.jpg
المقاومة اصبحت عبثية وتضر اكثر مما تنفع

   

قيادة الذات

القيادة مأخوذة من القياد وهو الحبل الذي يشد على الدابة فتخضع به وتنقاد وهو فى العصر الحالي مقود السيارة الذي يمسكه قائدها كيف يشاء.
والسائق المتهور هو الذي يسرع فى قيادته بطريقة غير متأنية ولا يراعى فى ذلك قواعد المرور ويتجاوز الإشارات الحمراء وربما يصطدم بسيارته هنا وهناك .
ونحن فى هذه المحاضرة لا تهمنا قيادة السيارة ولا قيادة الدابة فهناك دابة من نوع آخر قد أهملت وتركت لتسرع فى جوانب هذه المعمورة أنها الأولى بان تساق والاحرى بان يكبح جماحها وتقاد لتنقاد.
إنها الذات أنفسنا التي بين جنبينا وهى التي سوف نمتطيها فى هذه الأمسية ونأخذ قيادتها.
كثير من الناس يسيرون فى هذه الحياة كريشة جرفتها الرياح وذهب بها كل مذهب ربما يكون ذلك بدافع حبهم الشديد لأنفسهم فحسبوا أنهم بذلك يحققون لها آمالها ويصلون بها الى مبتغاها ويحققون لها بذلك غاية المتعة والسعادة
ويتفاوت الناس فى قيادتهم لتلك النفس البشرية لاختلاف نظرتهم للحياة فمنهم من أمسك بالمقود ومنهم من تركه ظانا أنها آلة ذكية سهلة القيادة وليست بحاجة الى قائد فجمحت بهم وانحرفت عن الطريق ومنهم من توقف دابته على قارعة الطريق وصدتها العقبات والحفر
الهدف الرئيسى:
سنطرح فى هذه الأمسية مجموعة نقاط وتساؤلات مهمة ثم نقوم بتحليلها و الإجابة عليها حتى نتمن من الحصول على رخصة القيادة فى نهاية البحث باذن الله .
أهمية وفوائد قيادة الذات :
1-  الوصول الى السعادة الحقة
2-  التحفيز على الإنتاجية الانجاز
3-  قيادة الآخرين الى بر الامان
مؤهلات الحصول على رخصة القيادة :
يظل المرء مقودا وتابعا ومحاكا فى كثير من أمور الشخصية وقد لا يملك لنفسه الخيار فى كثير من الأمور فوالداه يتوليان غالب شؤونه حتى يصل الى سن البلوغ عندئذ يكون مؤهلا لكي يقود  نفسه بنفسه ويجب أن يريبه والداه ومعلموه على القيادة الذاتية ويهيا لها منذ الصغر بمسؤوليات صغيرة تتناسب وحداثة سنة حتى يتعلم الاستقلالية ويجيد القيادة مبكرا .
أصول وقوانين القيادة:
قبل الشروع فى عملية القيادة يجب أن تتعرف على هذه الآلة وتتفحص أجزاءها ومكوناتها فقائد السيارة لا يستطيع أن يقودها بمهارة إلا إذا تعرف أجزاءها ( الكوابح والبنزين وجميع الازرة والمشغلات والبطارية )ولا يمكن إصلاحها إلا إذا تعرف على كل جزء من أجزاءها . كذلك النفس
 مكونات الإنسان :
جسد : وهى جميع الأجهزة العضوية وهى تحتوى الروح
روح : تحتوى على أوامر تشغيل الأجهزة اللا إرادية وهو برنامج يسكن القلب والفؤاد
الفطرة :يولد كل إنسان مزودا بها وهى التوحيد الذي هو أساس هدف الخليقة ((كل مولود يولد على الفطرة ))
مع دخول الروح فى الجسد وسريانها فيه تتم عملية تنفيذ الأوامر فتتحرك جميع الخلايا للأوامر
وكما أن جهاز تشغيل السيارة تتأثر برداءة الزيوت والشحوم فى كفاءتها وأداؤها
يتأثر الذات بالمعلومات والقيم الرديئة حسب مصادر الإمداد ..
خارطة الحياة ((يجب تحديد الطريق قبل بدئ القيادة ))
إذا أردت الخروج من بيتك الى  سوق معين أو بيت فترسم اقصر الطرق فى ذهنك للوصول إليها
كذلك الأمر بالنسبة الى حياتك فأنت مسافر فى هذه الحياة ومرتحل عن هذه الدنيا فلابد من رسم خارطة الحياة بطريقة شمولية وتحديد المكان الذي تريد التوجه إليه ومن ثم تحديد اقصر الطرق الموصلة .ومن بعده نسير الى الطريق تنفيذيا .
قد تتصل إليك اى صديقة وتقول لك هل أنت مشغولة فى تحقيق هدفك او تجتمعى معنا الان فى مطعم ؟؟ إذا وافقت إذااا أنت تحققي أهداف الآخرين
لأنك لم تحددى هدف واضح ومهم فى حياتك لكى تسيرى إليها دون الاكتراث لتحقيق رغبات الآخرين .
أو أن لديك عدة أهداف ولم تحددى الأولوية فى تحقيقها فترجعى للبيت ولا تدرين ماذا حققتى وماذا ينبغي أن تحققين؟
يجب استيعاب إن الحياة الدنيا الى زوال ولابد من رسم صورة متكاملة عن الحياة الحقة
فلابد الأخذ فى الحسبان إن حياة الإنسان التي يعيشها الان ما هي إلا مرحلة فى طريق الحياة الطويلة وهى الحياة الأبدية.
الوسيلة لتحقيق الهدف
بعد تحديد الهدف ...
يحدد الوسيلة التي يريد إن يحدد بها الهدف مثلا السيارة أو الطيارة أو القطار أو الباخرة .
والنفس تحدد أهدافها مثلا للحصول على المال
عن طريق  وظيفة حكومية أو تجارة أو تدريس ومحاضرات أو ربا أو سرقة كل حسب الوسيلة التي يفضلها حسب قيمه ..
حاجات ومتطلبات القيادة الصحيحة.
1-  مشرب ومأكل راحة للبدن.
2-  مطلب اجتماعي.
3-  مطلب مالي .
4-  مطلب ديني.
5-  احذر أعداء النفس المطمئنة كالتالي : 
 1-  النفس الأمارة بالسوء ... النفس المطمئنة
أكرم نفسك ...سيدنا أبوبكر يحلب الشاة لامرأة عجوز حتى سمته ابنتها حالب الشاة
متعها بالمباحات ولكن ذوقها طعم الحرمان مثل الصوم حرمانها فيه تدريب على الطاعة وسرعة الامتثال فى الامتناع عن المنهيات.
ارحمها مرات وأتعبها مرات فان تعبها فى الدنيا هو فى الحقيقة راحة لها فى الآخرة
اشعر النفس بالامان ثم اتبعها بالخوف
لكى تتوازن بين الخوف من هؤلاء يوم القيامة والأمان بالجنة ونعيمها
ثانى: الاعداء الشيطان الحفظة والمعقبات والتحصين بالذكر
ثالثا :الهوى(( لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به ))نور الإيمان والبصيرة
رابعا: الدنيا التفكير بالجنة
إذا تعلم المرء مهارة القيادة فانه يكون قادرا على أن ينجز الكثير من العمال النافعة بقليل من الوقود واليسير من الزاد ويتكون لديه بذلك حاسة جديدة يستشعر بها قيمه لموارد فلا يسرف فى استهلاكها .
ومن أحسن قيادة نفسه لا بد أن يحسن قيادة نفسه لا بد أن يحسن قيادة الآخرين الى بر  من مال نعمة من الله فينفق منه ويوظفه فى طاعة الله .
ويستشعر بان ما وهبه الله من صحة ووقت وعلم إنما هي فى الحقيقة كنز يجب أن يحافظ عليه ولا ينفقه فى التوافه وسفا سف الأمور
من أتقن القيادة وصل بالنفس الى قمة السعادة فيجد نفسه فردا صالحا ينفع نفسه والآخرين من حوله .
ومن أجاد القيادة مرة تلو المرة يصبح بعد ذلك من المهرة الحاذقين والمحترفين فى فنها فهو يبدع فى قيادة نفسه وإيجاد الطرق لتوفير الوقود والزاد فتكون قيادته أثناء السير على محاور ثلاث
الإحسان والإتقان : ينبغي للقائد المحترف إن يسعى للإبداع بعد الإتقان فيبدع فى قيادته
التنويع :الابتعاد عن الأماكن الوعرة وغير الممهدة حتى لا تستهلك منه الزاد ولوقود وهو قادر على سلوك طرق أفضل منها وان يحاول اختصار الطريق فيبحث عن الطرق السريعة ذات الجسور أو الإنفاق
من الفطنة فى استثمار الموارد لصالح الآخرة احتساب جميع الحاجات والمتطلبات عند الله لتتحول من عادة الى عبادة 
الإكثار والاستمرار للوصول الى تحقيق الهدف المنشود


كتاب الذات
تنظيم وترتيب
لميس

كيف ننمي عوامل الرّجولة في شخصيات أطفالنا؟

أولا: الـتـكـنـيـة

أكنيه حين أناديه لأكرمه** ولا أناديه بالسوءة اللقب

مناداة الصغيربأبي فلان أو الصغيرة بأمّ فلان ينمّي الإحساس بالمسئولية، ويُشعر الطّفل بأنّه أكبر من سنّه فيزداد نضجه، ويرتقي بشعوره عن مستوى الطفولة المعتاد، ويحسّ بمشابهته للكبار.

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكنّي الصّغار؛
فعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ:
"كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو عُمَيْرٍ – قَالَ: أَحسبُهُ فَطِيمًا –

وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَالَ: يَا أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟! }
(طائر صغير كان يلعب به) [رواه البخاري: 5735].

وعَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدٍ قالت:
"أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بثِيَابٍ فِيهَا خَمِيصَةٌ سَوْدَاءُ صَغِيرَةٌ ( الخميصة ثوب من حرير ) فَقَالَ: مَنْ تَرَوْنَ أَنْ نَكْسُوَ هَذِهِ؟ فَسَكَتَ الْقَوْمُ، قَالَ: ائْتُونِي بِأُمِّ خَالِدٍ.
فَأُتِيَ بِهَا تُحْمَلُ ( وفيه إشارة إلى صغر سنّها )

فَأَخَذَ الْخَمِيصَةَ بِيَدِهِ فَأَلْبَسَهَا وَقَالَ: أَبْلِي وَأَخْلِقِي، وَكَانَ فِيهَا عَلَمٌ أَخْضَرُ أَوْ أَصْفَرُ فَقَالَ: يَا أُمَّ خَالِدٍ، هَذَا سَنَاه، وَسَنَاه بِالْحَبَشِيَّةِ حَسَنٌ } [رواه البخاري: 5375].

وفي رواية للبخاري أيضاً:
" فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى عَلَمِ الْخَمِيصَةِ وَيُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَيَّ وَيَقُولُ: يَا أُمَّ خَالِدٍ، هَذَا سَنَا، وَالسَّنَا بِلِسَانِ الْحَبَشِيَّةِ الْحَسَنُ }

ثانيا: أخذه للمجامع العامة وإجلاسه مع الكبار

وهذا مما يلقّح فهمه ويزيد في عقله، ويحمله على محاكاة الكبار، ويرفعه عن الاستغراق في اللهو واللعب، وكذا كان الصحابة يصحبون أولادهم إلى مجلس النبي صلى الله عليه وسلم ومن القصص في ذلك: ما جاء عن مُعَاوِيَةَ بن قُرَّة عَنْ أَبِيهِ قَالَ: **

كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا جَلَسَ يَجْلِسُ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ وَفِيهِمْ رَجُلٌ لَهُ ابْنٌ صَغِيرٌ يَأْتِيهِ مِنْ خَلْفِ ظَهْرِهِ فَيُقْعِدُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ.. الحديث } [رواه النسائي وصححه الألباني في أحكام الجنائز].

ثالثا: تحديثهم عن بطولات السابقين واللاحقين والمعارك ا لإسلامية وانتصارات المسلمين

لتعظم الشجاعة في نفوسهم، وهي من أهم صفات الرجولة.

وكان للزبير بن العوام رضي الله عنه طفلان أشهد أحدهما بعضَ المعارك، وكان الآخر يلعب بآثار الجروح القديمة في كتف أبيه

كما جاءت الرواية عن عروة بن الزبير
أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالُوا لِلزُّبَيْرِ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ: أَلا تَشُدُّ فَنَشُدَّ مَعَكَ؟ فَقَالَ: إِنِّي إِنْ شَدَدْتُ كَذَبْتُمْ.

فَقَالُوا: لا نَفْعَلُ، فَحَمَلَ عَلَيْهِمْ ( أي على الروم ) حَتَّى شَقَّ صُفُوفَهُمْ فَجَاوَزَهُمْ وَمَا مَعَهُ أَحَدٌ، ثُمَّ رَجَعَ مُقْبِلاً فَأَخَذُوا ( أي الروم ) بِلِجَامِهِ ( أي لجام الفرس ) فَضَرَبُوهُ ضَرْبَتَيْنِ عَلَى عَاتِقِهِ بَيْنَهُمَا ضَرْبَةٌ ضُرِبَهَا يَوْمَ بَدْر.

قَالَ عُرْوَةُ:
كُنْتُ أُدْخِلُ أَصَابِعِي فِي تِلْكَ الضَّرَبَاتِ أَلْعَبُ وَأَنَا صَغِيرٌ. قَالَ عُرْوَةُ: وَكَانَ مَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَوْمَئِذٍ وَهُوَ ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ فَحَمَلَهُ عَلَى فَرَسٍ وَوَكَّلَ بِهِ رَجُلاً } [رواه البخاري: 3678].

قال ابن حجر رحمه الله في شرح الحديث:
وكأن الزبير آنس من ولده عبد الله شجاعة وفروسية فأركبه الفرس وخشي عليه أن يهجم بتلك الفرس على ما لا يطيقه، فجعل معه رجلاً ليأمن عليه من كيد العدو إذا اشتغل هو عنه بالقتال.

وروى ابن المبارك في الجهاد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير
"أنه كان مع أبيه يوم اليرموك , فلما انهزم المشركون حمل فجعل يجهز على جرحاهم" وقوله: " يُجهز " أي يُكمل قتل من وجده مجروحاً, وهذا مما يدل على قوة قلبه وشجاعته من صغره.

رابعا: إعطاء الصغير قدره وقيمته في المجالس

عن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ:
"أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِقَدَحٍ فَشَرِبَ مِنْهُ وَعَنْ يَمِينِهِ غُلامٌ أَصْغَرُ الْقَوْمِ وَالأَشْيَاخُ عَنْ يَسَارهِ فَقَالَ: يَا غُلامُ، أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ الأشْيَاخَ؟ قَالَ:
مَا كُنْتُ لأوثِرَ بِفَضْلِي مِنْكَ أَحَدًا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ }

خامسا: تعليمهم الرياضات الرجولية
كالرماية والسباحة وركوب الخيل
وجاء عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ قَالَ:
"كَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ أَنْ عَلِّمُوا غِلْمَانَكُمْ الْعَوْمَ } [رواه الإمام أحمد في أول مسند عمر بن الخطاب].

سادسا: تجنيبه أسباب الميوعة والتخنث

فيمنعه وليّه من رقص كرقص النساء، وتمايل كتمايلهن، ومشطة كمشطتهن، ويمنعه من لبس الحرير والذّهب.

وقال مالك رحمه الله:
"وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ يَلْبَسَ الْغِلْمَانُ شَيْئًا مِنْ الذَّهَبِ لأَنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ تَخَتُّمِ الذَّهَبِ، فَأَنَا أَكْرَهُهُ لِلرِّجَالِ الْكَبِيرِ مِنْهُمْ وَالصَّغِيرِ" [موطأ مالك].

سابعا: إشعاره بأهميته
وتجنب إهانته خاصة أمام الآخرين
ويكون بأمور مثل:
(1) إلقاء السّلام عليه،
وقد جاء عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه
"أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ عَلَى غِلْمَانٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ } [رواه مسلم: 4031].

(2) استشارته وأخذ رأيه.

(3) توليته مسئوليات تناسب سنّه وقدراته

(4) استكتامه الأسرار.

عن أَنَسٍ قَالَ:
"أَتَى عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ
قَالَ: فَسَلَّمَ عَلَيْنَا فَبَعَثَنِي إِلَى حَاجَةٍ فَأَبْطَأْتُ عَلَى أُمِّي،
فَلَمَّا جِئْتُ قَالَتْ: مَا حَبَسَكَ؟ قُلْتُ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِحَاجَةٍ. قَالَتْ: مَا حَاجَتُهُ؟ قُلْتُ: إِنَّهَا سِرٌّ. قَالَتْ: لا تُحَدِّثَنَّ بِسِرِّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحَدًا } [رواه مسلم: 4533].

وعن ابْن عَبَّاسٍ قال: كُنْتُ غُلامًا أَسْعَى مَعَ الْغِلْمَانِ
فَالْتَفَتُّ فَإِذَا أَنَا بِنَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَلْفِي مُقْبِلاً فَقُلْتُ: مَا جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلا إِلَيَّ، قَالَ: فَسَعَيْتُ حَتَّى أَخْتَبِئَ وَرَاءَ بَابِ دَار،

قَالَ: فَلَمْ أَشْعُرْ حَتَّى تَنَاوَلَنِي فَأَخَذَ بِقَفَايَ فَحَطَأَنِي حَطْأَةً
( ضربه بكفّه ضربة ملاطفة ومداعبة )
فَقَالَ: اذْهَبْ فَادْعُ لِي مُعَاوِيَةَ.

