29 أبريل 2011

اتفاقية الكويز(Q.I.Z)

 ما هو الكويز؟
كلمة كويز (Q.I.Z) اختصار إنجليزي لعبارة: "المناطق الصناعية المؤهلة" التي طرحها الكونجرس الأمريكي في 1996؛ بهدف دعم السلام في منطقة الشرق الأوسط. وهذه المناطق توافق عليها الحكومة الأمريكية، بينما يتم تصميمها من قبل السلطات المحلية في الدول الراغبة في توقيع الاتفاق كمنطقة مغلقة ومحددة‏،‏ وتدخل صادرات هذه المنطقة إلى الولايات المتحدة دون حصص أو رسوم جمركية أو ضرائب أخرى.

فقد سعت الولايات المتحدة الأمريكية في عقود عدة وعبر العديد من الأشكال لتطبيع العلاقات بين الدول العربية والكيان الصهيوني، وقد أخذت محاولات واشنطن عديدًا من الطرق 
أولها: إبرام اتفاقيات سلام مع بعض الدول العربية وتكبيل هذه الدول بالتزامات تفتح أبوابها وأسواقها على مصراعيها أمام الساسة ورجال الأعمال الصهاينة، وفشلت هذه المساعي بسبب عدم جدية العدو الصهيوني في تنفيذ التزامات الاتفاقيات التي وقعها ورفض الشعوب العربية التطبيع مع هذا الكيان، وربط الأمر بتسوية لم تتحقق مع الفلسطينيين والانسحاب من الأراضي العربية المحتلة. 

المفهوم : تمثل اتفاقية الكويز بروتوكول بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ومصر تتعهد الحكومة الأمريكية بموجبه بمعاملة تفضيلية من جانب واحد لمختلف المنتجات المصنعة بالمناطق الصناعية المؤهلة في مصر، وذلك بإدخال منتجاتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية بدون أية رسوم جمركية، شريطة توافر ثلاثة شروط اساسية:

الأول: أن تكون المنتجات المصدرة إلى أمريكا صنعت في مناطق صناعية مؤهلة(
Q.I.Z) تحدد الحكومة المصرية نطاقها الجغرافي، وتوافق عليها الحكومة الأمريكية.

الثاني: أن يحتوي الآنتاج الذي يصنع في هذه المناطق للتصدير إلى أمريكا على نسبة مدخلات إسرائيلية وكذلك مصرية لاتقل عن نسبة  8 - 17 % لكل منهما.

الثالث: ألا تقل المكونات المحلية الإجمالية عن 35% من قيمة المنتج المصدر إلى أمريكا، ويمكن أن تتخلل هذه النسبة التكلفة التي تدفعها إسرائيل أو مصر (الثلث منها على الأقل لكل منهما) أو الولايات المتحدة.

التطور التاريخي: ترجع بدايات الكويز إلى النصف الثاني من التسعينيات، عندما صدر قرار الكونجرس رقم 6955 لعام 1996م الذي خول الرئيس الأمريكي سلطة السماح لمصر والأردن بتصدير منتجات للولايات المتحدة بدون الخضوع للرسوم الجمركية شريطة أن تحتوى هذه المنتجات على مكونات من إسرائيل، وذلك بهدف دعم عملية السلام في الشرق الأوسط، وتشجيعا للتكامل الاقتصادي الإقليمي ، وقد تم التوقيع على تلك الاتفاقية بين إسرائيل والأردن والولايات المتحدة عام 1997م، وبدأ العمل بها عام 1998م، وظلت مصر رافضة لتوقيع اتفاقية الكويز مع إسرائيل حتى وقعتها أخيرا في 14/12/ 2004م
.



كويز مصر:
وفي هذا الإطار وقَّعت مصر ظهر الثلاثاء 14/12/2004م أول اتفاقية صناعية واقتصادية مع الكيان الصهيوني، وهي الاتفاقية المعروفة باسم المناطق المؤهلة أو (الكويز). ووفقا لمعلومات رسمية صادرة عن وزارة التجارة المصرية فإن الاتفاق المصري مع الكيان الصهيوني والولايات المتحدة يشير إلى أن قواعد المنشأ المتفق عليها تمثل ‏35%‏ من قيمة المنتج يتم تصنيعها محليا، على أن تتضمن ‏11,7%‏ مدخلات الكيان الصهيونية‏ من سعر بيع المصنع، ويمكن استخدام مدخلات أمريكية بحيث لا تتجاوز قيمتها 15%، كما يمكن استخدام مدخلات من قطاع غزة والضفة الغربية.وتم اختيار 3 مناطق صناعية في ‏7‏ مناطق جغرافية تتمثل في: 15‏ مايو، والعاشر من رمضان، وشبرا الخيمة، والبدرشين‏ (القاهرة الكبرى)‏، وبرج العرب، والعامرية (الإسكندرية‏)‏، وبور سعيد لتكون المناطق التي سيشملها الاتفاق، مع إمكانية إضافة مناطق أخرى في المستقبل‏.‏وحسب مصادر حكومية فإن المنشآت الصناعية بالمناطق الصناعية المؤهلة التي تم اختيارها تمثل نحو ‏60%‏ من إجمالي المنشآت الصناعية، كما تستوعب ‏63%‏ من إجمالي العمالة، ويقدر الاستثمار الصناعي بها بحوالي ‏58%‏ من إجمالي الاستثمارات، ومعظمها يعمل في صناعة المنسوجات والملابس والأغذية والصناعات الهندسية والمعدنية‏.وتستفيد من هذا الاتفاق كافة المنتجات المصنعة بالمناطق الصناعية المؤهلة من غذائية أو منسوجات أو أثاث أو صناعات معدنية‏،‏ كما تستفيد أيضا منه مصانع القطاعين العام والخاص القائمة بهذه المناطق، سواء كانت مصانع صغيرة أو كبيرة‏.

وتم الاتفاق كذلك على أن يكون تطبيق نظام الكويز اختياريا على المصانع القائمة بالمناطق الصناعية التي تم اختيارها؛ حيث إن المصانع تتمتع بحرية تطبيق هذا النظام‏.ولا يوجد بالاتفاق توقيت زمني لانتهاء المزايا الممنوحة بمقتضى هذه التيسيرات، وإنما تعد مرحلة انتقالية تمهيدا لتطبيق اتفاق منطقة تجارة حرة مع الولايات المتحدة الأمريكية، كما لا توجد أي التزامات ضمن التيسيرات المقدمة بضرورة وجود مساهمة الكيان الصهيونية في رؤوس أموال المشروعات بهذه المناطق‏.


مخاطر تطبيق الكويز المصري:
فسياسياً، يعني هذا النموذج لو تم تعميمه أن أكثر من نصف الدول العربية ستقيم علاقات كاملة مع دولة العدو مقابل مكاسب اقتصادية مشكوكٌ بأمرها من المتاجرة مع أمريكا، وهو ما يشكل تنازلاً كاملاً حتى عن السقف السياسي المتدني أصلاً للمبادرة السعودية المطروحة في قمة بيروت.

واقتصادياً، تتضمن شروط منطقة التجارة الحرة نقطتان أساسيتان لا يكمن أن نراهما بمعزل عن بعضهما: الأولى هي مضي الدول العربية بقوة في خصخصة القطاع العام، والثانية هي حق رأس المال الأمريكي والصهيوني بالعمل بحرية في منطقة التجارة الحرة. والنتيجة الموضوعية لهذين الشرطين، إذا أخذا معاً، هي وضع الأساس المادي والمؤسسي لتغلغل الطرف الأمريكي-الصهيوني في مفاصل الاقتصاديات العربية.

-كما أن إن المؤيدين للاتفاق يغفلون أن اتفاقية الكويز هي إحدى أدوات تحقيق مشروع الشرق الأوسط الذي طرحه شيمون بيريز (زعيم حزب العمل الحالي)، ويهدف إلى دمج الكيان الصهيوني في الاقتصاديات العربية، واستبدال الهيمنة الاقتصادية باحتلال أراضي المنطقة، كما أنه من جهة أخرى تسليم مصري بالمشروع الأمريكي في المنطقة الذي يربط جوائز اتفاقات التجارة الحرة مع دول المنطقة بالتطبيع مع العدو الكيان الصهيوني.


 


وفي النهاية لا يصح - ونحن تحت تأثير زيادة الصادرات ـ أن نتنازل عن العديد من الثوابت.. ومنها التعامل مع الصهاينة.. ولا الخضوع لتهديد أي دولة للقبول بالطرف الصهيوني حتى تزيد صادراتنا..

22 أبريل 2011

كما يكون بيتك ...يكون عقلك!!


هذه ليست دراسة علمية ولكنها خواطر ... بعد ملاحظات ونظرة متأملة للعديد من البيوت في اكثر من دولة وعند اكثر من شعب ..استخلصت التالي:-
كما يكون بيتك ...منظما ..مرتبا...نظيفا....او العكس..
يكون عقلك...منظما...مرتبا...نظيفا من الشوائب والغبار....له خطة يعمل بها...أو العكس مليء بالمشوشات والتفاهات والصراعات والاحقاد والسوالف والحكايات..
نظرت للعديد من البيوت فوجدتها مليئة بالزباله وغير نظيفة وغير مرتبة ..ووجدت اصحابها يعانون من التشوش والصراعات والأطفال تصرخ والكبار تتهاوش ....واصبح البيت ليس به اي ملمح من ملامح السكن...
نظرت لبيوت اخري فوجدت اصحابها ناجحين باعمالهم ...متميزين...وقتهم منظم ..يعرفون ما عليهم عمله ويجيدون ادارة وقتهم وادارة ذواتهم....ولاحظت كيف هي بيوتهم..فوجدتها غاية بالنظافة والنظام والترتيب...
اذا اردت ان تري عقل انسان فانظر لبيته وانظر لحجرته ...
فان كان بيته مرتبا ونظيفا ومنظما ...ولم تجد به صراخ او اصوات مرتفعة ...فتأكد انه يعيش بمناخ صحي يؤثر ايجابا علي صحته النفسية والعقلية...
وان رايت شخصا يعيش بغرفة غايه بالنظام وبيته غاية بالفوضي ...فاعلم ان هذا الشخص يعيش بصراع بين نظامين غير متوافقين ..وتوقع ان هذا الشخص قريبا سيغادر هذا البيت او سيستسلم لهذه الفوضي ويصبح جزء منها.
اما اذا رايت بيتا غايه بالنظام وشخصا يعيش به في غرفة منتهي الفوضي.. فتوقع ان هذا الشخص سيترك البيت في اقرب فرصة ممكنه ...وتأكد من فشل النظام ببيته من تغيير سلوكياته الفوضويه.
وان رايت بيتا منظما ونظيفا فتوقع ان سكان هذا البيت اشخاص ذوي عقول منظمة ويستطيعون العيش داخل نظام وانهم جزء من هذا النظام ....
والحالة الاخيرة هي افضل الحالات...
كما يكون بيتك ..يكون عقلك. فأي بيت انت ؟ وكيف تجد عقلك؟؟


حنــــان آلــشـــــــــيـخ

الثقة بالنفس


لم يجد رجل الأعمال الغارق في ديونه وسيلة للخروج منها سوى بأن يجلس على كرسي بالحديقة العامة وهو في قمة الحزن والهمّ متسائلاً إن كان هناك من ينقذه، وينقذ شركته من الإفلاس؟ فجأة! ظهر له رجل عجوز وقال له: "أرى أن هناك ما يزعجك"، فحكى له رجل الأعمال ما أصابه، فرد عليه العجوز قائلا: "أعتقد أن بإمكاني مساعدتك" ثم سأل الرجل عن اسمه وكتب له " شيكاً " وسلّمهُ له قائلاً: "خذ هذه النقود وقابلني بعد سنة بهذا المكان لتعيد المبلغ"، وبعدها رحل العجوز وبقي رجل الأعمال مشدوهاً يقلب بين يديه شيكاً بمبلغ نصف مليون دولار عليه توقيع ( جون دي روكفلر) رجل أعمال أمريكي كان أكثر رجال العالم ثراء فترة 1839م – 1937م.  جمع ثروته من عمله في مجال البترول، وفي وقت لاحق أصبح من المشهورين. أنفق روكفلر خلال حياته مبلغ 550 مليون دولار أمريكي تقريبًا في مشروعات خيرية.
أفاق الرجل من ذهوله وقال بحماسة: الآن أستطيع أن أمحو بهذه النقود كل ما يقلقني، ثم فكر لوهلة وقرر أن يسعى لحفظ شركته من الإفلاس دون أن يلجأ لصرف الشيك الذي أتخذه مصدر أمان وقوة له.  وانطلق بتفاؤل نحو شركته وبدأ أعماله ودخل بمفاوضات ناجحة مع الدائنين لتأجيل تاريخ الدفع. واستطاع تحقيق عمليات بيع كبيرة لصالح شركته. وخلال بضعة شهور استطاع أن يسدد ديونه.  وبدأ يربح من جديد.
وبعد انتهاء السنة المحددة من قبل ذلك العجوز، ذهب الرجل إلى الحديقة متحمساً فوجد ذلك الرجل العجوز بانتظاره على نفس الكرسي،  فلم يستطيع أن يتمالك نفسه فأعطاه الشيك الذي لم يصرفه، وبدأ يقص عليه قصة النجاحات التي حققها دون أن يصرف الشيك. وفجأة قاطعته ممرضة مسرعة باتجاه العجوز قائلة: الحمدلله أني وجدتك هنا، فأخذته من يده، وقالت لرجل الأعمال: أرجو ألا يكون قد أزعجك، فهو دائم الهروب من مستشفى المجانين المجاور لهذه الحديقة، ويدّعي للناس بأنه " جون دي روكفلر ".
وقف رجل الأعمال تغمره الدهشة ويفكر في تلك السنة الكاملة التي مرت وهو ينتزع شركته من خطر الإفلاس ويعقد صفقات البيع والشراء ويفاوض بقوة لاقتناعه بأن هناك نصف مليون دولار خلفة!
حينها أدرك أنّ النقود لم تكن هي التي غيَّرت حياته وأنقذت شركته، بل الذي غيرها هو اكتشافه الجديد المتمثل في ( الثقة بالنفس ) فهي التي تمنحك قوة تجعلك تتخطى أخطر فشل وتحقق أعظم نجاح.
هي بالضبط ما نحتاجه

وصايا إلى أولادي


(1)لا تتوقع من نبتة الصبّار أن تثمر لك التفاح.
حاول أن تعرف أصل الأشياء وماضيها، كي لا يصدمك المستقبل معها!
(2)حاول أن لا تتحدث كثيراً عندما تغضب..
حاول أن تسيطر على الكلمات، ولا تجعلها هي التي تسيطر عليك..
فأغلب الكلمات التي تُقال في لحظات الغضب هي كلمات غبيّة!
(3)الشرف – يا ولدي – ليس في الجسد فقط، كما يظن بعض أهل الشرق!
الشرف في الكلمات، والوعد، والعمل، والحب.
لا تكن شريفاً في أمر ما، وأقل شرفاً في أمر آخر!
كن شريفاً في كل أمور حياتك.
(4)
ابتسم دائماً..
فالابتسامة: تطيل العمر، وتفتح الأبواب المغلقة، وتصنع لك
القبول قبل أن تطرح أفكارك، وتجعل ملامحك أجمل وأطيب.
(5)لا تصدق الفقيه المسيّس..
ولا تثق بالسياسي المتفيقه.
الأول كاذب، والثاني مراوغ!
(6)بإمكانك أن تدور العالم كله دون أن تخرج من بيتك!
بإمكانك أن تتعرف على الكثير من الشخصيات الفريدة دون أن تراهم!
بإمكانك أن تمتلك “آلة الزمن” وتسافر إلى كل الأزمنة.. رغم أنه لا وجود
لهذه الآلة الخرافيّة!
بإمكانك أن تشعر بصقيع موسكو، وتشم رائحة زهور أمستردام، وروائح التوابل
الهندية في
بومباي، وتتجاذب أطراف الحديث مع حكيم صيني عاش في القرن الثاني قبل الميلاد!
بإمكانك أن تفعل كل هذه الأشياء وأكثر، عبر شيء واحد: القراءة.
الذي لا يقرأ.. لا يرى الحياة بشكل جيّد.
فليكن دائماً هنالك كتاب جديد بجانب سريرك ينتظر قراءتك له.
(7)
لا تحتفل لوحدك.
(8)عندما تدخل في عراك مع أحدهم.. لا تشتم والدته..
فأسوأ الأمهات في العالم لا تستحق الشتم.
طبعاً..  هذا لا يعني أنني أدعوك لشتم والده!
(9)لا تسخر من أحلام الناس.. مهما كانت غريبة.
ولا تتنازل عن أحلامك.. مهما كانت صعبة.
لا طعم للحياة دون أحلام.
(10)عندما تحب.. أحب كأنك أول وآخر العشاق في هذا العالم.
وعندما تكره.. حاول أن تكره بعدل!
ولا تكن فاجراً في خصومتك.. فالنبلاء ينصفون حتى أعداءهم.
(11)بعض الناس.. يحاولون -وبغباء- أن يتباهوا بأخطائهم!
إيّاك -يا ولدي- أن تتباهى بأخطائك.
(12)كن صريحًا ومرحًا.. ولكن انتبه!
لا تقطع هذا الخيط الرفيع بين الصراحة والوقاحة..
وبين الفكاهة والسخرية من الناس.
(13)الحرية: هبة من ملك الملوك، ورب السماء، منحها لكل البشر..
فلماذا تتنازل عنها لأحد عبيده على الأرض؟!
حافظ على حريتك كما تحافظ على حياتك.. فلا قيمة للحياة دون حرية.
(14)عليك أن تؤمن بشيء..
الذين لا يؤمنون أرواحهم خاوية.
(15)أجّل فرحك عندما يكون مَن هم حولك حزانى لأمر ما ..
وخبّئ أحزانك في مكان قصيٍّ عندما يفرح الجمع حولك.
(16)في هذا العالم تختلف وجوه الناس، ولغاتهم، وعاداتهم، وأديانهم، وثقافاتهم..
ولكن، تأكّد أن البشر الأخيار في كل مكان..
وتذكّر أنهم جميعًا -مهما اختلفت أشكال أنوفهم- يستنشقون نفس الأكسجين
الذي تستنشقه، وعندما ينزفون -مهما اختلفت ألوانهم- جميعهم دماؤهم حمراء.
أحب الناس الخيّرين في أي مكان في هذا العالم، وأنحز إليهم بقلبك..
ولا تكن عنصريًّا وتكرههم لاختلافهم عنك.
هل تقبل أن يكرهوك لاختلافك عنهم؟!
(17)
عندما تداهمك لحظة ضعف.. حاول أن تكون لوحدك.
(18)في تعاملك مع الناس يا بني:
تذكّر أن أسهل الأغصان كسرًا هي الأغصان الصلبة ..
كن غصنًا لينًا وأخضرَ.
(19)عندما ترى أن الحوار -حول قضية ما- يتّجه إلى التعصب والاحتقان ..
حاول أن تخرج منه بهدوء، فبعد قليل سيبدأ تبادل الشتائم!
(20)تذكّر أن الله محبة.. وأن من أسمائه: الرحمن، الرحيم، الغفور، العفو..
ولكن، لا تنسَ أنه: شديد العقاب.

رتب حياتك من جديد

   
  خلقنا الله - عزَّ وجلَّ - في هذه الدنيا لنقضيَ فيها وقتاً محدوداً، نسعى خلاله نحو تحقيق منهج الله في الأرض وعمارتها.
لكن نظرة عابرة على حياتنا وحياة الناس من حولنا تكفي لترى ما يسودُها من ضياع وتشتُّت وفوضى، لقد حان الوقت لأن نقف لحظةً، ونخطو خطوةً إلى الوراء، ونتفحَّص حياتنا, ونحاول إعادة ترتيبها من جديد.

إذا امتلكت الحماسة الكافية لفعل ذلك؛ فما رأيك أن نناقش معاً أهم الخطوات الأساسيَّة في هذه الرحلة؟.

ما هي أولويَّاتك؟
من الخطوات الأساسيَّة والمهمَّة التي يجب أن تبدأ بها إعادة ترتيب حياتك: أن تحدِّد أولويَّاتك؛ ما الشيء المهم بالنسبة لك؟ ما الذي تؤمن به؟ ما الذي تعتقد أنه يستحق البذل والتضحية؟
عندما تُطرح هذه الأسئلة على كثير من الناس, تجدهم يندفعون بالإجابة: الدين, المبادئ, الأسرة… لكن مسار حياتهم وأفعالهم لا تدلُّ على ذلك أبداً! هل تريد أن تعرف ما هو مهم في حياتك؟ وما الذي يستحق التضحية في نظرك أنت؟ انظر كيف تقضي وقتك كلَّ يوم، كيف تقدم عملاً على آخر ضمن جدول أعمالك، كيف تختار ما هو مهم وما هو أكثر أهمية.

إن إجابتك عن هذه الأسئلة هو المحدِّد الحقيقي لقيمك ولأولويَّاتك، وللأسف؛ كثيراً ما نُصدم عندما نكتشف الفرق الشاسع بين ما نعتقد أنه (أولويَّة)، وبين ما يخبرنا به واقعنا الحقيقي!!.

خطوة عملية:
خذ ورقة وقلماً، ورتِّب القيم التالية حسب أهميتها وأولويَّتها في نظرك: العبادة, العمل, الاستقامة الشخصية, العائلة (الوالدان والزوجة والأطفال), الصحة. قم بترتيب هذه القيم حسب أهميتها في نظرك.لاحظ الفرق – مثلاً - بين مَنْ يضع الاستقامة الشخصية فوق العمل، وبين من يضع العمل فوق الاستقامة؛ سيغيِّر هذا الترتيب مسار حياتهما بالكامل! فالأول مستعد للتضحية بالعمل في سبيل الاستقامة الشخصية, في حين يضحِّي الآخر بالاستقامة من أجل العمل!! بعد الانتهاء من ترتيب القيم السابقة, تيقَّن أنك تُمضي وقتك بطريقة تلائم ترتيب أولويَّاتك، ستكتشف - في الأغلب - بأنك بحاجة إلى إعادة التخطيط ليومك من جديد.

حدِّد أهدافك:
حدِّد ما الذي تودُّ إنجازه؟ ما الذي تودُّ الحصول عليه؟ تخيَّل أنك تكتب قصة حياتك بعد عشرين سنة؟ أو ثلاثين سنة؟ ماذا ستروي فيها؟ جرِّب أن تكتب ما تودُّ أن يقوله أصدقاؤك وأفراد عائلتك عنك يوم وفاتك، بعد عمر مديد. ترى ماذا تريدهم أن يقولوا عنك؟!.
تقوم فكرة وضع الأهداف على مبدأ أن الأشياء تُصنع مرتين:

الأولى: في أذهاننا؛ عبر تكوين صورة واضحة التفاصيل لكل ما نودُّ الوصول إليه, وأيّ صورة ستأخذها حياتنا بعد سنة، أو خمس، أو عشر سنوات.
والثانية: على أرض الواقع؛ عبر العمل الجاد الموجَّه.. تماماً كما يفعل المهندس المعماري الذي يضع مخطَّطاًً كاملاً للبيت الذي يريد بناءه قبل أن يثبِّت فيه مسماراً واحداً. أكتبُ هذه الكلمات وأنا أستحضر في ذهني أشخاصاً كُثراً لا ينقصهم الذكاء أو الحماسة أو العمل الجاد, ولكنهم مشتَّتون تائهون لعدم وضوح أهدافهم.

قاعدة (80/20):
من الملاحظات الرائعة التي ستغير حياتك هي ما تعارف عليه الكُتَّاب بقاعدة (80/20).. إذ لاحظوا أن 80% من أهدافنا وقيمنا تتحقق بواسطة 20% من أعمالنا كل يوم، وسيكون في غاية الأهمية أن تحدد هذه الأعمال والنشاطات.ابدأ من اليوم، وقبل أيِّ عمل, اسأل نفسك: هل يقع هذا العمل ضمن الـ(20%) من الأعمال ذات القيمة الكبرى؟ ستجد بطريقة مدهشة أنك استبعدت عشرات النشاطات التي كانت تشغل وقتك وتفكيرك دون مردودٍ مُجْدٍ.

قاعدة (الخطوة المحدِّدة نحو الهدف):
في الطريق نحو الوصول إلى أي هدف لاحظَ المتخصصون أن هناك أعمالاً يكون إنجازها أمراً في غاية الأهمية؛ بل محدِّداً وفارقاً بين مَنْ ينجح في أدائها وبين مَنْ لا ينجح, وبين مَنْ يقوم بها ومَنْ لا يقوم بها، مثل هذه الأعمال أو (الخطوات المحددة) ستنقلك من مستوى إلى مستوى آخر متقدِّم في طريقك نحو هدفك.
دعني أضرب لك مثالاً: إن كنت تطمح أن تصبح باحثاً في جامعة مرموقة، فالخطوة المحدِّدة هنا هي الحصول على شهادة علمية تقبلها الجامعة لمنحك وظيفة فيها، ولن يكون هناك أي وسيلة أخرى للحصول على هذه الوظيفة بدون تلك الشهادة العلمية, وهنا أصبحت كل خطوة تقودك للحصول على الشهادة العلمية هي من الخطوات المحدِّدة، وهذا يعني أن التركيز العقلي يجب أن يُصرف يوماً بعد يوم، وساعةً بعد ساعة، في هذا الاتجاه.

التَّسويف الإيجابي:
كي ترتب حياتك: هناك العديد من الأعمال والنشاطات التي تحتاج إلى تأجيلها والتَّسويف في إنجازها. كيف تعرف أن هذه الأعمالَ تحتاج إلى تأجيل أم لا؟ اسأل نفسك: هل لهذا العمل أثر مهم على المدى الطويل إن أُنجز أو لم ينجز؟ إن قضاء الأوقات في العبادة، ومع العائلة، وفي تنمية الذات، تترك أثراً عميقاً طويل المدى في حياتنا, في حين يَترك قضاء الأوقات مع الأصدقاء إلى ساعة متأخرة في الليل, والتسكُّع في الأسواق, ومشاهدة التلفاز, والانخراط في مشاريع لا تصبّ في هدفك الأساسي يترك كلُّ هذا أثراً ضئيلاً على المدى الطويل؛ ولذا يجب أن تسعى إلى تأجيلها والتَّسويف فيها قدر الإمكان

لدي حلم....د.سلمان العودة.




حين قال مارتن لوثر كنج كلمته السائرة: " أنا لدي حلم " كان يتحدث بأكثر من لغة ، أهمها لغة الإنسان .



أحلام المنام ضرب من الخيال, ما زال الإنسان يدأب حتى حقق معظمها , فطار في الفضاء ، وأبدع وابتكر وذلل الصعاب وقهَر المستحيل .



الحلم فوق الطموح



وَإِذا كانَتِ النُفوسُ كِباراً        تَعِبَت في مُرادِها الأَجسامُ





الهدف حلم مؤقت له مدة ينتهي إليها ؛ أما الحلم فهو شوق دائم متصل بنبض القلب وخفق الروح وتطلع العقل وسبح الخيال .

حين يتحقق الحلم كأنه يتبخّر ، إذا قطفته مات ، فأجمل ما في العمر هو الانتظار ، لحظات الترقب مشحونة بتفاعل غريب هو ذروة الحياة .

سيظل الحلم حلماً , يُروى بدموعنا , ويقتات من سهرنا , ويستحوذ على يقظتنا ومنامنا .






كان مارتن لوثر كنق يقول :

" سأزرع شجرة التفاح , ولو كنت أعلم أن نهاية العالم هي الغد " .

وهو اقتباس من مكنون الحكمة الإنسانية الرفيعة .

مشكاة النبوة كانت أبلغ حين قال -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح الذي رواه أحمد وغيره : « إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لاَ يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ ». مقام النبوة ذكر النخل " الراسخات في الوحل ، المطعمات في المحل " .

وهي تشبه الرجل المؤمن ، رمز الصبر والانتظار والمقاومة واحتمال العطش !

إذا قِيل هَذا مَنْهلٌ قُلت قَدْ أَرى     وَلَكنَّ نفسَ الحرَّ تحتملُ الظَّمَا !


لم يقل : غداً ، وإنما قال : الآن .. لو اختلست بضع ثوانٍ لتغرس الفسيلة قبل أن يلحقك الفَوت فافعل !







الوعد الحق " الأجر " تغذية للطموح حتى في عمل الدنيا الذي يعلم أنه لا يثمر ، مجرد " الفعل " هو حفظ لإنسانية البشر من التلاشي والانهيار .

هذا سرّ الغيب في الثواب الأخروي ، وهو حافز آخر غير مجرد الإيمان بأهمية الفعل .

الحلم نقلة من ضيق اللحظة إلى سَعة المستقبل ، من الإحباط إلى الأمل والتفاؤل ، من الخوف إلى الرجاء والتطلع .



الطفل الفقير يحلم بتفاحة يقضمها ، أو فراش وثير ينام عليه ، أو دمية يلعب بها .

الخائف يحلم بالأمان ، ولا يفكّر بما سواه ، والمخاوف هي عدو الأحلام , وحينما يستحوذ الخوف يبدو المرء مكبلاً بالقيود .

قد يعيش المرء في زنزانة يراها ويلمس قضبانها ويحس بأنه محبوس .

وقد يعيش في زنزانة لا يراها , ولا يلمس قضبانها ويظن بأنه حرّ ، وهو قنٌّ مثقل بأوزار الحديد !

تأمّل لغتك .. كم مرة في اليوم تقول : نعم ولكن أخشى !

العائلة حلم جميل ، إشباع لرغبة الامتداد الإنساني ، ورؤية الذات في الآخر ، بشكل منفصل جسدياً ، متصل روحياً ووجدانياً .

قمة الهرم الثقة بالنفس وقدراتها ، والجرأة على بدء الخطوات الأولى نحو الحلم العظيم .

أعلِّلُ النفس بالآمالِ أرقُبُها     ما أضيقَ العيشَ لولا فسحةُ الأمَلِ

ثَمّ مَن يحاصر الحياة ، وأسوأ منه من يحاصر الأحلام ، فلا يريد من الناس أن يحلموا , أو أن يمتدّ خيالهم إلى أبعد من معاناتهم اليومية .

السعادة حلم

والنجاح حلم .

والسعادة نجاح ، والنجاح سعادة .

والحرية حلم , حتى لدى الطائر يضرب شباك القفص ويرنو إلى الفضاء ، أو القطّ يموء ويتمسح بالباب يطلب الانعتاق من ذل القيد .

والعدالة حلم المجموع , حين تذوب الفوارق المصطنعة ويتساوى الكل أمام سلطة الدنيا أو سلطة الآخرة ..

ولقد قُلت لِنفسي, وأنا بين المقابر..

هل رأيتِ الأمن والراحة إلا في الحفائر ؟

فأشارت, فإذا للدود عَيْثٌ في المحاجر

ثم قالت : أيها السّائل إني لست أدري !

انظري كيف تساوى الكل في هذا المكان

وتلاشى في بقايا العبد رب الصولجان

والتقى العاشق والقالي فما يفترقان .

شعورك بأنك يجب أن تضيف شيئاً إلى الحياة ، أنك تعيش مخلصاً لحلم تنتظره .. هذا يكفي !

مُنىً إِن تَكُن حَقّاً تَكُن أَحسَنَ المُنى      وَإِلّا فَقَد عِشنا بِها زَمَناً رَغدا
أَمانِيُّ مِن سُعدى عِذابٌ كَأَنَّما       سَقَتنا بِها سُعدى عَلى ظَمَإٍ بَردا

أن تكون مثالاً لمبدع أو متفوق ، أو نمطاً جديداً يفتح آفاقاً لآخرين ، أو نموذجاً مركباً من نماذج عديدة !

سألني فتى عن أهم أحلامي ؟


فقلت : أن أموت وأحلامي تنبض بالحياة ، وتواجه التحدّي ، وتنفخ روح الأمل في ضمائر البائسين واليائسين والمحبطين .

لا تَخَفْ على حلمك متى كنت مخلصاً وصبوراً ، لأن العالم حينئذٍ سيتآمر كله لتحقيق حلمك ,كما قال " باولو كيليو " ذات مرة .

يجب أن يكون الحلم عشقاً رائعاً , يخالط اللحم والدم , ويتخلل العظم ، ويطلّ من العيون ، ويسكن اللغة ، ويندفع مع الزفير ليعود مع الشهيق !

الفتى يرسم الحلم في سيارته أو دفتره ، والفتاة ترسمه في غرفتها أو شنطة يدها ، وقبل هذا يجب أن يكون مرسوماً في سويداء القلب وأعماق الوجدان ومسكن الروح .

ستلقي هنا بالأعذار والمعوقات في سلة المهملات , ولن تسمح للإخفاق أن يكسب الجولة .

عندما سجّل الصبي المعدم حلم الطفولة أن يمتلك حقلاً وخيولاً ومضماراً ؛ شطب المعلم على درجته , وحرمه من متعة الحلم ..

كيف تحلم بهذا وأنت لا تمتلك قيمة الدفتر الذي تدون فيه حلمك , والذي كان هدية من جمعية خيرية !

يعرض على تلميذه أن يعيد الامتحان ؛ فيرد الصبي بكبرياء :

-احتفظ بدرجتك ، وسأحتفظ بحُلُمي !

يا للعظمة ! حين تتمثل موقفاً شامخاً يستعلي على الاستلاب ، ويصرّ على المواصلة ليجد نفسه في نهاية المطاف حيث يحب !

إنه التحدي الذي يضطرك أحياناً إلى المضي قدماً في طريقك غير عابئ بسارقي الأحلام .

" احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ " دعوة نبوية للتعاطي الجاد مع الفرص الإيجابية بروح المبادرة والإنجاز .

" وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ " فحين تربط حلمك بالله تمنحه أزلية وسرمدية ؛ ليتحول من حلم فرد إلى أحلام أمة ، من حلم دنيوي معزول إلى أفق فسيح ممتد إلى حيث الآخرة والعدل والقسط والفضل الرباني,  في نعيم لم تر عين , ولم تسمع أذن , ولم يخطر على بال .

" وَلاَ تَعْجِزْ " وكيف يعجز من وقود روحه من جذوة الإيمان .

" وَإِنْ أَصَابَكَ شَىْءٌ فَلاَ تَقُلْ لَوْ أَنِّى فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا. وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ " .

فالإيمان ليس جبرية عمياء ، ولا استسلاماً ولا جحوداً للطاقة الإنسانية الهائلة ، وليس بكاء على الأطلال ، ولا جزعاً من تغيرات الأحوال ، إنه اليقين بأن الخير حيث يضعك الله ، وأنك كل يوم تنشئ حلماً جديداً ، وأملاً جديداً ، ونجاحاً جديداً .

وما لم تمتلك القدرة على الحلم ؛ فلن تفعل شيئاً .

يقول إينشتاين : " الخيال أهم من المعرفة " .

عليك أن تحذر أن تدجّن حلمك ؛ لتجعله صورة مشوهة مسكونة بتعرجات الواقع واعوجاجاته ..

احلم دون قيود .. أطلق خيالك .. واصنع عالمك الافتراضي الذي سيغدو حقيقة ملموسة متى آمنت بها ..

سوف نتفوق حينما نمتلك أحلاماً وردية بعدد شخوصنا ، أو حينما يفلح أولئك الذين يمتلكون الأحلام الجميلة من الإمساك بناصية الحياة .

سوف نتفوق حينما يصبح الخطاب المتدين حافزاً للأحلام وليس رقيباً عليها .