31 يوليو 2009

هل يمكن الجمع بين الدعوة وطلب العلم‏

 

هل يمكن  الجمع بين الدعوة وطلب العلم


ما رأيكم بمن يترك الدعوة بحجة التفرغ لطلب العلم , وأنه لا يتمكن من الجمع بين الدعوة والعلم في بداية الطريق , لأنه يغلب على ظنه ترك العلم إذا اشتغل بالدعوة , ويرى أن يطلب العلم حتى إذا أخذ منه نصيباً اتجه لدعوة الناس وتعليمهم وإرشادهم ؟.


الحمد لله
سُئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى السؤال السابق فأجاب فضيلته بقوله : لا شك أن الدعوة إلى الله تعالى مرتبة عالية ومقام عظيم , لأنه مقام الرسل عليهم الصلاة والسلام وقد قال الله تعالى : ( ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين ) . فصلت /33 .. وأمر الله تعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم أن يقول : ( قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني ) .  يوسف /108 .
ومن المعلوم أنه لا يمكن الدعوة بغير علم كما في قوله هنا ( على بصيرة ) وكيف يدعو الشخص إلى شيء لا يعلمه ؟ ومن دعا إلى الله تعالى بغير علم كان قائلاً على الله ما لا يعلم , فالعلم هو المرتبة الأولى للدعوة .
ويمكن الجمع بين العلم والدعوة في بداية الطريق ونهايته , فإن تعذر الجمع كان البدء بالعلم , لأنه الأصل التي ترتكز عليه الدعوة , قال البخاري رحمه الله في صحيحه في الباب العاشر من كتاب العلم : باب العلم قبل القول والعمل واستدل بقوله تعالى : ( فاعلم أنه لا إله إلاّ الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقّلبكم ومثواكم )  محمد /19 . قال فبدأ بالعلم .
ومن ظن أنه لا يمكن الجمع بين العلم والدعوة فقد أخطأ , فإن الإنسان يمكنه أن يتعلم ويدعو أهله وجيرانه وأهل حارته وأهل بلدته وهو في طلب العلم .
والناس اليوم في حاجة بل ضرورة إلى طلب العلم الراسخ المتمكن في النفوس المبني على الأصول الشرعية , وأما العلم السطحي الذي يعرف الإنسان به شيئاً من المسائل التي يتلقاها كما يتلقاها العامة دون معرفة لأصولها وما بنيت عليه فإنه علم قاصر جداً لا يتمكن الإنسان به من الدفاع عن الحق وقت الضرورة وجدال المبطلين .
فالذي أنصح به شباب المسلمين أن يكرسوا جهودهم لطلب العلم مع القيام بالدعوة إلى الله بقدر استطاعتهم وعلى وجه لا يصدهم عن طلب العلم , لأن طلب العلم جهاد في سبيل الله تعالى , ولهذا قال أهل العلم : إذا تفرغ شخص قادر على التكسب من أجل طلب العلم فإنه يُعطى من الزكاة , لأن ذلك من الجهاد في سبيل الله بخلاف ما إذا تفرغ للعبادة , فإنه لا يُعطى من الزكاة , لأنه قادر على التكسب .


من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين , كتاب العلم , ص168 - 170.


__,_._,___

30 يوليو 2009

أحسن الناس قولا

 
أحسن الناس قولا



وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين




__._,_.___

مجالس العلماء .. لطائف ودهاء

 
مجالس العلماء .. لطائف ودهاء




هل يمزح العلماء وطلبة العلم ؟
هل يضحكون في مجالسهم ؟ .. وهم من هُم بعلمهم وقدرهم ووقارهم ! ..

سؤال محير .. ومن الصعب علينا استيعابه ! .. إلا أن كثرة المشاركات أثبتت لنا نقيض ذلك ! ..
فهم وإن كانوا أهل الوقار .. وحياتهم حياة الاجتهاد والجد .. ومجالسهم مجالس العلم والذكر .. فإنها لا تخلو من اللطائف العابرة غير المقصودة ! .. والطرائف النادرة التي تناسب الحال الذي وقعت فيه دون مشقة أو كلفة ! .. فتكون أشبه بالنكتة الجميلة التي يستسيغها العقل وتطرب لها النفس ! .. وتطير بها الركبان ! .. وتتناقلها الأجيال تلو الأجيال ! ..
ولنا في سيرة سيد العلماء وإمامهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ..
فقد كان صلى الله عليه وسلم يمزح بلا كذب .. وتضحكه الطرفة الصادقة كما سيأتي معنا .

باقة منوعة من طرائفكم الممتعة !
اخترناها من مشاركاتكم الرائعة ..
 

قيام الليل أنواع
لقد اعتدت الخروج إلى مجالس الذكر لما لها من فائدة عظيمة ، وذات يوم وبينما أنا مستعد للخروج إلى أحد مجالس الذكر تشبث بي أخي الصغير يريد الخروج معي ، وبينما نحن نستمع إلى محاضرة الشيخ التي كان يتحدث فيها عن قيام الليل وفضل قيام الليل ، كان أخي الصغير يلتفت هنا وهناك ، وكأنه يفكر في الوجوه التي يرى أنها غريبة ، وقبل أن ينهي الشيخ محاضرته لفت انتباهه أخي الصغير وهو يجلس بجانبي بهدوء مرتدياً القميص والعمامة على رأسه وكأنه أحد القضاة ، فسأله الشيخ : ما اسمك ؟ قال : عبد الله
قال : هل تقوم الليل يا عبد الله ؟ قال : نعم أبول ثم أرجع أنام ، فابتسم الشيخ بينما ضحك الآخرون وقال لي : اخلع عنه العمامة .
أما أنا فقد غرقت في حرج شديد ، ورغم ذلك لم أتمالك نفسي من الضحك ، خاصة حينما سمعت أخي الصغير يضحك بجانبي هو الآخر
مراد نعمان الصالحي – الحديدة

قذيفة ذهبية
في إحدى المحاضرات وأنا أتحدث بكل حماس وجرأة بدأت الكلمات يظهر أثرها في انفعالاتي وحركاتي حتى بدأت أحرك يدي من كثرة التفاعل في ذلك الموضوع ، فشرعت أشير إلى هنا وإلى هناك تارة أخرى وأنا أتكلم بكل حرية وانطلاق ، فحلقت بيدي اليمنى للأعلى قليلاً فانطلق منها صاروخ ذهبي تلاحقه نظرات مستهجنة من الحضور حتى استقر في آخر القاعة ، نظرت بدهشة : يا إلهي إنه خاتمي الجديد أصبح قذيفة حربية ، ابتلعت ريقي بشدة وسط وجوم أوجه الحاضرات وابتسمت ابتسامة صفراء ، ثم أكملت بقية المحاضرة بكل حياء وخجل .
س . أ – الطائف

سأظل تلميذك
كنا جالسين في حلقة مهيبة تسودها الطمأنينة حول شيخنا الجليل ، وبينما هو يشرح لنا باباً من أبواب العلم ووصل إلى مسألة أخطأ فيها ، وكرر الخطأ ، فلم أتمالك نفسي وبعفوية طالب العلم قاطعته مصححاً له الخطأ فاستجاب بكل تواضع ولكن أخذت الأنظار من الحاضرين تتوجه إلي وكأنها تؤنبني مما جعلني أتمنى أني لم أصحح خطأ شيخي الذي أحبه وسأظل تلميذه دائماً .
محمد عواض – صنعاء

حديث البتة !
كنت في مجلس علم لأحد الشيوخ الفضلاء فتحدث الشيخ في أثناء درسه عن مسألة فقهية وقال : لم يثبت فيها حديث البتَّة – يعني بتاتاً – وبعد انتهاء الدرس سأل أحد الحاضرين : يا شيخ اذكر لنا حديث البتة ، عندها لم يتمالك الحاضرون أنفسهم من الضحك ، فقام الشيخ بإيضاح الأمر للسائل .
خالد بن دهري – اليمن

صعوبة البداية
إحدى صديقاتي قررت أن تلقي محاضرة على الطالبات في مصلى المدرسة وكانت المرة الأولى في حياتها ! وعند مجيء الموعد المحدد ازداد الخوف والتوتر ! وما إن جلست في المكان المخصص ويممت وجهها شطر الطالبات حتى تبخر كل شيء حضرته وجهزته ! ليحمر الوجه وتصفر الخدود ويبقى السبيل الوحيد للخروج من الموقف المحرج هو الهروب أمام دهشة وتعجب الحضور !
ندى . ش – المذنب

أفواه المجانين
في أحد الأيام كان أحد طلاب العلم يلقي محاضرة وكانت مفيدة جداً ، وكان فيها من الفصاحة والبلاغة مما أثر على أحد الحاضرين فقام يعقب بعد المحاضرة فقال : جزى الله الأخ خير الجزاء فقد أفاد وأجاد ونصح وأفصح وكما قيل : خذ الحكمة من أفواه المجانين ! فضحك الحاضرون جميعاً وضحك الأخ المحاضر وأحرج المعقب من الموقف .
جبد السويدي – اليمن

إلا العرس
تقول الوالدة : بينما كنا في محاضرة في إحدى الاستراحات وكان الموضوع شيقاً والمكان المخصص قد ازدحم من كثرة الحاضرات ولم تجد من جاءت متأخرة مكاناً للجلوس أخذت الداعية تحثهم على التقارب حتى يكون هناك متسع للحاضرات ، ولكن دون جدوى ، أخذت تذكرهنّ بفضل التفسح في المجالس وأن الملائكة يصفون عند ربهم متراصين ولكن لا جدوى ، وبينما نحن في أخذ ورد إذا بإحدى الجالسات قريباً من الداعية تقول لها قولي لهنّ إني سأدعو لكنّ ، وأسرّت لها ، فقالت الداعية : ( اقربوا جعل رجالكم ما يعرسون عليكم ) ، وما إن نطقت بها حتى تحركت جميع الحاضرات ولم يبق أحد إلا وأخذ في التوسيع لمن حوله .. وقد اكتضت القاعة بصوت الضحكات .
سعدى محمد سعيد – الرياض

يا لها من شجاعة !
قبل تزويد جامعة الإيمان باليمن بشبكة تلفزيونية مغلقة لبث المحاضرات للطالبات كان العلماء يلقون دروسهم مباشرة على الطالبات بعد تحجبهن ، وذات مرة بينما كان أحد علماء السيرة من القطر السوري الشقيق يلقي محاضرته حول شجاعة الصحابيات ودورهن في الجهاد وأنه يأمل أن تقتفي المرأة اليمنية المسلمة سيرة الصحابيات في الشجاعة وقوة التحمل إذا بإحدى الطالبات الحاضرات تصرخ بأعلى صوتها وتجري بسرعة هائلة وقد تركت حذاءها وكأنها شبح أسود طائر في الهواء .. فعمّ الهدوء المكان واحمر وجه الشيخ مذهولاً مما حدث ! هل هو الحماس للماضي التليد والشوق للجهاد والجنة ؟ أم هو مسٌّ من الجن أصاب الطالبة ؟ وفجأة إذا بصوت الطالبة من بعيد يقطع الهدوء العجيب ! فأر .. فأر .. يا شيخ هناك فأر في القاعة !
أظن الشيخ قد تفاجأ بشجاعة المرأة اليمنية وقوة تحملها !
سماح محمد سوار – صنعاء

الكل يبكي
حدث ذات مرة في أحد مجالس الذكر أن أحد الشيوخ قام بوعظ الناس وتذكيرهم بالموت واليوم الآخر وبدأ يرقق قلوبهم بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تذكرهم بربهم حتى هاج المجلس بالبكاء والنحيب ، وبعد أن أكمل الشيخ موعظته التفت فإذا كتابه قد سرق ! فنظر في المجلس وإذا الكل يبكي فقال : كلكم يبكي ! فمن الذي سرق الكتاب ؟
أمين سيف – إب

أخرجه ابن ماجه
روي أن جماعة من طلبة العلم ذهبوا ليحفّظوا الناس في إحدى القرى ، وحينما اجتمع الناس في المسجد وبدأ أحدهم يخطب فيهم وكان في أثناء كلامه استدل بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم : " لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة ، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه " وقال : أخرجه ابن ماجه ، فقال كل الحاضرين من القرية : بارك الله فيه ، بارك الله فيه .. فقد ظنوا أن المقصود أن ابن ماجه قد أخرج الضب من جحره !
عندها فقط أدرك الخطيب أنه في وادٍ والناس في وادٍ آخر .
محمود محمد أحمد – الرياض

عيوشة
تقول أختي : بينما نحن في حصة مادة الحديث وقد كانت راوية الحديث السيدة عائشة رضي الله عنها ، فبدأت المعلمة بترجمة عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وذكرت أنها كانت أحب زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وكان يداعبها ويدعوها باسم جميل غير عائشة فما هو ؟
تقول أختي : فسكتت جميع الطالبات لأنهن لم يعرفن الإجابة ، فتشجعت أختي وقالت بصوت عال مسموع : ( عيوشة ) !
فإذا بالطالبات ينفجرن ضاحكات وكذلك المعلمة التي بادرتها قائلة : استغفري الله ، كان يدعوها ويداعبها بـ ( الحميراء )
عائشة الشهراني – أبها

سنة رابعة لغة عربية
عندما كنت في الجامعة وفي إحدى محاضرات مادة الحديث كتبت الدكتورة على السبورة الحديث الشريف : " المؤمن كيس قُطُن " ، وعم السكون الرهيب القاعة ! فطلبت منها أن تشرحه بناء على قراءتها ، فكان جوابها الذكي : لقد شبه المؤمن في صفاء قلبه وطهارته بكيس القطن لشدة بياضه !
فانفجرنا ضاحكات لإعجابنا بمنطقها المقنع .
وأما لفظ الحديث : " المؤمن كيَّسٌ فَطِن " .
أم عبد الرحمن – الدمام

وليس الذكر كالأنثى
جاء أحد الشيوخ الأفاضل إلى الجامعة ليلقي على طلابها محاضرة ، وكان قد اتصف بالزهد ولين الجانب ، ومن رآه ظنه ليس بعالم .
وقف فضيلته أمام بوابة الجامعة بهيئته التي لا تدل إلا على التواضع الجم ، ولما أراد أن يدخلها قال له الحارس على البوابة : هذا المكان ليس بجامع ! إنها جامعة .
فقال الشيخ : إني أعرف ذلك ، وليس الذكر كالأنثى .
جمال أبو علي – اليمن

آآه
أحد الشباب كان يقرأ الدرس على شيخه ، وعند نهاية الموضوع في الكتاب كان مكتوباً : ( أ.هـ ) ، ولكن الطالب قرأها : ( آآه ) بالمد ، فضحك الشيخ ومن في المجلس .
حامد كابلي – الرياض

شبعان أم جوعان
في إحدى ليالي شعبان كانت القاعة تنعم بالوقار والسكينة لأن هناك حفلاً أقيم لتكريم حفظة كتاب الله الكريم ، وعندما افتتح الحفل بدأ المقدّم بقوله : في هذا اليوم المبارك من شهر شبعان .. فضجت القاعة بالضحك .. أحدهم علق قائلاً : يمكن كان جوعان .
حمزة غيلان – تعز

لا عليك
تحدث أحد الشيوخ في محاضرته بعد صلاة المغرب عن الجنة ونعيمها ، فظهر الخشوع على الحاضرين جميعاً وكأن على رؤوسهم الطير .
قام أحد الأشخاص بغية تسجيل المحاضرة وكان على عجل من أمره ، فبدلاً من أن يفتح زر التسجيل أخطأت يده إلى زر الراديو ، وكانت أغنية صاخبة بصوت مرتفع جداً ، مما حدا بهذا الشخص إلى الارتباك وإصدار حركات عفوية مضحكة ليضحك جميع من في المسجد ! .. عندها قام الشيخ بتهدئة روعه واللطف به .
ياسر عوض – اليمن

الخارج من السبيلين
بينما كنت أشرح في إحدى القاعات وكانت المحاضرة عن الزكاة ، وكعادتي ألقيت نظرة على أعين الحاضرات حتى اصطدت إحداهن وكان يبدو من نظرتها أنها تسبح في عالم آخر ، فطلبت منها أن تعيد لي ذكر الأموال التي تجب فيها الزكاة ؟ فبدأت معركة السحب والعصر ، لكن حالفها الحظ هذه المرة ، فأتتها الإسعافات الأولية بالإجابات الفورية ، فشرعت تعيد ذكر ما يلتقطه سمعها من أفواه الحاضرات ، وأنا أهز رأسي لها بالإيجاب ، حتى قالت : والخارج من السبيلين – تقصد الخارج من الأرض – فقاطعتها بابتسامة قائلة لها : وهل الخارج من السبيلين يجب فيه الزكاة ؟ نظرت إلي باستغراب ثم ضحكت على نفسها وارتجت بعدها القاعة بضحكات الحاضرات .
س . أ – الطائف

فكيف بالأسد ؟
كان أحد الوعاظ يلقي موعظة في مجموعة من الرعاة ، ومعروف أن الرعاة لديهم الكثير من الكلاب التي تساعدهم في رعي الأغنام ، فنبه هذا الواعظ إلى خطورة الكلاب وأن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب .
فأجاب أحد الرعاة مستغرباً : ألهذا الحد تخاف الملائكة من الكلاب ؟ كيف بهم لو رأوا الضبع أو الأسد فماذا سيفعلون ؟
وأصبح صاحبنا في حيرة ، إذ كيف يفهم هؤلاء أن الملائكة لا تخاف ، حيث لم يكن لديه من العلم ما يعينه على التوضيح وإقامة الحجة .
علي منصر محبوب – الحديدة



مواقف طريفة مع الشيخ
الألباني رحمه الله

الدبوس
رجلٌ صوفي يقول – والعلامة الألباني رحمه الله – موجود : أنتم تسبون الصوفية ، أنا من أهل الله وأعطيكم البرهان ، وإذا كنتم من أهل الحق فافعلوا مثلي ، أنا سأدخل السكين من الجانب الأيمن وأخرجه من الجانب الأيسر ولا ينزل مني قطرة دم واحدة .
فقال الألباني : ما نريد سكين ، نريد دبوس ، أعطنا الدبوس وأنا سأدخله بيدي في وجنتك ، فقال الصوفي : لا ، بل بيدي أنا ، فقال الشيخ الألباني : أنت من أهل الله ! لا تفرق بيد من ! أنت من أهل الله ..
فرفض الصوفي وانهزم وأُخزّي وانصرف .

بلا خوف
يقول الشيخ محمد المنجد : ومرة دعوت الشيخ الألباني في بيتي ، فجاء أحد الإخوان بطبق من السليق ، فقال الشيخ : هذا يدخل الجوف بلا خوف !
فقال الشيخ المنجد : هذا من مداعباته على الطعام .

تجسس على الأحلام
يقول أحد أبناء الشيخ رحمه الله : مرة كان يتكلم وهو نائم ، فاقتربت منه لأسمع كلامه ، ففتح عينيه فجأة وقال : تتجسس علي ! وضحك .

أن الباطل كان زهوقا
من أعجب المواقف التي قرأتها في حياة العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله والتي تدل على شجاعة منقطعة النظير في تتبعه لأهل الضلال واحتسابه في إنكار المنكر هذا الموقف :
سمع عن أحدهم يحضر الأرواح فذهب إليه ودخل عليه ، ارتبك الرجل ، فقال له الشيخ : أرجو أن تحضر لي روحاً ، فقال الرجل : من تريد ؟
قال الشيخ : أريد روح البخاري ! فقال الرجل : إيش تبغى في البخاري ؟ قال الشيخ : أنا عندي أشياء أسألها للبخاري ! فقال المشعوذ : اليوم انتهت الأرواح ، تعال يوم الاثنين !
ذهب الشيخ للمشعوذ يوم الاثنين فلم يجد الرجل .. هرب ونقل المحل كله إلى مكان لآخر ! .

منه أم مني ؟
ذكر الألباني في كتابه " تمام المنة في التعليق على فقه السنة " قصة طريفة عن أبي عبيد القاسم بن سلام ، قال : كنت أفتي من نام جالساً لا وضوء عليه حتى قعد إلى جنبي رجل يوم الجمعة فنام فخرجت منه ريح ، فقلت : قم فتوضأ ، فقال : لم أنم ، فقلت : بلى ، وقد خرجت منك ريح تنقض الوضوء ! فجعل يحلف بالله ما كان ذلك منه ، وقال لي : بل منك خرجت ! فزايلت ما كنت أعتقد في نوم الجالس ، وراعيت غلبة النوم ومخالطته القلب .



من لطائف علماء السلف

أدب العلماء
كان ابن عباس رضي الله عنهما في مجلس من مجالس الذكر وحوله تلاميذه ، فأحدث رجل وخرجت الرائحة الكريهة ، فقال رجلٌ من تلاميذ ابن عباس : أقسم بالله على من أحدث أن يقوم فيتوضأ ، فلما سمعه ابن عباس رضي الله عنهما قال لتلاميذه : قوموا فنتوضأ كلنا .

الموت في طلب العلم
دخل إبراهيم المهدي أخو هارون الرشيد على المأمون وبين يديه جماعة يتذاكرون في الفقه ، فقال له المأمون : يا عم ما عندك فيما يقول هؤلاء في الفتوى ؟
فقال إبراهيم بن المهدي : والله يا أمير المؤمنين لقد شغلنا الندماء والمداحون باللهو واللعب في الصغر ، واشتغلنا في الكهولة باتباع الهوى وتكاليف الحياة ، فما انتفعنا بعلم !
فقال المأمون : يا عم ولم لا تتعلم اليوم ؟
فقال إبراهيم بن المهدي : أو يحسن بمثلي الآن طلب العلم وقد بلغت من الكبر عتياً ؟
قال المأمون : نعم والله ، لأن تموت طالباً للعلم خير لك من أن تعيش قانعاً بالجهل .

امتنع عن الخروج
كان الإمام القاضي محمد بن علي الشوكاني رحمه الله يُقرئ طلبته " صحيح البخاري " ، وكانت تمر به أحاديث الشفاعة التي فيها خروج أناس من النار من بعد ما حشروا فيها ، وكان أحد الطلاب ممن يحضرون مجلسه معتزلي العقيدة – والمعتزلة تنكر الشفاعة الثابتة من خروج بعض المسلمين من النار – فكان هذا الطالب كلما مرت أحاديث الشفاعة حاول أن يشوَّش ويعترض ويناقش ويجادل ، فما كان من الشوكاني إلا أن قال له : عندما يأتون لإخراجك من النار امتنع عن الخروج ، وقل لهم : أنا معتزلي لن أخرج .

تعليم عجيب
قال الجاحظ : مررت بمعلم صبيان وعنده عصا طويلة ، وعصا قصيرة ، وصولجان ، وكرة ، وطبل ، وبوق .
فقلت : ما هذه ؟ فقال : عندي صغار أوباش فأقول لأحدهم اقرأ لوحك فيصفر لي بضرطة ، فأضربه بالعصا القصيرة فيتأخر فأضربه بالعصا الطويلة فيفر من بين يدي ، فأضع الكرة في الصولجان وأضربه فأشجه ، فيقوم إلي الصغار كلهم بالألواح فأجعل الطبل في عنقي ، والبوق في فمي ، وأضرب الطبل وأنفخ في البوق ، فيسمع أهل الدرب ذلك فيسارعون إليّ ويخلصونني منهم .

أي الاتجاهات ؟
سأل رجل أبا حنيفة فقال له : إذا نزعت ثيابي ودخلت النهر أغتسل ، فإلى القبلة أتوجه أم إلى غيرها ؟
فقال له : الأفضل أن يكون وجهك إلى جهة ثيابك لئلا تسرق منك .

أصبت في صمتك
قيل : كان يجلس إلى أبي يوسف ( القاضي ) رجل فيطيل الصمت ولا يتكلم ، فقال له أبو يوسف يوماً : ألا تتكلم ؟
فقال : بلى ، متى يفطر الصائم ؟
قال أبو يوسف : إذا غابت الشمس .
قال الرجل : فإن لم تغب إلى نصف الليل كيف يصنع ؟
فضحك أبو يوسف وقال : أصبت في صمتك وأخطأت أنا في استدعائي نطقك !

مصير الحصاة !
سأل رجل عمرو بن قيس عن حصاة المسجد يجدها الإنسان في خفّه أو ثوبه أو جبهته ؟!
فقال له : إرم بها ! فقال الرجل : زعموا أنها تصيح حتى ترد إلى المسجد .
فقال عمرو بن قيس : دعها تصيح حتى ينشق حلقها .
قال الرجل : أولها حلق ؟ قال : فمن أين تصيح إذن !

أيهما أثقل ؟
كانت عمامة الإمام الشوكاني تسقط فيرفعها ، وكان بعض علماء الزيدية يقولون ببطلان صلاته ، فقال : أيهما أثقل : العمامة أم أمامه ، يقصد بنت الرسول صلى الله عليه وسلم التي كان يحملها .

لا تفهم غلط
قال أبو إسحاق الحبال : كنا يوماً نقرأ على شيخ فقرأنا قوله صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل الجنة قتَّات " وكان في الجماعة رجل يبيع القت – وهو علف الدواب – فقام وبكى ، وقال : أتوب إلى الله ، فقيل له : ليس هو ذاك ، لكنه النمام الذي ينقل الحديث من قوم إلى قوم يؤذيهم ، فسكن الرجل وطابت نفسه .

لا فائدة من العجلة
قال جعفر بن أبي عثمان : كنا عند يحي بن معين ، فجاءه رجل مستعجل فقال : يا أبا زكريا : حدثني بشيء أذكرك به ،
فقال يحي : اذكرني أنك سألتني أن أحدثك فلم أفعل .

السبب واضح
سئل الإمام صالح من محمد الأسدي : لم لقبت جزرة ؟
فقال : قدم علينا عمر بن زرارة فحدثهم بحديث عن عبد الله بن بسر : أنه كان خرزة للمريض ، فجئت وقد تقدم هذا الحديث ، فرأيت في كتاب بعضهم وصحت بالشيخ : يا أبا حفص ! يا أبا حفص ! كيف حديث عبد الله بن بسر : أنه كانت له جزرة يداوي بها المرضى ، فصاح المحدثون ، فبقي علي حتى الساعة .

لا تعبث بقواعد اللغة
قال الإمام صالح بن محمد : دخلت مصر فإذا حلقة ضخمة ، فقلت : من هذا ؟ قالوا : صاحب نحو ، فقربت منه ، فسمعته يقول : ما كان بصاد جاز بالسين ، فدخلت بين الناس وقلت : صلام عليكم يا أبا سالح ! سليتم بعد ؟
فقال لي : يا رقيع ، أي كلام هذا ؟ قلت : هذا من قولك الآن ، قال : أظنك من عيّاري بغداد ، قلت : هو ما ترى .

النقع أفضل !
سئل الإمام الشعبي رحمه الله عن المسح على اللحية ؟ فقال : : خللها بأصابعك ، قال السائل : أخاف ألا تبلها ، قال : إن خفت فنقعها من أول الليل !

وللحك أنواع !
سئل الإمام الشعبي رحمه الله : هل يجوز للمحرم أن يحك بدنه ؟ قال : نعم ،
قال : مقدار كم ؟ قال : حتى يبدو العظم !

سحور بالأطراف
روى الشعبي رحمه الله حديثاً : " تسحروا ولو أن يضع أحدكم إصبعه على التراب ثم يضعه في فيه "
فقال أحدهم : أي الأصابع ؟ فتناول الشعبي إبهام رجله وقال : هذه !

زواج غير مشهود
سأل رجل الإمام الشعبي رحمه الله : ما اسم امرأة إبليس ؟
فقال الشعبي : ذاك نكاح ما شهدناه !

القناعة
روى الأعمش عن أبي وائل أنه قال : مضيت مع صاحب لي نزور سلمان ، فقدم لنا خبز شعير ، وملحاً جريشاً ، فقال صاحبي : لو كان في هذا الملح سعتر لكان أطيب – ضيف ويقترح – فذهب سلمان وتجشم العناء وأحضر الطلب ، وبعد الفراغ قال الصاحب : الحمد لله قنعنا بما رزقنا ، فقال سلمان : لو قنعت بما رزقك الله لم تكن مطهرتي ( إناء الوضوء ) مرهونة !

إساءة
رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه أعرابياً يصلي صلاة سريعة لا يحسنها ، ثم دعا الأعرابي فقال : اللهم زوّجني من الحور لعين ، فقال له عمر رضي الله عنه : أعظمت الخطبة وأسأت النقد !

حيلة ظريفة .. لكنها كذبة
فكر أحد الأدباء في طريقة للتخلص من زيارات الثقلاء فكان يحتفظ بعمامته وعصاه بالقرب من باب مسكنه ، فإذا دق الباب أسرع ووضع عمامته على رأسه وأمسك بعصاه ، ثم يفتح الباب ، فإذا ظهر أن الزائر غير مرغوب فيه قال : كم أنا سيئ الحظ لأنني خارج لمقابلة متفق على موعدها من قبل ، أما إذا كان الزائر محبوباً لديه فيقول : كم أنا سعيد الحظ ، لقد عدت من الخارج الآن !

بالإجماع
نُقل أن رجلاً جاء إلى أحد الفقهاء وقال له : أنا على مذهب ابن حنبل رحمه الله ، وإني توضأت وصليت ، وبينما أنا في الصلاة أحسست بشيء في قميصي ، فما الحكم ؟ فقال له الشيخ : هل خرج منك صوت ؟ قال : نعم ، صوت كصوت الغراب ، قال : هل له رائحة ؟ قال : نعم كمثل الأذى ، قال : هل له جُرم ؟ قال : نعم كثل الحناء ، فقال له الشيخ : عافاك الله .. لقد خريت بإجماع المذاهب .
 

مواقف طريفة مع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
 

أول عمل
سئل الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله عن العمل بعد الانتهاء من الدعاء ؟ فقال : ينزل يده !
سامية الكثيري – الخرج

هل أنا سارق ؟
في أحد دروس الشيخ ابن عثيمين رحمه الله طلب من أحد طلابه أن يُعرَّف السارق ، فقال الطالب : السارق هو الذي يأخذ ما ليس له – وكان هذا الطالب ممسكاً بيده قلماً – فأخذ الشيخ منه القلم بقوة وقال : أنا أخذت قلمك هذا ، فهل أنا سارق ؟ فقال الطالب : لا ، لأنك تمزح ، فأدخل الشيخ القلم في جيبه بعدما أحكم غطاءه وقال : أنا جاد في ذلك ولست أمزح ! فهل أنا سارق ؟ فانفجر الجميع بالضحك .
محمد إبراهيم الشريف – قطر

ولكن بالشراكة
قال الشيخ محمد بن صالح المنجد : جاء مرة طفل إلى الشيخ ابن عثيمين وقال له : يا شيخ أجب لي عن أسئلة هذه المسابقة !
فقال له الشيخ : أجيب عليها ، ولكن إذا فزت تعطيني نصف الجائزة !

درس ليس على البال
قال أيمن عبد العزيز أبانمي – من طلبة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله - : ومما شاهدت من تواضعه أنه مرة كان في أحد دروسه في سطح الحرم ، فأتت هرة بين الصفوف والشيخ كان يُلقي الدرس ، فأوقف الشيخ الدرس وقال : ماذا تريد هذه الهرة ؟ لعلها تريد ماء ؟ اسقوها الماء ، ثم قال بعد ذلك فائدة عن حكم سؤر الهرة ، ثم قال : هذه فائدة بمناسبة حضور الهرة ! فضحك الجميع .

قيام !
كان الشيخ ابن عثيمين رحمه الله يُدّرس في الحرم وكان الطلبة شباباً وكباراً في السن ، وكان إذا رأى أحداً منهم يلتفت إلى الناس ولا ينتبه للدرس يوقفه ويسأله عما وصل إليه ، فإن لم يجب فإنه يتركه واقفاً ، ولذلك أن تتخيل منظر الرجل وهو واقف كالطفل في الصف المدرسي .
أماني خلف المبارك – رفحاء

تشجيع ثم إنقاذ !
كان الشيخ يحب الدعابة وكذلك الرياضة وخاصة السباحة ، وفي إحدى المرات كان معه ابن عمتي وهو من تلاميذه ، وكان الطلاب يسبحون في بركة ماء ، فقال له الشيخ : لماذا لا تسبح يا فلان ؟ فقال له : أنا لا أجيد السباحة ، فقال له الشيخ : تعلّم واسبح مع زملائك ، فلما نزل ابن عمتي إلى البركة مع الطلاب كاد أن يغرق ، فنزل إليه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بنفسه وأخرجه منها .
أماني خلف المبارك – رفحاء

هل هو ذكر أم أنثى ؟
ومن طرائف الشيخ ابن عثيمين مع الشيخ ابن باز رحمهما الله أنه مرة سألهما شخص فقال : لقد اخترع لنا جهاز ينبّه على السهو أثناء الصلاة ، فلا يسهو المصلي إذا استعمله ، فما حكمه ؟
فسكت الشيخ ابن باز وضحك الشيخ ابن عثيمين رحمهما الله وقال : اسأله أهو يسبح أم يصفق ؟ .. وكان الشيخ يقصد التسبيح للرجال والتصفيق للنساء !
أماني خلف المبارك – رفحاء

أنا هو .. وأنت من ؟
صلى الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله في الحرم المكي وعند خروجه استقل سيارة تاكسي يريد التوجه إلى منى ، وأثناء الطريق أراد السائق أن يتعرف على الراكب فقال له : من الشيخ ؟ فأجابه الشيخ : محمد بن عثيمين ، فأجابه السائق : أنت الشيخ ابن عثيمين ؟ - ظناً منه أنه يمزح معه – فقال الشيخ ابن عثيمين : نعم ، فهز السائق رأسه متعجباً من جرأته في تقمص شخصية الشيخ ابن عثيمين ، فقال الشيخ للسائق : ومن الأخ ؟ فأجاب السائق : أنا الشيخ عبد العزيز بن باز – وكان ذلك في حياة الشيخ ابن باز رحمه الله – فأجابه الشيخ : لكن الشيخ ابن باز ضرير ولا يمكن أن يسوق السيارة !
ولما تبين للسائق أنه الشيخ ابن عثيمين اعتذر منه وكان في غاية الإحراج .
بسمة القصيم – عنيزة
أ.ب- القصيم

حتى النعاس
يذكر الشيخ عبد الكريم المقرن : أنه كان مرة في منزل الشيخ محمد بن عثيمين وأثناء التسجيل غلبه النعاس وأخذ يدافع النوم من أجل إتمام البرنامج ، فما كان منه إلا أن أخذ يجيب على الأسئلة وهو يمشي داخل المجلس ذهاباً وإياباً ليطرد النوم ، حتى أكمل جميع الحلقات !
بسمة القصيم – عنيزة

سجود التلاوة
سئل ابن عثيمين رحمه الله : إذا كان القارئ يستمع إلى المسجّل فجاءت سجدة التلاوة فهل يسجد للتلاوة ؟
فقال الشيخ : نعم إذا سجد المسجَّل !

سؤال الضيف
سأل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله كعادته بعد الدرس ، فكان السؤال من نصيب أحد الحاضرين – وكان مضيفاً – فقال الضيف متعللاُ بعدم قدرته على الإجابة : بأنه ضيف وليس طالباً ، فقال الشيخ : الضيف يأكل الطعام مع أهل البيت .
عبد الله بامطرف – حضرموت

غير صالحة للعض !
كان الشيخ ابن عثيمين يتكلم في درس عن عيوب النساء في أبواب النكاح ، فسأله سائل وقال له : إذا تزوجت ثم وجدت زوجتي ليس لها أسنان ، فهل هذا عيب يبيح لي طلب الفسخ ؟
فضحك الشيخ وقال : هذه امرأة جيدة حتى لا تعضك !
أماني خلف المبارك – رفحاء
جواهر الحسن – بريدة


النبي صلى الله عليه وسلم مبتسما
أصحاب الزرع
عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُحدّث – وعنده رجل من أهل البادية – فقال صلى الله عليه وسلم : " إن رجلاً من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع فقال له : ألستَ فيما شئتَ ؟ قال : بلى ، ولكن أحب أن أزرع ،
قال : فبذر ، فبادر الطرف نباته واستواؤه واستحصاده فكان أمثال الجبال ، فيقول الله : دونك يا ابن آدم ، فإنه لا يُشبعك شيء " .
فقال الأعرابي : والله لا تجده إلا قرشياً أو أنصارياً ، فإنهم أصحاب زرع ، وأما نحن فلسنا بأصحاب زرع ، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم .
أي أنه لما بذر الحَبَّ لم يكن بين استواء الزرع وإنجاز أمره كله من القلع والحصاد والتذرية والجمع والتكريم إلا قدر لمحة البصر . رواه البخاري .

مداعبة الصغار
وعن أنس رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُخالطنا حتى يقول لأخ لي صغير : " يا أبا عُمير ما فعل النُّغير ؟ "
يعني عصفوراً كان يلعب به ، فمات . رواه البخاري ومسلم .

المسابقة العظيمة
عن عائشة رضي الله عنها قالت : خرجتُ مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدُن ، فقال صلى الله عليه وسلم للناس : " تقدموا " فتقدموا ، ثم قال لي : " تعالي حتى أُسابقك " فسابقته ، فسبقتُهُ . فسكتَ عني ، حتى إذا حملت اللحم وبدُنت ونسيت خرجتُ معه في بعض أسفاره ، فقال للناس : " تقدموا " فتقدموا ، ثم قال لي : " تعالي حتى أُسابقك " ، فسابقتُه ، فسبقني ، فجعل يضحك وهو يقول : " هذه بتلك " .

إنا راجعون غدا
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال : لما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطائف قال : " إنّا قافلون غداً إن شاء الله "
فقال ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا نبرح أو نفتحها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " فاغدوا على القتال " فغَدوا فقاتلوهم قتالاً شديداً وكثر فيهم الجراحات ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنا قافلون غداً إن شاء الله " فسكتوا ، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم
رواه البخاري .

خيل لها أجنحة !
عن عائشة رضي الله عنها قالت : قدِمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك – أو خيبر – وفي سهوتها ستر ، فهبَّت ريح فكشفت ناحية الستر من بنات لعائشة لُعَب فقال صلى الله عليه وسلم : ( ما هذا يا عائشة ؟ ) قالت : بناتي .
ورأى صلى الله عليه وسلم بينهن فرساً له جناحان من رقاع ، فقال : ( ما هذا الذي أرى وسطهن ؟ )
قالت : فرس ، قال صلى الله عليه وسلم : ( وما هذا الذي عليه ) قالت : جناحان ، قال صلى الله عليه وسلم : ( فرس له جناحان ؟! ) قال : أما سمعت أن لسليمان عليه السلام خيلاً لها أجنحة ؟ فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رأيت نواجذه . رواه أبو داود .

الابتسامات الذهبية
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من أحسن الناس ثغراً .
وسئل ابن عمر رضي الله عنهما : هل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحكون ؟ قال نعم ، والإيمان في قلوبهم أعظم من الجبال .
وقال أبو الدرداء رضي الله عنه : أكثر ما ضحكتُ مع أصحاب رسول الله ، وأكثر ما بكيت معهم .

آخر من يدخل الجنة
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إني لأعلم آخر أهل النار خروجاً منها ، وآخر أهل الجنة دخولاً ، رجل يخرج من النار حبواً ، فيقول الله : اذهب فأدخل الجنة فيأتيَها فيُخيل إليه أنها ملأى فيرجع فيقول : يا رب وجدتُها ملأى ، فيقول : اذهب فادخل الجنة ، فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها ، فيقول : تسخر مني أو تضحك مني وأنت الملك ؟ ) فلقد رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك حتى بدت نواجذه ، وكان يُقال : ذلك أدنى أهل الجنة منزلةً ، رواه البخاري ومسلم .

اذهب يا أنيس
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خُلُقاً فأرسلني يوماً لحاجة ، فقلتُ : واللهِ لا أذهب – وفي نفسي أن أذهب لما أمرني نبي الله صلى الله عليه وسلم – قال :
فخرجتُ حتى أمرَّ على صبيان وهم يلعبون في السوق ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قابض بقفاي من ورائي ، فنظرت إليه وهو يضحك فقال : " يا أنيس ، اذهب حيث أمرتُكَ " قلت : نعم ، أنا أذهب يا رسول الله .

هل تدرون مم اضحك ؟!
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك فقال صلى الله عليه وسلم : " هل تدرون مِمَّ أضحك ؟! "
قال : فقلنا : الله ورسوله أعلم !
قال صلى الله عليه وسلم : " من مخاطبة العبد ربّه يقول : يا رب ألم تُجرني من الظلم ؟ فيقول الله : بلى ، بلى ، فيقول العبد : فإني لا أجيز على نفسي إلاّ شاهداً مني ، فيقول الله : كفى بنفسك اليوم عليك شهيداً ، وبالكرام الكاتبين شهوداً ، قال : فيختم على فيه ، فيُقال لأركانه ( لجوارحه ) : انطقي ، فتنطق بأعماله ثم يخلي بينه وبين الكلام ، فيقول العبد لأركانه : بُعداً لكُنَّ وسُحقاً ؛ فعنكُنَّ كنتُ أُناضل " . رواه مسلم .

أين كبار ذنوبي ؟
عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يُؤتى بالرجل يوم القيامة فيقال : اعرضوا عليه صغار ذنوبه وارفعوا عنه كبارها ، قال : فتعرض عليه ويُخَبَّا عنه كبارها ، فيُقال : عملتَ يوم كذا وكذا وكذا ، وهو مقرٌ لا يُنكر ، وهو مُشفق من الكبار ، فيُقال : أعطوه مكان كل سيئة حسنة ، قال فيقول : إن لي ذنوباً ما أراها !! " .
قال أبو ذر : فلقد رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه . رواه مسلم بنحوه .

أتصدق به على نفسي ؟!
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : هلكتُ ، وقعتُ على أهلي في رمضان . فقال : " أعتق رقبة " قال : ليس لي ، قال صلى الله عليه وسلم : " فصم شهرين متتالين " قال : لا أستطيع ،
قال صلى الله عليه وسلم : " فأطعم ستين مسكيناً "
قال : لا أجد . فأتى رسول الله صلىالله عليه وسلم بعرق ( أي مكتل ) فيه تمر ، فقال : " أين السائل ؟ تصدّق بها "
قال : أعَلَى أفقرَ منّي ؟ والله ما بين لابَتَيها أهل بيت أفقر منا . فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ، وقال : " فأنتم إذاً " . رواه البخاري .

المنام العجيب
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : أتى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب فقال : يا رسول الله ، رأيتُ فيما يرى النائم البارحة كأنّ عنقي ضُربت فسقط رأسي فاتبعتُه ثم أعدَتُهُ مكانه ، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : " إذا لعب الشيطان بأحدكم فلا يحدث به الناس " رواه مسلم .

من يشتري العبد ؟!
عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن رجلاً من أهل البادية كان اسمه زاهراً ، وكان يُهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم هديةُ من البادية فيجهزه ( يعطيه زاداً ومتاعاً ) النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن زاهراً باديتنا ( من أهل البادية ) ونحن حاضروه " .
وكان رجلاً دميماً ، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يوماً وهو يبيع متاعه واحتضنه من خلفه – وهو لا يبصر النبي صلىالله عليه وسلم – فقال : مَن هذا ؟ أرسِلني ، ثم التفت فعرف أنه النبي صلى الله عليه وسلم .. فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم ، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " مَن يشتري العبد ؟ " . فقال : يا رسول الله إذاً والله تجدني كاسداً .
قال صلى الله عليه وسلم : " لكن عند الله لستَ بكاسدٍ " أو " أنت عند الله غالٍ " .
رواه أحمد والبيهقي وغيرهما .

تم تحريره من مجلة مساء العدد التاسع والعشرون

__,_._,___

نعم الله عليك أنت...قل الحمد لله

 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أتدري نعم الله عليك أنت أخي الحبيب وعليك أنت أختنا
كم من المرات فكرت لو أنك مثل فلان هذا؟؟
كم من المرات فكرت لو أن ما عند فلان هذا يكون عندك أنت؟؟
ونسيت نعم الله عليك
كم من المرات قلت الحمد لله بيقين؟؟
أدعوك أخي وأنتي أخيتي
لمشاهدة هذه الكلمات لفضيلة الشيخ محمد حسان حفظه الله ويحكي فيها قصة قصيرة تبين ما نقول

أتعرف نعم الله عليك ؟!
http://www.way2jana.com/s/playmaq-1508-0.html

فعد أخي الحبيب نعم الله عليك
وقل الحمد لله

نسأل الله أن ينفع بها

وجزى الله خيرا من أعان على نشرها

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

29 يوليو 2009

أيهما ستكون ؟‏

 
عن البراء بن عازب -رضى الله عنه - قال :
كنا فى جنازة فى بقيع الغرقد فأتانا النبى صلى الله عليه و سلم فقعد و قعدنا حوله كأن على رؤسنا الطير و هو يلحد له فقال :
"أعوذ بالله من عذاب القبر "
ثلاث مرات ثم قال :

إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا و إقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة و حنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول
: أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله و رضوان
فتخرج فتسيل كما تسيل القطرة من في السقاء
فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن و في ذلك الحنوط
و يخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض
فيصعدون بها فلا يمرون على ملأ من الملائكة إلا قالوا ما هذا الروح الطيب ؟
فيقولون : فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا
حتى ينتهوا به إلى سماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح له فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهي إلى السماء السابعة فيقول الله عز و جل : اكتبوا كتاب عبدي في عليين و أعيدوا عبدي إلى الأرض فإني منها خلقتهم و فيها أعيدهم و منها أخرجهم تارة أخرى
; فتعاد روحه فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : ربي الله فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول : ديني الإسلام فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هو رسول الله فيقولان له : و ما علمك ؟ فيقول : قرأت كتاب الله فآمنت به و صدقت فينادي مناد من السماء : أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة و ألبسوه من الجنة و افتحوا له بابا إلى الجنة فيأتيه من روحها و طيبها و يفسح له في قبره مد بصره و يأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول : أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول له : من أنت ؟ فوجهك الوجه يجيء بالخير فيقول : أنا عملك الصالح فيقول : رب أقم الساعة رب أقم الساعة ؟ حتى أرجع إلى أهلي و مالي ;

و إن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا و إقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول : أيتها النفس الخبيثة ! اخرجي إلى سخط من الله و غضب فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح و يخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا ما هذا الروح الخبيث ؟ ! فيقولون : فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا فيستفتح له فلا يفتح له ثم قرأ : { لا تفتح لهم أبواب السماء } فيقول الله عز و جل : اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى فتطرح روحه طرحا فتعاد روحه في جسده ; و يأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري فينادي مناد من السماء : أن كذب عبدي فأفرشوه من النار و افتحوا له بابا إلى النار فيأتيه من حرها و سمومها و يضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه و يأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول : أبشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول : من أنت فوجهك الوجه يجيء بالشر ؟ فيقول : أنا عملك الخبيث فيقول : رب لا تقم الساعة
قال الشيخ الألباني : ( صحيح )
صحيح الجامع 1676 -


23 يوليو 2009

لقد بكى أُبَـيّ .. فما الذي أبكاه ؟

 
لقد بكى أُبَـيّ .. فما الذي أبكاه ؟

عبد الرحمن بن عبد الله السحيم

 
قال أنس رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأُبيّ بن كعب : إن الله أمرني أن أقرأ عليك (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا) قال : وسماني لك ؟ قال : نعم . قال : فبكى ! رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأُبيّ : إن الله عز وجل أمرني أن أقرأ عليك . قال : آلله سمّاني لك ؟ قال : الله سمّاك لي . فَجَعَلَ أُبيّ يبكي .

إنا لنفرح حتى نكاد نطير فَرَحـاً حينما ينمي إلى أسماعنا أن فلانا ذَكَرَنا بخير ، وربما بَكينا

طَفَحَ السرور عليّ حتى إنه = من عِظم ما قد سرّني أبكاني
ونبتهج إذا قيل لنا إن الناس تُثني علينا
وترتاح نفوسنا لعبارات الثناء والشكر

والشكر مطلوب بذلُه وقبوله ، ومن هذا الباب الثناء على الْمُحسِن ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : مَنْ صَنَعَ إليكم معروفا فكافئوه ، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعُوا له حتى تُروا أنكم قد كافأتموه . رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي .

ماذا لو أثنى عليك عالِم أو وزير أو حاكِم ؟!

ربما يطير بعض الناس فرحاً ، وربما لا تسعه الأرض !
ولعله يَلْهج بذلك طيلة حياته
أو يَجْعله وساماً على صدره ! بكثرة ذِكره

قف هنا .. وتأمل ما هو أعظم من ذلك

هل تخيّلت الثناء الرباني عليك ؟
هل تصوّرت أن يُثنَى عليك في الملأ الأعلى ؟


لقد بكى أُبـيّ بن كعب لما علِم أن الله ذَكَره في الملأ الأعلى

فهل مرّ بخاطرك هذا الذِّكر ؟

تأمل هذا الحديث :
روى البخاري ومسلم من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : يقول الله تعالى :
أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة .

ألا تغتبط :

أن يَذكُرَكَ ملك الملوك ؟
أن يَذكُرَكِ من بيده النفع والضرّ ؟
أن يَذكُرَكَ من بيده ملكوت كل شيء ؟


وهو يُجير ولا يُجار عليه
فلا إله إلا الله
وسبحان الله
ما أعظمه من ذِكـر
وما أعطره من ثناء

وأكْثِر ذِكْرَه في الأرض دأبا = لِـتُذكر في السماء إذا ذَكَرتا
وأصدق منه وأبلغ قول ربنا سبحانه وتعالى : ( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ)
وشتان بين ذِكر الناس وبين ذِكر الله لك
الناس يذكرونك بما يعلمون من ظاهرك
والله يذكرك بما يعلم سبحانه وتعالى من حقيقة أمرك
الناس لا يملكون لك شيئا (وَلا يَمْلِكُونَ لأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلا حَيَاةً وَلا نُشُورًا)
والله بيده النفع والضر
وهو يُحيي ويُميت
ويعلم السرّ وأخفى

22 يوليو 2009

كمشتكين بن دانشمند

 
كمشتكين بن دانشمند

إبراهيم بن صالح الدحيم


 .. كمشتكين بن دانشمند ؟ ليس فناناً مُنحرفاً .. ولا رياضياً محترفاً ..ولا هو بطل لأحد أفلام المسلسلات الغربية .. أو المغامرات البوليسية !! كلا.. بل هو ( بطل الإنتصارات الأولى على الصليبيين ).
كمشتكين بن دانشمند .. اسم لامع في الأفق .. و نجم ساطع في سماء البطولة .. وقائد عسكري محنك .
هو ليس عربي !!. فنصرة الدين ليست حكراً على العرب - و إن كانوا هم أحق بها وأهلها - إن اختيار الله لنا حملُ دعوته ،وتبليغ رسالته , و نصرة دينه , والذود عن شريعته تكريمٌٌ و تفضلٌ واصطفاء . وحين لا نكون أهلاً لهذا الفضلٌ وهذا التكريم ، ولم ننهض بتكاليفه , فإن الله يستبدلنا بغيرنا , ويؤتي ملكه من يشاء ,ويمنح فضله لقومٍ يقدرون الفضل قدره { وإن تتولو يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم } محمد (38) { إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً و يستبدل قوم غيركم ولا تضروه شيئاً } التوبة (39)
( كمشتكين بن دانشمند ) .. ليس أول مجد من أمجادنا نضيعه ،ولا أول رمز من رموزنا نجهله !؟ لقد جهلنا أو تجاهلنا شيئاً كثيراً من تاريخنا و أمجادنا . والواقع شاهد على ذلك فأكثر شبابنا اليوم مشغول بتلقف الثقافات المستوردة الهابطة !! بدلاً من أمجـادنا الرفيعة العالية .
ذكر بن الأثير و غيره شيئاً يسيراً من أخبار القائد المسلم (كمشتكين بن دانشمند) لكن أكثر آثاره وأخباره حفظها لنا المؤرخون الغربيون عن غير قصد ، وهم يؤرخون للحملات الصليبية ( و الحق ما شهدت به الأعداء !! ) :-
- والد كمشتكين هو(طايلو) التركماني ,وإنما لقب (دانشمند) لأنه كان معلماً لأبناء التركمان ، وكانوا يسكنون بعض المناطق في [أذربيجان و أران] .
في عام 455 هـ قدم الجيش السلجوقي المسلم بقيادة (ألب أرسلان) إلى أذربيجان ، و كان عازماً على غـزو الروم و الكرج . فالتحق به أمراء التركمان مع قبائلهم ، ومن بين هؤلاء الأمراء الأمير (دانشمند) ، فدلوا السلاجقة على طرق و مجاهل بلاد الكفار , وزادت مكانة الأمير عند السلطان (ألب أرسلان) لما رأى فيه من آثار العقل و الشجاعة والحماسة للإسلام , فعقد له لواءً وكلفه بفتح بعض البلدان هناك وولاه على بعض المناطق ، وكتب له بذلك . فظل الأمير (دانشمند) على ولايته يغزو الروم مجاهداً في سبيل الله حتى توفي سنة 477 هـ فخلفه أبنه الأكبر (كمشتكين) الذي يعتبر المؤسس الحقيقي للدولة الدانشمندية في بلاد الأنضول .
فظل ( كمشتكين ) يواصل الفتوحات ففتح (قصطمونية وجانجري) وانتزع من البيزنطيين ميناء (سينوب ) على البحر الأسود .

الحملة الصليبية الأولى
وجاءت الحملة الصليبية الأولى , واستولت على مدينة (نيقية) عاصمة سلطان سلاجقة الروم( ثلج أرسلان) وأنزلوا بالسلاجقة هزيمة أخرى غرب آسيا الصغرى بقيادة الأمير الصليبي (بوهيمند) النورماني . ثم تقدموا إلى أنطاكية وحاصروها حتى أستولوا عليها سنة 491 هـ وأنزلوا الهزيمة بجيوش المسلمين التي قدمت لنجدة إنطاكيه , وأضحى ( بوهيمند ) أميرًا على أنطاكية بتأييد وموافقة أمراء الصليبيين حيث كانت مكافأةً له على جهوده .
ثم شرع ( بوهيمند) على توسيع إمارته عن طريق العدوان على بلاد المسلمين المجاورة ، فتقدم الصليبيون نحو (حلب ) و التقو بجيش السلاجقة المسلم بقيادة ( رضوان تتش ) .. فحلّت بالمسلمين هزيمة عظيمة استباح خلالها الصليبيون معسكر المسلمين و قتلوا عددا كبيراً منهم ، وأسروا منهم قرابة الخمسمئة ، منهم بعض الأمراء ، ثم استولوا على ( كفر طاب) ، و( برج الحاضر ).
وفي ظل هذه الهزائم المتلاحقة على المسلمين يهب القائد المحنك ( كمشتكين ) لمجابهة هذا الخطر, حيث زحف بجيشه حتى حاصر (ملطيه) الخاضعة ل (جبريل الأرمني ) ، و عندما شعر الأرمني بالخطر استنجد بالقائد الصليبي (بوهيمند) الذي كان قد استولى على إنطاكية. وفعلاً توجه ( بوهيمند ) لنجدة ( جبريل الأرمني ) . ولما بلغت المعلومات إلى القائد المسلم (كمشتكين ) بهذا التحرك , أرسل جواسيسه لرصد تحركاتهم بدقة وتربص لهم في المكان المناسب .
وصل ( بوهيمند) على رأس قواته إلى قرب (ملطية) وبين التلال التي تفصل ( ملطية ) عن وادي ( امتسو) - أحد الفروع العليا لنهر الفرات - كان قد كمن فيها ( كمشتكين) و جنوده الأبطال ، فانقض عليهم في هجوم صاعق من أعالى التلال ، و طوق قوته ، و بعد قتال قصير انهارت قوات ( بوهيمند) و قتل معظم الصليبيين ، ووقع (بوهيمند) و ابن عمه (ريشارد) و غيرها من الفرسان في الأسر , وكان ذلك في شهر رمضان عام 493 هـ , ثم تقدم (كمشتكين) بعد هذه المعركة بجيشه رافعاً رؤوس القتلى من الصليبيين و حاصر ( ملطية ) .ويعتبر هذا النصر الذي حققه (كمشتكين) هو أول انتصار يحققه المسلمون على الصليبيين منذ وصول الحملة الصليبية الأولى عام 490 هـ .
ولاشك أن هذا الانتصار رفع من الروح المعنوية لدى المسلمين بعد الهزائم المتلاحقة , مما أحدث قناعة بإمكانية إعادة الأمجاد وتحقيق انتصارات أخرى عليهم . إن أشد ما يضر بالأمم في مثل هذه الأزمان هو الوقوع في شباك الهزيمة النفسية .
أما الصليبيون في الشرق الاسلامي ، فقد شعروا بالخطر من نقص القوات البشرية ، وحاجتهم إلى إمدادات عسكرية , فأرسلوا إلى أوروبا يستغيثون و يطلبون المدد .
وضجت أوربا لنداء البابا ( باسكال الثاني ) الذي بعث برسالة إلى رجال الدين الفرنسيين ، و نشر دعاته في أوروبا يأمرهم بالدعوة إلى حملة صليبية جديدة . وأعلن البابا غفران ذنوب كل من يشترك في الحملة الصليبية الجديدة ( فاستخف قومه فأطاعوه ) الزخرف(54)
فعاد رجع صدى البابا بحملة صليبية ثانية بلغ قوامها ثلاثمئة ألف مقاتل .

الحملة الصليبية الثانية :
وجاءت الحملة الصليبية الثانية , وعلى الرغم من أن الهدف الرئيسي لهذه الحملة هو الوصول إلى الأراضي المقدسة في الشام , إلا أنه وبعد ضغوط من غالبية الجيش توجهت الحملة إلى جبال ( بنطس ) في شمال شرق الأنضول لإطلاق سراح ( بوهيمند) الذي كان مسجوناً هناك ، و انتزاع بلاد الشام من (كمشتكين) .
فكيف استطاع (كمشتكين) مواجهة هذه الحملة ببضعة آلاف من رجاله : إنها الثقة بالله وبنصره للمؤمنين , وإعداد المستطاع من القوة , والدعاء , ثم الصبر والثبات ( ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين ) البقرة (250 ) وما أحوج المسلمين اليوم وهم يواجهون حملات صليبية متتالية إلى تأمل التكتيك الذي قام به هذا القائد الفذ أمام هذا العدوان الوحشي على بلاد المسلمين .
لما علم (كمشتكين) بتوجههم نحوه أتخذ أغضل الخطط العسكرية , فلم يُقْدِم على الاشتباك بهم مباشرة , بل أمر بإخلاء المدن والبلاد الواقعة على طريقهم ، وإحراق المؤَن والأقوات ، وذلك حتى يحل التعب والإعياء و الجوع بهم ، ثم يتم استدراجهم إلى المناطق الوعرة والحصينة .. حتى إذا تعبوا انقض عليهم الأتراك المسلمون كالأسود .
تقدم الصليبيون و استولوا على أنقرة وقتلوا كل من كان بها من المسلمين ، ومضى الصليبيون في طريقهم فقاسوا من التعب و الجوع ما قاسوا ، وازدادت متاعبهم بسبب حرارة الصيف الشديدة في هضبة الأنضول . ثم توجهوا نحو الشمال الشرقي إلى ( قصطمونية) غير أن تحركهم إليها كان بطيئاً و قاسياً إذ عمد الأتراك المسلمون إلى تدمير كل المحاصيل ، إضافة إلى نفاذ الماء عبر الصحراء ، زد على ذلك ما يجدون من الغارات تلو الغارات التي يشنها عليهم المسلمون .
وحدث مرة أن خرجت فرقة من الصليبيين بهدف جمع حبوب الشعير و النباتات التي لم تنضج بعد والتفاح البري ، فطوقهم المسلمون في حرش كبير ، و أحرقوه عليهم و أبادوهم عن أخرهم , مما أجبر الجيش الصليبي على أن يمشي كتلة واحدة وهذا يضاعف من معاناته .

وخارج أخرجه حب الطمع *** فرَّ من الموت وفي الموت وقع
معركة (مرسيفان) :
وأرسل(كمشتكين) إلى بعض حكام المسلمين يطلب المدد , استعدادا لملاقاة الصليبيين في معركة (مرسيفان) الشهيرة . ففي شهر شوال من عام 494 هـ جهز (كمشتكين) جيشه وأعد الكمائن للصليبيين ، وبنى خطته في مهاجمة الصليبيين على أن تكون على شكل موجات من الفرسان الرماة الذين يأتون بسرعة شديدة إلى قرب الجيش الصليبي فيمطرونهم بسهامهم الماضية ، ثم يعودون وتعقبهم موجة أخرى من مكان آخر , وهي خطة درج الأتراك المسلمون على استخدامها ، ففرضوا بذلك أسلوبهم في القتال على الصليبيين . وكانت ألسنتهم تصيح بالتكبير مما زاد من رعب الصليبيين ، وأوهن عزائمهم .
وانتهى اليوم الأول من معركة ( مرسيفان ) وقد صمد فيها الصليبيون رغم ما تكبدوه من خسائر , وفي اليوم الثاني من المعركة توجهت فرقة من جيش الصليبيين إلى قلعة في منطقة مجاورة لمرسيفان ونهبوا كل ما وجدوه ، فنصب لهم المسلمون كميناً واستردوا كل ما سلبوه وقتلوا المئات من عسكر الصليبيين .
وفي اليوم الثالث من المعركة , قام رئيس أساقفة ( ميلان) برفع الروح المعنوية المنهارة بين الصليبيين ، فألقى موعظة علىكل الجيش الصليبي وطالبهم أن يعترفوا بذنوبهم ‍، وعرض عليهم ما زعم أنه أثر مقدس لأحد القديسين وطعام مقدس ، وحرب مقدسة , وبعد سماع الموعظة انتظمت الحشود الصليبية في خمسة جيوش مقاتله . وأعد ( كمشتكين ) خطته بإحكام وتقدم بقواته واشتبك مع الصليبيين في قتال شديد ، وما هو إلا أن قام قائم الظهير ،وإذ بالجيش الصليبي ينحل عقده و ينفرط نظامه , و المسلمون يحصدونهم بنبالهم وسيوفهم , حتى إذا جاء الغسق فروا إلى معسكرهم مهزومين ، فطاردهم المسلمون و طوقوا المعسكر بكامله , وأغلقوا كل المنافذ أمام الصليبيين ، فلم ينج من الحصار إلا الفرسان الذين هربوا من المعسكر قبل اكتمال التطويق . وتقدم المسلمون في داخل المعسكر الصليبي ، فحصدوا المشاة , وغنموا كل ما في المعسكر من النساء و الأطفال و الأموال و المتاع . ولم يكتف القائد المسلم ( كمشتكين) بهذا النصر بل هرع – و معه بعض الفرسان – بمطاردة فلول الصليبيين فقتل ما يزيد على ثمانية من أمراء الصليبيين .