قَالَ: وَكَانَ كَاتِبَهُ فَسَعَيْتُ فَأَتَيْتُ مُعَاوِيَةَ فَقُلْتُ: أَجِبْ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَإِنَّهُ عَلَى حَاجَةٍ } [رواه الإمام أحمد في مسند بني هاشم].

وهناك وسائل أخرى لتنمية الرجولة لدى الأطفال منها:
(1) تعليمه الجرأة في مواضعها ويدخل في ذلك تدريبه على الخطابة.

(2) الاهتمام بالحشمة في ملابسه وتجنيبه الميوعة في الأزياء وقصّات الشّعر والحركات والمشي، وتجنيبه لبس الحرير الذي هو من طبائع النساء.

(3) إبعاده عن التّرف وحياة الدّعة والكسل والرّاحة والبطالة،وقد قال عمر: اخشوشنوا فإنّ النِّعَم لا تدوم.

(4) تجنيبه مجالس اللهو والباطل والغناء والموسيقى؛ فإنها منافية للرّجولة ومناقضة لصفة الجِدّ.


" و إنْ تَجدْ عَيْباً فَسُدَّ الخَللا *** فَجَلَّ مَنْ لا عَيْبَ فِيهِ وعَلا

قيمة الحياة في أهدافها (2)


نتابع معاً في بعض الأفكار التي تساعد الإنسان على تحديد أهدافه في جوانب حياته المختلفة:

1- حذار أن تعود نفسك على القيام بأعمال لا هدف لها.

2- عند تحديد الأهداف يجب مراعاة الإمكانات المتاحة والمتوقعة ثم تحديد الأهداف على مقدارها فلا تكون الأهداف خيالية في طموحها بينما الإمكانات المعدة لها أو تلك التي يُمكن إعدادها متواضعة جداً أي أن يكون الهدف ممكن الحصول والتحقيق فمثلاً عندما تريد إقامة عمل تجاري يجب أن تنظر كم المال الذي يمكنك توفيرها لهذا العمل التجاري، ثم حدد حجم هذا العمل بناءاً على مقدار هذا المال.
أو عندما تريد البحث عن وظيفة فانظر ما هي الشهادة الدراسية التي تحملها والخبرات العملية التي تتمتع بها ثم على ضوء ذلك حدد نوعية ومرتبة الوظيفة التي تسعى لها.
وفي المقابل يجب الحذر من إهداء أو تجميد الموارد والإمكانات المتاحة والإنشغال بأهداف متواضعة جداً مع إمكان القيام بغيرها، فكلا الأمرين – التعلق بالأهداف الخيالية أو الإنشغال بالأهداف المتواضعة – مضيعة للوقت وإهدار للطاقات.

3- يجب أن يكون الهدف الذي تسعى لتحقيقه مناسباً للزمن الذين قدرته لإنجازه ؛ لأن من أخطر مقاتل الأهداف الجيدة عدم وجود الوقت الكافي لإنجازها كمن يريد أن يحصل على الشهادة الجامعية في تخصص الطب مثلاً خلال عام واحد بعد تخرجه من الثانوية.
ومن ذلك أيضاً من يسرف ويبذّر في إعطاء الأوقات الواسعة جداً للأهداف التي يُمكن إنجازها في أقل من ذلك كمن يُمكنه التخرج من الجامعة مثلاً خلال أربع سنوات ولكنه يماطل ويسوف ويتأخر فلا يحقق هذا الهدف إلا في ثمان سنوات !
والإحساس بقيمة الزمن وأهميته هو بداية تحريك النفوس وبعث الهمم لاستدراك الفائت أو اغتنام الحاضر والاستعداد للمستقبل، وليس هناك خسارة أشد من خسارة الوقت وهي خسارة لا يمكن تعويضها والزمن قيمة تتضاءل أمامها قيمة المال والدرهم والدينار في نظر أصحاب العقول الراجحة والبصائر النافذة.

