26 ديسمبر 2009

والأقليات القومية الإسلامية.. أيضًا! ـ د. محمد عمارة

وتبعًا لهذا التطور “النوعي.. والكمي” في مخطط الغواية والتفتيت.. شمل التخطيط والتنفيذ أقليات قومية إسلامية، مع الأقليات الدينية غير المسلمة..
ـ فالملا مصطفى البرزاني (1321 ـ 1399هـ ـ 1903 ـ 1979م) ـ الزعيم الإقطاعي الكردي ـ زار إسرائيل سرًا في ستينيات القرن العشرين.. فبدأ ـ بهذه الزيارة ـ التحالف بين النزعة القومية العلمانية الكردية وبين الاستعمار والصهيونية منذ ذلك التاريخ.. الأمر الذي أفضى إلى قيام الكيان الكردستاني في شمال العراق، تحت الحماية الأمريكية، وبدعم صهيوني، منذ الحصار الأمريكي للعراق سنة 1991م.. والذي تصاعد بعد غزو العراق سنة 2003م.. وهو الكيان الذي مثل انقلابًا، على وحدة العراق فحسب، وإنما على الهوية العربية والإسلامية للأكراد ـ الذين خدموا الإسلام والعربية عبر التاريخ الإسلامي ـ حتى أن مدارس وجامعات هذا الكيان الكردي تخرّج عشرات الآلاف من الأكراد الذين لم يدرس واحد منهم حرفًا من لغة القرآن الكريم!..
ـ وفي المغرب العربي، حيث الأمازيغ ـ الذين قادوا تاريخيًا نشر الإسلام والعربية بشمالي إفريقيا ـ قامت ـ وتقوم ـ فرنسا الاستعمارية برعاية “أكاديمية” أمازيغية” لإحياء اللغة الأمازيغية.. التي هي عبارة عن عدة لهجات ـ و”صناعة” أبجدية لهذه “اللغة” لتكون بديلاً للغة القرآن الكريم، وسُلَّما لفرنسة لسان الأمازيغ!.. بل ويتحدث البعض حتى عن انفصال الأمازيغ سياسيًا عن العرب في تلك الأقطار!.
ـ وعلى الجبهة المارونية ـ في لبنان ـ أفلحت الغواية “الصهيونية ـ الاستعمارية” في تحريك “المارونية السياسية” التي جرّت لبنان إلى حرب أهلية دامت خمسة عشر عامًا (1975 ـ 1990).. وتركت جراحات لم تندمل حتى هذه اللحظات.
وهكذا شمل مخطط التفتيت لوطن العروبة وعالم الإسلام تحريك الأقليات القومية الإسلامية في اتجاه الانفصال.. والانسلاخ عن العروبة، والانتماء الحضاري “العربي ـ الإسلامي”.. وذلك بدلا من اختيار الحل الإسلامي، الذي يسلك الوطنيات.. والقوميات في إطار جامعة الإسلام، وتكامل دار الإسلام.

ليست هناك تعليقات: