30 ديسمبر 2009

تغيير آرائي لا يعني تغيير منهجي...-د.سلمان العودة

 
أكد فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة ـ المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم" ـ أن تغيير آرائه لا يعني تغيير منهجه ، مشيرا إلى أن المنهج واحد لا يتغير ، بخلاف الآراء والمواقف واللغة ، والتي من الممكن أن تختلف من مرحلة إلى أخرى .
وقال الشيخ سلمان ـ في حلقة الثلاثاء من برنامج "حجر الزاوية"، والذي يبث على فضائية mbc، والتي جاءت تحت عنوان "الضمير " ـ إذا لم يكن المنهج هو القرآن والسنة والإيمان فلا أعرف ما هو المنهج إذاً ، فليس هناك تغيير في المنهج الذي أسير عليه ، فهو واحد لا يتغير ، وإنما الآراء والمواقف واللغة ربما تتغير في مرحلة من المراحل .
 
لا عصمة لاجتهاد
 
وأضاف فضيلته: أنه مع الوقت ، سواء بالنسبة لي أو كثيرين غيري ، فإذا كان الإنسان مضى في سبيله وصبر على طريقه وبحث عن الأفضل لا أعتقد عصمة لاجتهادي أو رأيي وإنما أعتقد أن هناك ما هو أفضل فأستفيد من الآخرين وأستفيد من باب أولى من تجربتي الخاصة .
جاء ذلك تعقيباً على مداخلة من أحد المشاركين في البرنامج ، عن الشيخ سلمان قد غير منهجه بالكامل ؟
 
وأوضح الدكتور العودة: لقد كانت في مرحلة من المراحل ، فربما يستيقظ ما يسمى بـ"الضمير الجمعي" على نفسه ، في بعض الأحيان ، بطريقة مفاجأة في ظل أزمات معينة ويتحدث بطريقة أو بأخرى .
 
الاحتكام للضمير ؟!!
 
وتعقيبا على مداخلة ، تقول : هل يجوز أن يحتكم الإنسان لضميره، قال الشيخ سلمان :إن احتكام الإنسان لضميره لا يكون في كل شيء ، فهناك شرع ، كتاب ، وسنة ، وإجماع ، كما أن هناك حلال بيّن و حرام بيّن ومشتبه ، لكن هناك أشياء المرجع فيها إلى الضمير .
وضرب فضيلته مثالا لذلك قائلا: سألني شخص في ذات مرة : هل يجوز مشاهدة نشرة الأخبار التي تذيعها امرأة ، فقلت له : استفت قلبك . قال لي : كيف ؟ قلت : إذا أنت تسمع الأخبار وترى هذه المرأة كما لو كنت ترى رجلاً -مثلاً- ملاكماً أو ترى جداراً فهذا عادي ، لكن إذا كنت ترى هذه المرأة وتستعذبها وتستحليها وتتلمح ملامحها وقسماتها وربما أخذتك عن الأخبار فهنا استفت قلبك ، فهذا دليل أنك تمارس إثماً حتى لو كان لا يوجد نص صريح بخصوصه لكن هنا قلبك يدل على أنه أنت هنا تقع في خطأ .
وأضاف فضيلته: فهنا الضمير يعطيك مؤشر ؛ ولذلك الضمير هو ي إنذار داخلي جرس ، فبعض الأخطاء التي لا يوجد عليها نص خاص أو دليل خاص ولكن تجد من داخلك شيء يقول لك : "اترك هذا الأمر" ، يقول تعالى (بَلِ الْإنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ) (القيامة:15) ، فمن الممكن أن يأتي الإنسان بأعذار ويقتنع ويقنع الآخرين لكن في داخله لا يستطيع أن يقنع نفسه .

ليست هناك تعليقات: