20 نوفمبر 2011

الرضا سر السعادة


أن في استطاعتنا جميعا أن نتحمل المصاعب والمآسي .بل أن نتغلب

عليها.فإننا نملك من القوى الذاتية ما ينصرنا على هذه المصائب,ولو أننا أحسنا

استخدام تلك القوى



كان((يوت تاركينجتون))يقول دائما:أن في استطاعتي أن احتمل كل ما تبتليني به الحياة

من المصائب, إلا شيئا واحدا هو العمى).. ثم في ذات

يوم وكان تاركينجتون قد بلغ الستين من عمره, أطرق برأسه يتأمل السجادة

المفروشة على أرض غرفته, فشاهد ألوانها وزخرفتها تختلط بعضها ببعض فلا

يستبين منها شيئا. وقصد إلى أخصائي في أمراض العيون, وهنالك فوجيء بالحقيقة

البشعة:أنه على وشك أن يصاب بالعمى, فقد فقدت إحدى عينيه البصر,

والثانية بسبيل أن تتبعها!..إذن فقد تحقق الشيء الوحيد الذي كان يرهبه,

ويقول أنه لا يقوى على احتماله



فترى كيف استجاب تاركينجتون لهذه المصيبة الفادحة, هل أحس أن

نهايته قد حانت؟ كلا ! فإنه, لفرط دهشته قد أحس بالسرور ! نعم السرور !

بل اتخذ من هذه المصيبة مسلأة, ومادة للدعاية. فعندما كان يمر أهل بيته أمامه

كان يراهم كأطياف غير متميزة أو كقبضات من ضباب ..فإذا مر أمام عينيه

أضخم هذه الأطباق هتف متهللا 
(مرحبا! هذا ولا شك هو جدي ! أنني

أعجب إلى أين يقصد في هذا الصباح الجميل!))

فبالله كيف يقهر القدر روحا مثل هذه ؟ الجواب : أن روحا كهذه لا

تقهر!ثم عندما خيم الظلام الشامل على بصر تاركينجتون قال : (لقد وجدت

أن في وسع الإنسان أن يتقبل العمى , كما يتقبل أية مصيبة سواه , ولو أنني

فقدت حواسي الخمس جميعا , لواصلت الحياة داخل عقلي , فنحن إنما نرى

بالعقل ونحيا به ,سواء أدركنا هذه الحقيقة , أم لم ندركها ))


وقد أجرى تاركينجتون اثنتي عشرة عملية جراحية في عينيه في خلال سنة
واحدة, على أمل أن يرتد إليه بصره. وفي كل هذه العمليات الجراحية كان يخدر
تخديرا((موضعيا)) . فهل تراه ثار ونقم ؟ كلا ! فقد كان يعلم أن هذا شيئا لا بد
منه , وكل ما فعله ليخفف عن نفسه عناء الألم هو أن يشارك الاخرين الامهم
ومتاعبهم ,فقد رفض أن يوضع في غرفة مستقلة بالمستشفى , وأصر على أن يرقد
في ((عنبر )) فسيح يحفل بالمرضى الذين يعانون مثل الأمه, وجعل يحاول التخفيف
عنهم . وعندما كانت تجري له أحدى العمليات الجراحية , كان يحاول أن يصور
لنفسه- وهو يشعر بكل ما يجري في عينيه – كم هو محظوظ ! كان يقول ) ما
أعجب الطب الذي وسعه أن يعالج شيئا دقيقا حساسا كالعين الإنسانية ! )) .

وخليق بالإنسان العادي أن تتهاوى أعصابه لو أنه امتثل لاثنتي عشرة
عملية جراحية في عينيه , فضلا عن فقد البصر ولكن تاركينجتون كان يقول:
((أنني لا أستبدل بهذه التجربة التي مرت بي تجربة أسعد وأهنا )) . فقد علمته هذه
التجربة أنه ليس ثمة شيء يصعب على الإنسان احتماله والصبر عليه , وعلمته – كما
علمت الشاعر الإنجليزي الأعمى ((جون ملتون)) من قلبه –أنه ليس من البؤس
أن تكون فاقد البصر, ولكن من البؤس أن لا تستطيع احتمال فقد البصر



قالت((مرجريت فوللر)) , إحدى زعيمات زعيمات النهضة النسائية في
(( نيوانجلند )) , ذات مرة ))أنني أرضى بكل صروف الدهر)) . وعندما سمع
الكاتب الانجليزي (( توماس كاريل)) بقولها هذا , علق عليه قائلا . ((ان هذا والله
هو خير ما تفعله )) نعم ! ووالله إن خير ما نفعله أنت وأنا هو أن نمتثل لما ليس منه بد.

ومهما عارضنا واعترضنا , وثرنا ونقمنا , فلن يغير هذا شيئا مما ليس منه
بد , وأنا أقول ذلك عن خبرة وتجربة . فقد رفضت ذات مرة أن أقبل أمرا محتما
واجهني , وكنت ولا محالة إذا ذاك أحمق فاعترضت , وثرت , وغضبت , وحولت


وأعرف رجلا من ((انديانا)) , يدعى ((ه.ج. انجلرت )) السبب الأول في بقائه
إلى الان على قيد الحياة إلى وقوفه على هذا السر . فمنذ عشرة أعوام
خلت. مرض مستر انجلرت بالحمى القرمزية , فلما شفي منها أصيب بالتهاب في
الكلى , وقد جرب كل صنوف الأطباء , بل المشعوذين أيضا , فلم يجد عند أحد
منهم شفاء , ومنذ وقت قصير مضى , أصيب , فعلا عن هذا كله, بضغط
الدم, وذهب إلى الطبيب , فقال له أن ضغط الدم بلغ حدا من ارتفاع خطير
هو 214, وأنه يوالي الإرتفاع , فعليه – والحالة هذه- أن يتأهب لملاقات
الموت ! .
قال لي مستر انجلرت: وعدت إلى بيتي في ذلك اليوم , فتحققت من
أنني سددت أقساط التأمين على حياتي , ثم سألت الله العفو والمغفرة عما بدر
مني من ذنوب , واستغرقت في خواطري السوداء الكئيبة .

   لقد أشقيت كل إنسان .. أشقيت زوجتي وأهلي , وغرقت أنا نفسي في))

بحر من الشقاء لا يسير له غور . وانقضى أسبوع , وأنا أختر خواطري الكئيبة,

وفجأة قلت لنفسي: أنك تتصرف كأحمق . أنك قد لا تموت قبل سنة مثلا ,

فلماذا لا تحاول أن تعيش ما بقي لك من عمر في سعادة ونعيم ؟ .

((وشددت كتفي , ورسمت إبتسامة على وجهي , وجعلت أتظاهر كما لو

كانت السعادة ملك يميني . وأعترف أنني صادفت بعض العناء اول الأمر ,في

اليوم بدأت أستشعر تحسنا في صحتي , واستمر التحسن.

((واليوم, وقد انقضت أشهر طوال على الموعد الذي كان ينبغي فيه أن



أوسد اللحد, أشعر بالسعادة , وبهجة الحياة فحسب, بل بالصحة والعافية))

أيضا, فقد شفيت من ضغط الدم وإني لأعلم شيئا واحدا على اليقين ,ذلك هو

نبوءة الطبيب لي بوفاة عاجلة كانت تتحقق فعلا , ولو أنني دأبت على التفكير في

الموت , واستسلمت للحزن والشقاء , ولكنني أتحت لجسدي فرصة الشفاء , بأن

غيرت أتجاهي الذهني من المرض إلى الصحة ! )) .



هل لي إذا أن أوجه سؤالا : إذا كان مجرد تكلف السعادة , والتفكير في

الصحة , في وسعه أن ينقذ حياة هذا الرجل , فلماذا نصبر , أنا وأنت , لحظة

واحدة على إنقباضنا , وأحزاننا ؟ لماذا نجعل أنفسنا, وكل من حولنا , أشقياء

محزونين , في حين أن في استطاعتنا اجتلاب السعادة بمجرد اصطناعها ؟




..............................................................

04 نوفمبر 2011

彡♥彡لا يزال هناك ضَوءْ彡♥彡





彡♥彡 ضَوءْ彡♥彡 
عندما يكون الهم 
كالوحش الهائج الجائع
يلتهم كل شيء يراه
فترى طفلاً لم يكترث به
ويلعب مع إنه أدرى الناس
بوجوده خلفه ترى
هُناك ضوءاً

رغـم شـدة الظــلام هناك ضـوء‎

彡♥彡 ضَوءْ彡♥彡 
عندما تُجرح جرحاً غزيراً
لاتُلئمه الأيام
وخُصوصاً من أعز 
الناس إليـك
ترى هُناك شخصاً قادم
من بعيـد
يُلوح لكـ ويقول لاتخف
اعلم أنه هو من سيبرئ جُرحك
فاعلم أن هُناك ضَوءً 

 title%
彡♥彡 ضَوءْ彡♥彡 

عندما ترى نفسك في 
ظلام دامس ترى
يديك حتى تتأكد من شدة
الظـلام
فاعلم إن هُناك شيء
مُتناقض بحياتك
والأحرى إنه
في دينك
فنور قلبك بالتوبة
والإيمـان
فاعلم أن هنـاك ضَوءً

رغـم شـدة الظــلام هناك ضـوء‎

彡♥彡 ضَوءْ彡♥彡 
عندما ترى الزمن
يستهزئ ويسخر منك
ويقول أنك شخصٌ تافه
لاتهتم له 
فحقق طموحك واعلم أن
هُناك ضوء 


رغـم شـدة الظــلام هناك
 ضـوء‎




彡♥彡 ضَوءْ彡♥彡 
عندما تُغلق الأبواب من كُل جانب
فلا يكون لديك مكانَ
فافتح بنفسك باب
فيُفتح لك ألف بابوأفضل باب هو
العـلـم
وقبل كل شيء
اعلم أن هُناك ضوء

رغـم شـدة الظــلام هناك ضـوء‎

彡♥彡 ضَوءْ彡♥彡 
عندما يذهب تعبك سُدى 
كمرور الرياح
فلا تُطبع على وجهك أدنى إهتمام
فهُناك دائماً من هو مُعجب بك !
بإستمرارك على ماتُريد
فهُناك ضوءً 

رغـم شـدة الظــلام هناك ضـوء‎

彡♥彡 ضَوءْ彡♥彡 
عندما تشعر بإبداع داخِلك
ولاتعرف كيف تستخرجه
فاعلم إن لكل مُبدع بداية
مثلـك
فلا تيأس
واستمر بإبداعك
فسترى نفسك من يتمنى 
أن يكون مثلك !
فهُناك دائماً ضوء

رغـم شـدة الظــلام هناك ضـوء‎

彡♥彡 ضوءْ彡♥彡 
عندما تتذكر الماضي
بذكرياته الشجية والمُؤلِمة
ويُعكر عليك صفو الحَاضر
فلا تذكره لأنك لن تستطيع
تغييره لكن  عش الحاضر !
ففكر في مُستقبلك 
وتعلم من تجاربك السابِقة
فهناك دائماً ضوءَ


彡♥彡 ضَوءْ彡♥彡 
عندما يُعصر قلبك
من الهُموم والحُب وغير ذلك
فلا تجد شخص تثق فيه
فاذهب إلى الله
لأن الشكوى لغيره مذلة !
فاقرأ لك قُرآن واذكره
يطيب لسانك به
فهُناك دائماً ضوء




توقد شمعة وتُطفئ شمعة لكن يبقى هُناك ضوءاً ما بقي الزمان


19 أكتوبر 2011

فقط دقيقة



بقلم :محمد عبد الوهاب جسري 

كنت أقف في دوري على شباك التذاكر لأشتري بطاقة سفر في الحافلة إلى مدينة أخرى تبعد حوالي 330 كم، وكانت في الدورأمامي سيدة ستينية قد وصلت إلى شباك التذاكر وطال تحاورها مع الموظفة التي قالت لها في النهاية: الناس ينتظرون، أرجوكِ تنحّي جانباً. فتراجعت المرأة خطوة واحدة لتفسح لي المجال، وقبل أن أشتري بطاقتي سألت الموظفة عن المشكلة، فقالت لي بأن هذه المرأة معها ثمن بطاقة السفر وليس معها يورو واحد قيمة بطاقة دخول المحطة، وتريد أن تنتظر الحافلة خارج المحطة وهذا ممنوع. قلتُ لها: هذا يورو وأعطها البطاقة. وتراجعتُ قليلاً لأعطيُ السيدة مجال لتعود إلى دورها بعد أن نادتها الموظفة مجدداً.
 
اشترت السيدة بطاقتها ووقفت جانباً وكأنها تنتظرني، فتوقعت أنها تريد أن تشكرني، إلا أنها لم تفعل، بل انتظرتْ لتطمئن إلى أنني اشتريت بطاقتي وسأتوجه إلى ساحة الانطلاق، فقالت لي بلهجة أمر: احمل هذه... وأشارت إلى حقيبتها.
 
كان الأمر غريباً جداً بالنسبة لهؤلاء الناس الذين يتعاملون بلباقة لا مثيل لها.
بدون تفكير حملت لها حقيبتها واتجهنا سوية إلى الحافلة، ومن الطبيعي أن يكون مقعدي بجانبها لأنها كانت قبلي تماماً في الدور.
 
حاولت أن أجلس جهة النافذة لأتمتع بمنظر تساقط الثلج الذي بدأ منذ ساعة! لكن السيدة منعتني و جلستْ هي من جهة النافذة دون أن تنطق بحرف، فرحتُ أنظر أمامي ولا أعيرها اهتماماً، إلى أن التفتتْ إلي وراحت تحدق في  وجهي، وطالت التفاتتها نحوي دون أن تنطق بكلمة واحدة  وأنا مستمر أنظر أمامي  حتى بدأت أتضايق من نظراتها التي أشعر بها، فالتفتُ إليها لأسألها:
 
عندها تبسمتْ قائلة: كنت أختبر مدى صبرك وتحملك.
  - صبري على ماذا؟
  - على قلة ذوقي. أعرفُ تماماً بماذا كنتَ تفكر.
  - لا أظنك تعرفين ،وليس مهماً لي أن تعرفي.
  - حسناً، سأخبرك لاحقاً، لكن بالي مشغول بكيف أرد دينك.
  -  لا يستحق الأمر اهتمامك فلا تشغلي بالك.
  -  لكن لدي شيئا سأبيعك إياه الآن ، فهل تشتريه أم أعرضه على غيرك؟
  - هل تريديني أن أشتريه قبل أن أعرف ما هو؟
  - إنه حكمة! أعطني يورو واحداً لأعطيك الحكمة.
  - وهل ستعيدين لي اليورو إن لم تعجبني الحكمة؟
 - لا، فالكلام بعد أن تسمعه لا أستطيع استرجاعه، ثم إن اليورو الواحد يلزمني لأنني أريد أن أرد به دَيني.
  أخرجتُ من جيبي اليورو وناولته إياها وأنا أمعن النظر في قسمات وجهها. لا زالت عيناها جميلتين تلمعان كبريق عيني شابة في مقتبل العمر، وأنفها الدقيق مع عينيها ينبئون عن ذكاء ثعلبي . مظهرها يدل على أنها سيدة متعلمة، لكني لم أرغب في أن أسألها عن شيء، فقد كنت  على يقين أنها ستحدثني عن نفسها فرحلتنا لا زالت في بدايتها.
  لكنها أغلقت أصابعها على هذه القطعة النقدية التي فرحت بها كما يفرح الأطفال وقالت: أنا الآن متقاعدة، كنت أعمل مدرّسة لمادة الفلسفة، جئت من مدينتي لأرافق إحدى صديقاتي إلى المطار. أنفقتُ كل ما كان معي إلا ما يكفي لأعود إلى بيتي، إلا أن سائق التاكسي أحرجني وأخذ مني يورو واحد زيادة، فقلت في نفسي سأنتظر الحافلة خارج المحطة، ولم أكن أدري أنه ممنوع. أحببتُ أن أشكرك بطريقة أخرى بعدما رأيت شهامتك، حيث دفعت عني دون أن أطلب منك. الموضوع ليس مادياً. ستقول لي بأن المبلغ بسيط، سأرد عليك بأنك سارعت لفعل الخير ودونما تفكير.
  قاطعتُ المرأة مبتسماً: أتوقع بأنك ستحكي لي قصة حياتك، لكن أين البضاعة التي اشتريتُها منكِ؟ أين الحكمة؟
  ردت:
"فقط دقيقة".
أجبت: - سأنتظر دقيقة.
  - لا.. لا.. لا تنتظر. "فقط دقيقة".  هذه هي الحكمة.
  -  لم ا فهم شيئا!.
  - لعلك تعتقد أنك تعرضتَ لعملية احتيال؟
  -  ربما !!.
  - سأشرح لك: "فقط دقيقة". ، لا تنسَ هذه الكلمة. في كل أمر تريد أن تتخذ فيه قراراً، عندما تفكر به وعندما تصل إلى لحظة اتخاذ القرار أعطِ نفسك دقيقة إضافية، ستين ثانية. هل تعلم كم من المعلومات يستطيع دماغك أن يعالج خلال ستين ثانية؟ في هذه الدقيقة التي ستمنحها لنفسك قبل إصدار قرارك قد تغير أمورا كثيرة، ولكن بشرط.
  - وما هو الشرط؟
-       أن تتجرد من نفسك، وتُضع في عقلك وفي قلبك جميع القيم الإنسانية والمثل الأخلاقية دفعة واحدة، وتعالجها معالجة موضوعية ودون تحيز، فمثلاً: إن كنت قد قررت بأنك صاحب حق وأن الآخر قد ظلمك فخلال هذه الدقيقة وعندما تتجرد عن نفسك ربما تكتشف بأن الطرف الآخر لديه حق أيضاً، أو جزء منه، وعندها قد تغير قرارك تجاهه. إن كنت نويت أن تعاقب شخصاً ما فإنك خلال هذه الدقيقة بإمكانك أن تجد له عذراً فتخفف عنه العقوبة أو تمتنع عن معاقبته وتسامحه نهائياً.
-       دقيقة واحدة بإمكانها أن تجعلك تعدل عن اتخاذ خطوة مصيرية في حياتك لطالما اعتقدت أنها هي الخطوة السليمة، في حين أنها قد تكون كارثية. دقيقة واحدة ربما تجعلك أكثر تمسكاً بإنسانيتك وأكثر بعداً عن هواك. دقيقة واحدة قد تغير مجرى حياتك وحياة غيرك، وإن كنت من المسؤولين فإنها قد تغير مجرى حياة قوم بأكملهم... هل تعلم أن كل ما شرحته لك عن الدقيقة الواحدة لم يستغرق أكثر من دقيقة واحدة؟
 
- صحيح، وأنا قبلتُ بعدالة هذه الصفقة وحلال عليكِ اليورو.
  - تفضل، أنا الآن أردُّ لك الدين وأعيد لك ما دفعته عني عند شباك التذاكر. والآن أشكرك كل الشكر على ما فعلته لأجلي.
  أعادت لي قطعة اليورو ثم تبسمتُ في وجهها لأنتبه وهي تأخذ رأسي بيدها وتقبل جبيني قائلة: هل تعلم أنه كان بالإمكان أن أنتظر ساعات دون حل لمشكلتي، فالآخرون لم يكونوا ليدروا ما هي مشكلتي، وأنا ما كنتُ لأستطيع أن أطلب واحد يورو من أحد.
  - حسناً، وماذا ستبيعيني لو أعطيتك مئة يورو؟
  - سأعتبره مهراً وسأقبل بك زوجاً.
  علتْ ضحكتُنا في الحافلة وأنا أريد النهوض ومغادرة مقعدي وهي تمسك بيدي قائلة: اجلس، فزوجي متمسك بي وليس له مزاج أن يموت قريباً!
  وأنا أقول لها: "فقط دقيقة".  ... "فقط دقيقة".
  لم أتوقع بأن الزمن سيمر بتلك السرعة. كانت تلك  الرحلة من أكثر رحلاتي سعادة، حتى إني شعرت بنوع من الحزن عندما غادرتْ الحافلة عندما وصلنا إلى مدينتها  منتصف الطريق تقريباً.
  قبل ربع ساعة من وصولها حاولتْ أن تتصل من جوالها بابنها كي يأتي إلى المحطة ليأخذها، ثم التفتتْ إليّ قائلة: على ما يبدو أنه ليس عندي رصيد. فأعطيتها جوالي لتتصل. المفاجأة أنني بعد مغادرتها للحافلة بربع ساعة تقريباً استلمتُ رسالتين على الجوال، الأولى تفيد بأن هناك من دفع لي رصيداً بمبلغ يزيد عن 10 يورو، والثانية منها تقول فيها: كان عندي رصيد في هاتفي لكنني احتلتُ عليك لأعرف رقم هاتفك فأجزيكَ على حسن فعلتك. إن شئت احتفظ برقمي، وإن زرت مدينتي فاعلم بأن لك فيها أمّاً ستستقبلك. فرددتُ عليها برسالة قلت فيها: عندما نظرتُ إلى عينيك خطر ببالي أنها عيون ثعلبية لكنني لم أتجرأ أن أقولها لك، أتمنى أن تجمعنا الأيام ثانية، أشكركِ على الحكمة واعلمي بأنني سأبيعها بمبلغ أكبر بكثير.
 
"فقط دقيقة". ... حكمة أعرضها للبيع، فمن يشتريها مني في زمن نهدر فيه الكثير.. الكثير من الساعات دون فائدة؟

طموح التغيير





يقول المهرادجي مؤلف كتاب التأمل وقد أخذ العلوم التي تعلمها من الهند مع العلوم التي تعلمها من أماكن أخرى وترك الطب وفتح مركزا في جنوب كاليفورنيا ،

يقول: إن الانسان يتغير بطريقه لايتخيلها العقل ، فالكبد يتحلل ويتشكل ويتغير كل 6 أسابيع والكلى تتحلل وتتشكل كل 8 أسابيع

والمعده تتغير كل أسبوع والجلد كل 6 أسابيع والعمود الفقري كل 6 شهور.

فالله سبحانه وتعالى يغيرك دائما للأفضل والأحسن فأنت جديد دائما ولكن الذي لا يتغير هي أفكارك لأنها من صنعك فيتركها لك .

فأنت متغير ومتجدد كل لحظه ومستمر في التغيير ، لأن سنك يتغير وأفكارك تتغير،كل لحظه تكتسب خبرات وتجارب من الحياة،



فقرر كيف يكون تغييرك،للأفضل أم لغير ذلك؟ واختر لنفسك التغيير المناسب والمتجاوب مع شخصيتك وأفكارك،وكن الأفضل دائما.

والانسان الذي لا يتعلم سوف يحدث له تفليس نفسي،ومهني،والإنسان الذي لايلحق بموكب التغيير ولايستغل الفرص

ولايكون شخصا مرنا فلن يستفيد في حياته المهنيه والعامه.


كيف يكون الانسان مفلسا؟ عن طريق الاحباط والقلق والتوتر والاكتئاب وحدة التوتر وهذا فعلا متواجد في عصرنا هذا،

رغم وجود إصدارات وأشرطه وخبراء وعلماء وتلفزيون وكتب وتعلم بالمراسله إلا أن هذه الأمراض موجوده بشكل كبير،

ولم تكن فيمن قبلنا، وإنما هي ضياع الإنتماء بسبب البعد عن الله وعدم مقاومة التغيير.



والكايزن يعتبر من أفضل استراتيجيات التغيير على مستوى العالم

و كايزن : كلمة يابانية مركبة من جزئين كاي وتعني غير أو التغيير وزان وهي تعني الأفضل أو الأحسن أو الخير.

وهي طريقة وفلسفة إبتكرها تاييشي أوهونو" Taiichi Ohno "

و قد ظهر مفهوم التغيير الكايزن للوجود عام 1984 م

و فكرتها تعني إجمالاً على التغيير البسيط و التدريجي

مثال شخص مدخن و يريد ترك التدخين و يوميا يشرب ما يعادل عشرين سيجارة

فكرة الكايزن هي تقليل سيجارة كل يومين و بعد 40 يوم يستطيع هذا الشخص الإقلاع نهائياً عن التدخين

يقول هايبل عن التغيير: إن لم أجد الطريق لصنعت الطريق. ففي كل يوم غير في نفسك ولو شيئاَ بسيطاَ،

غير في طريقة تفكيرك وفي أسلوب كلامك
إنتق أفضل الكلمات , قم بتغيير إيجابي كل يوم بحياتك.


غير وسائلك عندما لا تسير الأمور كما يجب


و إليك مثال على ذلك


جلس رجل أعمى على إحدى عتبات عمارة واضعا ً قبعته بين قدميه وبجانبه لوحة مكتوب عليها :


" أنا أعمى أرجوكم ساعدوني ".


فمر رجل إعلانات بالأعمى ووقف ليرى أن قبعته لا تحوي سوى قروش قليلة فوضع المزيد فيها


دون أن يستأذن الأعمى أخذ لوحته وكتب عليها عبارة أخرى وأعادها مكانها ومضى في طريقه


لاحظ الأعمى أن قبعته قد امتلأت بالقروش والأوراق النقدية، فعرف أن شيئاً قد تغير


وأدرك أن ما سمعه من الكتابة هو ذلك التغيير


فسأل أحد المارة عما هو مكتوب عليها فكانت الآتي :


" نحن في فصل الربيع لكنني لا أستطيع رؤية جماله"

و لنأخذ عبرة من قصة النسر


يُحكى أن نسراً كان يعيش في إحدى الجبال ويضع عشه على قمة إحدى الأشجار،


وكان عش النسر يحتوي على 4 بيضات، ثم حدث أن هز زلزال عنيف الأرض


فسقطت بيضة من عش النسر وتدحرجت إلى أن استقرت في قن للدجاج،

وظنت الدجاجات بأن عليها أن تحمي وتعتني ببيضة النسر هذه،

وتطوعت دجاجة كبيرة في السن للعناية بالبيضة إلى أن تفقس

وفي أحد الأيام فقست البيضة وخرج منها نسر صغير جميل،

ولكن هذا النسر بدأ يتربى على أنه دجاجة، وأصبح يعرف أنه ليس إلا دجاجة،

وفي أحد الأيام وفيما كان يلعب في ساحة قن الدجاج

شاهد مجموعة من النسور تحلق عالياً في السماء،

تمنى هذا النسر لو يستطيع التحليق عالياً مثل هؤلاء النسور

لكنه قوبل بضحكات الاستهزاء من الدجاج قائلين له:

ما أنت سوى دجاجة ولن تستطيع التحليق عالياً مثل النسور،

وبعدها توقف النسر عن حلم التحليق في الأعالي ، وآلمه اليأس ولم يلبث

أن مات بعد أن عاش حياة طويلة مثل الدجاج .

إنك إن ركنت إلى واقعك السلبي تصبح أسيراً وفقاً لما تؤمن به

فإذا كنت نسراً وتحلم لكي تحلق عالياً في سماء النجاح

فلا تستمع لكلمات المحبطين و تابع أحلامك و حلق نحو طموح التغيير .

إعداد : نورالهدى التركستاني