ودنونـا ودنوا حتى إذا *** أمكن الضرب فمن شاء ضرب
تركوا القاع لنا إذ كرهوا *** غمرات الموت واختاروا الهرب

وما أن استعاد (كمشتكين ) شيئاً من أنفاسه إلا وجيوش أخرى للصليبيين بقيادة ( وليم الثاني) تتقدم نحوه فحاصر(قونية) لكن الحامية الاسلامية التي كانت تحرسها قاومت هذا الحصار ببسالة فتركها ( وليم ) و توجه إلى ( هرقلة) . وعلم (كمشتكين ) بذلك فأغذ السير جنوباً لمواجهته ، وانضم إليه ( قلج أرسلان) بنفسه ، وسار القائدان المسلمان بسرعة ، فوصلا (هرقلة) قبل الصليبيين ، وقاموا بتدمير مصادر المياه ، فطميت الآبار الواقعة على امتداد الطريق ، وبعد أن أرهق المسلمون الصليبيين بالعطش عدة أيام طوقوهم ،وبعد معركة قصيرة الأمد انهزم الصليبيون هزيمة ساحقة ,وفر الفرسان تاركين المشاة و النساء والأطفال .
واشتد حنق الصليبيين ، فعبرت قوات صليبية متحدة مضيق البسفور ، وكانوا يدمرون كل ما يمرون عليه ، وأخذوا طريقهم نحو مدينة ( قونية ) . ولما علمت الحامية الإسلامية هناك بتوجه الصليبيين إليهم بجيش كبير ، قد لا يستطيعون مدافعته ، قرروا إخلاء المدينة وحملوا معهم كل ما فيها من مواد غذائية ،و جردوا بساتينها من الفواكه ,حتى إذا أتي الصليبيون إليها لم يجدوا إلا القليل ، ثم شرع الصليبيون يشقون طريقهم من (قونية) متجهين نحو (هرقلة) ،وبدأوا يعانون صعوبات جمة ، و يكابدون عقبات قاسية ، فقد اشتد بهم العطش و الجوع عبر الصحراء . وكان الفرسان المسلمون ينقضون عليهم من حين لآخر ، و يطلقون سهامهم على قلب الجيش و يعودون أدراجهم ، كما قتلوا كل الذين خرجوا من صفوفهم للبحث عن الحطب أو ضلوا الطريق .
و لما وصل الصليبيون إلى مدينة (هرقلة) وجدوا سكانها قد أخلوها بكل ما فيها مثل ما حدث في (قونية)
وكان (كمشتكين) و(قلج أرسلان) يعرفان جيداً متاعب الصليبيين ، وما أصابهم من عطش شديد ، فكمنا برجالهما داخل النباتات على ضفة النهر خلف مدينة هرقلة ، و أصبح الصليبيون كالكلاب المسعورة من شدة العطش ، فلما شاهدوا مياه النهر تلمع من وراء المدينة ، حلّوا صفوفهم و اندفعوا في صخب شديد يصطرخون صوب النهر ، و هم لا يعلمون أن مصارعهم تنتظرهم على ضفاف النهر .
لزم المسلمون أماكنهم في سكون تام داخل النباتات الكثيفة على طول ضفة النهر ، وبمجرد أن أقترب الصليبيون نحو الماء أمطرهم المسلمون وابلاً كثيفاً من السهام ، و حملوا عليهم بقوة فلم يستطع الصليبيون الوقوف أمام الهجوم الكاسح لأبطال الإسلام ، فاضطربوا و شدهو من هول المفاجأة ، فارتدوا على أعقابهم بلا نظام ، وتقدمت بعض كتائب المسلمين خلف الصليبيين و قطعت عليهم خط الرجعة ،وجرى تطويق الجيش الذي اختلط فرسانه بمشاته ، و بعد قتال قصير في أراضٍ طينية سبخة ضفر المسلمون بأعدائهم وحصدوهم ومزقوهم شر ممزق ، وشفوا صدورهم و صدور قوم مؤمنين , وغنموا كل ما كان يحمله العدو من خيول و أموال و أسلحة .

ينثني الصَّارم المهند والـرمح *** الرُّدَينيُّ والشجاع الجريٌّ
حيث لا أنثني ولا ينثـني *** بيدي صــارم ولا سمهريُّ
من رآني فقد رأى مشرفياًّ *** ماضياً في يمينـــه مشرفيُّ

وقد كان لهذه الانتصارات على هذه الحملات أثر كبير في خمود الحماسة للحروب الصليبية في أوروبا قرابة نصف قرن من الزمان والحمد لله رب العالمين .
هذا شيء من تاريخ هذا البطل المسلم , وهذه حقبة لامعة من أمجادنا فهل درستها ووعتها الأجيال المسلمة اليوم الهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم .

لو ..رآك...لأحبك !!!

 
بسم الله الرحمن الرحيم
لو ..رآك...لأحبك !!!

((
يا أبا يزيد ..لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك ، ولأوسع لك إلى جنبه ، وما رأيتك إلا ذكرت المخبتين )) اللهم إنها منقبة عظيمة . وشهادة خرجت من فيّ صحابي جليل هو ابن مسعود رضي الله عنهما لأحد اتباعه النجباء الأبرار حيث رأى منه ما دعاه إلى إصدار هذه الشهادة الفخرية في حقه .. وابن مسعود رضي الله عنهما صاحب محمداً صلى الله عليه وسلم ثلاثاً وعشرين سنة هي عصر النبوّة كاملاً .. ويعرف ما يحب صلى الله عليه وسلم في الرجال ومن يحب من الرجال فأقوال وأفعال وأخلاق هذا الرجل يحبها محمد صلى الله عليه وسلم .
فيا ترى من هو أبو يزيد ، هذا ، وما هي أقواله وأفعاله التي لورأها محمد صلى الله عليه وسلم لأحبه وأحبها أما الشق الأول من السؤال فسنرجي إجابته لآخر المقال وأما الشق الآخر فنشرع فيه لأنه هو الأهم .

فنبدأ بأقواله البهيّة الزكية التي حين نسمعها نتذكر كلام أبي داود رحمه الله صاحب السنن حين قال: ( خير الكلام ما دخل الأذن بغير إذن ) . فمنها ما يلي :
1/ أما بعد : فأعدّ زادك وخذ في جهازك وكن وصي ّ نفسك .
2/ كل ما لا يبتغى به وجه الله عز وجل يضمحل .
3/ السرائر السرائر اللاتي يخفين من الناس وهنّ لله بواد ، التمسوا دواءهن ، وما دواءهن إلا أن تتوب فلا تعود ..
4/ الداء الذنوب ، والدواء الاستغفار ، والشفاء أن تتوب فلا تعود .
5/ إذا تكلمت فاذكر سمع الله إليك ، وإذا هممت فاذكر علمه بك ، وإذا نظرت فاذكر نظره إليك وإذا تفكرت فاذكر إطلاعه عليك ، فإنه يقول : ( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا ) الإسراء أية 36.
6/ قيل له حين مرض بالفالج ( الشلل) : لو تداويت ، قال : ذكرت عاداً وثمود وأصحاب الرس وقروناً بين ذلك كثيرا ،كانت فيهم أو جاع وكانت لهم أطباء ، فما بقي المداوي ولا المداوى إلا وقد فني . .
7/ قيل له : لو جالستنا . فقال : لو فارق قلبي ذكر الموت ساعة فسد عليّ .
8/ قالت له ابنته : يا أبتاه ألا تنام ؟ فقال يابنيه كيف ينام من يخاف البيات ، إن جهنم لا تدعني أنام .
( والبيات : أخذ العدو بغتة في الليل ). ويقصد: (أنه يخاف الموت أن يهجم عليه ).
سهرت أعين ونامت عيون      في أمور تكون أو لا تكون
فادرأ الهم ّ ما استطعت عن      النفس فحملانك الهموم جنون
إن رباً كفاك ما كان بالأمس      سيكفيك في غد ما يكون
9/ إذا قيل له كيف أصبحت يا أبا يزيد ؟ قال : أصبحنا ضعفاء مذنبين نأكل أرزاقنا وننتظر آجالنا .
10/ وإذا أصبح قال : مرحباً بملائكة الله ، اكتبوا بسم الله الرحمن الرحيم ، سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر .
وأما أفعال أبي يزيد رحمه الله .. فعديدة لا تعدّ.. تراه أصاب في كل عبادة بسهم . وكل خلق بحظ .. وترى باطنها أكثر من ظاهرها وسرها أكثر من علانيتها، كأن قول عبد القادر الجيلاني يرحمه الله ينطبق عليه : ( كن صحيحاً في السر تكن فصيحاً في العلانية ) وترى الصدق فيها قد تغلغل حتى بلغ العظم.
والصدق.. شئ لا يقوم به أمرؤٌ إلا وحشو فؤاده الإيمان
ومن هذه الأعمال ما يلي :
1/ ما رئي متطوعاً في مسجد قومه قط إلا مرة واحدة.
2/ وسرق له فرس أعطي به عشرون ألفاً فقالوا له : ادع الله على السارق ، فقال : اللهم إن كان غنياً فاغفر له ، وإن كان فقيراً فأغنه .
غنيٌّ بلا مال عن الناس كلهم وليس الغنى إلا عن الشيء لابه
3/ وأصابه أحدهم بحجر في رأسه فشجّه ، فجعل يمسح الدم عن وجهه ويقول : اللهم اغفرله فانه لم يتعمدني.
4/ وإذا كان الليل ووجد غفلة الناس خرج إلى المقابر فيقول : يا أهل المقابر كنا وكنتم فإذا أصبح كأنه نشر من قبر .
5/ كان بعض أصحابه يعلّمون شعره بعلامة عند المساء وكان ذا وفرة ثم يصبح والعلامة كما هي فيعرفون أنه لم يضع جنبه ليله على الفراش.
6/ كانت أمه تنادي فتقول : يابني ألا تنام . فيقول : يا أماه من جنّ عليه الليل وهو يخاف البيات حُقّ له أن لا ينام : فلما رأت ما بلغ من البكاء والسهر نادته فقالت : يابني لعلك قتلت قتيلاً ؟ فقال : نعم يا والدة . فقالت : ومن هو القتيل فنحمل على أهله فيعفونك ، والله لو علموا ما تلقى من البكاء والسهر لقد رحموك فيقول : يا والدتي هي نفسي.
7/ وقام ليلة يصلي فمر بهذه الآية: {أم حسب الذين اجترحوا السئيات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون }(الجاثية آية 21) فمكث ليله حتى أصبح ما يجوز هذه الآية إلى غيرها ببكاء شديد .
8/ كان إذا سجد كأنه ثوب مطروح فتجئ العصافير فتقع عليه .
9/ قال أحدهم صاحبه سنين عدداً : ما سألني عن شئ مما فيه الناس إلا أنه قال لي مرة : أمك حية ؟ كم لكم مسجد ؟.
10/ قالت سرّية له : كان عمله كله سراً إنه كان ليجئ الرجل وقد نشر المصحف أي : ( فتحه للقراءة ) فيغطيه بثوبه .
11/ وكان يقاد إلى الصلاة يهادى بين رجلين وبه الفالج ( الشلل) فيقال له : قد رخّص لك لو صليت في بيتك . فيقول : إنه كما تقولون ولكني سمعته ينادي ( حي على الصلاة حي على الفلاح ) فمن سمع منكم فليجبه ولو حبواً ..
12/ قال الأعمش : مرَّ أبو يزيد في الحدادين فنظر إلى كير الحداد فصعق ( كأنه تذكر جهنم ) قال الأعمش: فمررت بالحدادين لأتشبه به فلم يكن عندي خير ...
13/ كان أبو يزيد وسيماً ممتلئاً شباباً ذا وفرة .. فأراد بعض الفسقة إغواءه فأعطوا امرأة ذات جمال بارع ألف درهم لعلها تتعرض له وتفتنه .. فلبست أحسن الثياب ، وتطيبت بأطيب الطيب ، ثم تعرضت له حين خرج من مسجده ، فنظر إليها فراعه أمرها ، فأقبلت عليه وهي سافرة ، فقال لها ، كيف بك لو قد نزلت الحمّى بجسمك فغيّرت ما أرى من لونك وبهجتك ؟ أم كيف بك لو قد نزل بك ملك الموت فقطع منك حبل الوتين ؟ أم كيف بك لو سألك منكر ونكير ؟ فصرخت صرخة فسقطت مغشياً عليها .. وو الله لقد أفاقت ثم تابت وبلغت من عبادة ربها أن كان يوم ماتت كأنها جذع محترق من خشية الله ..

هذه بعض أقوال وأفعال( أبو يزيد) .أشرنا لها إشارة وفيها الكثير من الدروس والعبر لو كتب بعضها لطالت العبارة .إذ كيف توفي رجلاً - كأبي يزيد- يعمل بقلبه أكثر من جوارحه ، ويعمل في سره أكثر من علانيته كيف توفيه حقه ؟؟.... وما كتبنا إلا ما ظهر وما خفي كان أعظم .
والناس شهود الله في أرضه ...
فتعالوا نختم ببعض ما قيل عنه :
1/ قال الشعبي : حدثنا أبو يزيد وكان من معادن الصدق وكان أورع أصحاب عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما .
2/ قال عنه أحد أصحابه : صحبته عشرين عاماً ما سمعت منه كلمت تعاب وما تكلم إلا بكلمة تصعد.
3/ قال عنه الذهبي : قليل الرواية إلا أنه كبير الشأن وكان يعد من عقلاء الرجال.

وبعد هذا وذاك ... نتذكر قول الله عز وجل :{وبشر المخبتين ، الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون }( الحج آية 34،35 ) ووالله أن حاله ينطبق على حالة المخبتين المذكورة في الآيات .وصدق أبن مسعود رضي الله عنهما حين قال : وما رأيتك إلا ذكرت المخبتين .
وبعد ....
فاسألن نفسك أخي وأنت أعرف بحالك .. هل لو رآك محمد صلى الله عليه وسلم بهذه الحال أحبك ؟؟ إن كان كذلك فاحمد الله وازدد. وإن كان غير ذلك ..فاسألن نفسك ثانية.. يانفس ألا تودين أن تحظين بمحبة حبيب الله وخليل الله ونبي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فإن المرء يحشر مع من أحب ؟؟؟ وأسألها ثالثة ورابعة وألفاً .. ألا تخافين البيات ؟؟؟؟
فوالله إن أحدنا ليود محبته صلى الله عليه وسلم ويرجوها بنفسه والنفيس والطارف والتليد والزوجة والوليد .
يا رب صل على النبي وآله عدد الخلائق حصرها لا يحسب

رحم الله أبا يزيد الربيع بن خثيم الثوري المتوفي قبل سنة 65هـ
وجعل لنا فيه وفي مثله قدوة وأسوة .. ( آمين ).

إعداد/ بدوي الزهراني


أبي .. أين الله ؟

 
أبي .. أين الله ؟





بعض الناس يقولون أن الله فوق السموات ، وبعض العلماء يقولون أن الله ليس له مكان ، فما هو القول الصحيح في هذه المسألة ؟.

الحمد لله
استدلّ  أهل السنة  على علو الله تعالى على خلقه علواً ذاتياً بالكتاب والسنة والإجماع والعقل والفطرة :

أولا : فأما الكتاب فقد تنوعت دلالته على علو الله ، فتارة بذكر العلو، وتارة بذكر الفوقية ، وتارة بذكر نزول الأشياء من عنده ، وتارة بذكر صعودها إليه ، وتارة بكونه في السموات...
فالعلو مثل قوله : ( وهو العلي العظيم ) البقرة/255 ، ( سبح اسم ربك الأعلى ) الأعلى/1.
والفوقية: ( وهو القاهر فوق عباده )  الأنعام/18 ، ( يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون ) النحل/50.
ونزول الأشياء منه، مثل قوله : (  يدبر الأمر من السماء إلى الأرض) السجدة/5 ، ( إنا نحن نزلنا الذكر ) الحجر/9 وما أشبه ذلك .
وصعود الأشياء إليه ، مثل قوله : ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) فاطر/10 ومثل قوله : ( تعرج الملائكة والروح إليه ) المعارج/4.
كونه في السماء ، مثل قوله: ( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض  ) الملك /16.
ثانياً: وأما السنة فقد تواترت عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله وفعله وإقراره :
فمما ورد في قوله صلى الله عليه وسلم في ذكر العلو والفوقية قوله ( سبحان ربي الأعلى )  كما كان يقول في سجوده وقوله في الحديث : (  والله فوق العرش ) .
(2) وأما الفعل ، فمثل رفع أصبعه إلى السماء ، وهو يخطب الناس في أكبر جمع ، وذلك في يوم عرفه، عام حجة الوداع فقال علية الصلاة والسلام ( ألا هل بلغت؟ ) . قالوا : نعم ( ألا هل بلغت؟ ) قالوا: نعم ( ألا هل بلغت؟ ) قالوا : نعم . وكان يقول : (  اللهم ! أشهد )  ، يشير إلى السماء بأصبعه ، ثم يُشير إلى الناس . ومن ذلك رفع يديه إلى السماء في الدعاء كما ورد في عشرات الأحاديث .  وهذا إثبات للعلو بالفعل .
(3) وأما التقرير، كما جاء في حديث الجارية التي قال لها النبي صلى الله عليه وسلم : أين الله؟ قالت : في السماء. فقال : ( من أنا؟ ) قالت : رسول الله . فقال لصاحبها : ( أعتقها، فإنها مؤمنة ) .
فهذه جارية غير متعلمة كما هو الغالب على الجواري ، وهي أمة غير حرة ، لا تملك نفسها، تعلم أن ربها في السماء، وضُلّال بني آدم ينكرون أن الله في السماء ، ويقولون: إنه لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال بل يقولون : إنه في كل مكان !!.
ثالثاً: وأما دلالة الإجماع ، فقد أجمع السلف على أن الله تعالى بذاته في السماء ، كما نقل أقوالهم أهل العلم كالذهبي رحمه الله في كتابه : " العلوّ للعليّ الغفار " .
رابعاً: وأما دلالة العقل فنقول إن العلو صفة كمال باتفاق العقلاء ، وإذا كان صفة كمال، وجب أن يكون ثابتاً لله لأن كل صفة كمال مطلقة ، فهي ثابتة لله .
خامساً: وأما دلالة الفطرة: فأمر لا يمكن المنازعة فيها ولا المكابرة ، فكل إنسان مفطور على أن الله في السماء، ولهذا عندما يفجؤك الشيء الذي لا تستطيع دفعه ، وتتوجه إلى الله تعالى بدفعه، فإن قلبك ينصرف إلى السماء وليس إلى أيّ جهة أخرى ، بل العجيب أنّ الذين ينكرون علو الله على خلقه لا يرفعون أيديهم في الدعاء إلا إلى السماء .
وحتى فرعون وهو عدو الله لما أراد أن يجادل موسى في ربه قال لوزيره هامان : ( يا هامان ابن لي صرحاً لعلي ابلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى .. الآية ) . وهو في حقيقة أمره وفي نفسه يعلم بوجود الله تعالى حقّا كما قال عزّ وجلّ : ( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا ) .
فهذه عدّة من الأدلة على أن الله في السماء من الكتاب والسنة والإجماع والعقل والفطرة بل ومن كلام الكفار نسأل الله الهداية إلى الحق .

__,_._,___