4- يجب أن يكون الهدف الذي تسعى لتحقيقه هدفاً مشروعاً فالأهداف الممكنة كثيرة ولا تضيق الحياة إلا على العاجزين ولم يعدم يونس عليه السلام عملاً، وهو في بطن الحوت إذ كان من المسبحين.
ولكن من الأهداف ما يجوز أن يتصدى الإنسان لتحقيقه وإنجازه ومنها ما لا يجوز له أن يسعى له أو يفكر فيه فكل سعي في الأرض للفساد والإفساد وإن كان هدفاً ممكناً وقد يعود على فاعله بلذة أو نفع عاجل لكنه في موازين الحق والهدى مردود وباطل، كما قال تعالى: ( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً ) ، وقال عليه الصلاة والسلام : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردٌ ).
وهذا لا يتأتى إلا إذا عاش الإنسان في ظلال الإيمان وأنوار الوحي منطلقاً بجهده لعمارة الدنيا حتى ينال جزاء سعيه في الآخرة، أما القلب الذي لم يشرق عليه نور الرسالة المحمدية فهو قلب مظلم بوار والعياذ بالله ديدنه  الفساد في الأرض وإن ظن أنه يحسن صنعاً.

فالسعي لكسب المال وتنمية الثروة للتمتع بطيبات الحياة والإنفاق في وجوه البر هدف ممكن لكل من بذل جهده في ذلك ولكن يُمكن أن يكون عن طريق مشروع في تجارة أو زارعة أو صناعة ، ويمكن أن يكون عن طريق الغش والرشوة والاحتيال والربا والمخدرات.
فالجميع جمع الثروة وحصَّل المال، لكن أين الثرى من الثريا، الأول جمع ماله من الحلال فهو سعادة له في الدنيا ونجاة له في الآخرة إن أحسن إنفاقه أيضاً، والآخر جمعه من الحرام فهو شقاء له في الدنيا وجحيم وعذاب في الآخرة.

ومثال آخر من يريد أن ينجح في الدراسة بالجد والاجتهاد والمثابرة والاعتماد على النفس بعد التوكل على الله ودعائه واللجوء إليه، في مقابله من يريد أن ينجح ولكن بالغش والاحتيال والاعتماد على زملائه، وشتان بين الصورتين.

5- يجب أن يكون الهدف محدداً واضحاً، لا غموض فيه ولا لبس ؛ لأن عدم تحديد الهدف أو عدم وضوحه يجعل الإنسان غير قادر على الوصول إلى ما يريد أو عدم معرفة ما يريد فمثلاً من يريد أن يتخرج من الجامعة لكنه لم يحدد أي تخصص يريد، ولا في أي جامعة ، ولا متى سيكون ذلك، فيكون هدفه غير محدد ويصعب عليه الوصل إليه.

وكمن يريد إيجاد بديل لعمله الوظيفي إذا تقاعد ويقف عند هذا فقط، أو يريد السفر فقط دون أن يحدد وجهته أو طبيعة العمل الذي يسعى لتحقيقه في سفره.
إذاً فلا بد من وضوح الهدف وتحديده بدقة حتى لا يختلط بغيره ويتعذر تحقيقه والسعي له.

ومن وضوح الهدف أن يكون إيجابياً لا سلبياً، أي أن تحدد ما تريده بوضوح، إذ إنّ من الأخطاء التي تقع فيها كثير من الناس عند سؤاله عن هدفه أنه يذكر لك ما لا يريده، أمّا ما يريده فهو غير واضح في ذهنه أو لم يفكر فيه أصلاً.
ومن وضوح الهدف أن تتخيل أكبر قدر ممكن من تفاصيله كأنه منجز متحقق حاصل بين يديك.
 
المصدر:
حتى لا تكون كلاً                الدكتور عوض بن محمد القرني
 
فقرة الاستفادة العظمى:                         (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا)

مما استفدته من هذا المقال وسأسعى إلى تحقيقه في حياتي:

-          التأكد عند صياغة أهدافي في نواحي حياتي المختلفة من: مراعاة الإمكانات المتاحة والمتوقعة، المناسبة للزمن الذين قدرته لإنجازه، هدفاً مشروعاً، محدداً واضحاً
-          الفرق بين التخطيط العفوي وبين التخطيط المرتكز على الأسس السليمة العلمية التي تضمن عدم إغفال أي من النقاط الهامة.
-          ضرورة تخصيص وقتاً احتياطياً في الخطة تفادياً للطوارئ أو لسوء التقدير.
-          سعيي للقيام بأهداف كبيرة مفيدة لا يبرر لي سلوك الطرق الملتوية في سبيل تحقيقها من الغش أو الاحتيال مهما كان ذلك صعباً ومهما وقع من حولي في هذا الفخ متذكراً قوله تعالى: "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ"