26 ديسمبر 2009
الحوار مع الأبناء بين النجاح والفشل
أفهمكِ وأعذركِ يا أختاه حينما لا تصبرين على ثرثرةِ ابنك أو ابنتك، وأحيانًا تحاولين إنهاء الحوار بسرعةٍ لانشغالك والاستمرارِ في عملك أثناء حديث أحد أبنائكِ إليك، وليس معنى أني أفهمكِ وأعذركِ كأم مثلك أنَّ لنا الحق في هذا، فإن الحوار مع الأبناء هو الطريقة الوحيدة لمدِّ جسور الود بيننا وبينهم ومعرفة ما بداخل نفوسهم.
وإذا لم تنصت الأم لابنها في حوارٍ وديٍّ بينهما فإنه سيلجأ لأصدقائه الذين يشجعونه على الحوار بل ويبدون الإعجاب به؛ وبذلك يزداد التواصل بينهم.. هل أدركتِ مدى التحدي؟
يقول د. شحاتة محروس أستاذ علم النفس بجامعة حلوان: إن الحوار مع الأبناء في السنِّ الصغيرة يعوده على التواصل معك حتى تحني ثمار ذلك التواصل، والحوار في سن المراهقة.
أختاه إذا كنا نتكلم عن الحوار، فالوصية ليس بكثرةِ الحوار فقط مع أبنائك، ولكن الإنصات لهم بل وأعطي لهم محفزات من إيماءات الرأس ونظرات العينين المهتمة والمشجعة- وإذا سمعت حكايةً عن تصرفٍ أغضبك من ابنكِ أجِّلي إظهار التعبير عن ذلك حتى يواصل ابنك حواره ثم فكري كيف ستعالجين هذا الخطأ.
حبيبتي الأم الراعية في بيتها والمسئولة عن رعيتها.. دربي نفسك على الإنصاتِ والإنصات الجيد لأبنائك، وإيجاد تواصل معهم وإشعارهم بالمودة والحب والتقدير والاهتمام مع إيجاد مساحة مشتركة معهم، مع صدق النية، ستنجحين إن شاء الله تعالى في تربية خير أجناد الأرض بإذن الله تعالى.
إليك يا أختاه تصور بسيط لحوارات يمكن أن تدور بين الأم وأبنائها مع التعليق عليها من حيث عوامل الفشل وعوامل النجاح.
الحوار الأول:
الطفل: اتركيني أمام التليفزيون لبعض الوقت كمان، لا أريد أن أنام الآن.
الأم: التليفزيون تاني، أنا قلت نوم يعني نوم.. تذهب وتغلق التليفزيون فجأةً.
الطفل: لكن أنا لا أريد أن أنام الآن.
الأم: نشوف كلام مين فينا اللي هيمشي، وروح حالاً على السرير.
عوامل الفشل في هذا الحوار:
1- حولت المناقشة إلى صراع إرادات.
2- عدم التفاهم وجعلت الحوار يتحول إلى أوامر.
3- النظر للأبناء على أنهم صغار ولا يدركون ما يتم مناقشته معهم.
الطفل: اتركيني أمام التليفزيون لبعض الوقت كمان، لا أريد أن أنام الآن.
الأم: احنا اتفقنا التليفزيون ساعة واحدة فقط وبعدها تنام.
الطفل: لكن أنا لا أريد أن أنام الآن.
الأم: ممكن نعمل اتفاق رجالة بيني وبينك تكمل باقي حلقة توم وجيري وتغلقه بنفسك وتعالى نحكي حكاية قبل نومك.
عوامل النجاح في هذا الحوار:
1- تفهمت حاجة الطفل لإكمال القصة التليفزيونية.
2- وصفت اتفاقها معه أنه اتفاق رجال، وأنه أهل لهذا الاتفاق وتحمل المسئولية (يغلق لتلفزيون بنفسه).
3- أوجدت حافزًا وجائزة لغلق التلفزيون هو أنها ستحكي له حكاية- وحكاية قبل النوم تربويًّا لها مزايا كثيرة.
4- الأم كانت مقننة وقت التلفزيون بساعةٍ واحدةٍ فقط.
الحوار الثاني:
الطفل: ماما أنتِ أعطيت أحمد أخويا مصروف أكثر مني وأيضًا اشتريت له جاكت جديد.
الأم: هو أكبر منك وأيضًا بيخرج كتير للدروس.
الطفل: طيب أنا أيضًا محتاج جاكت ونفسي يكون لدي مصروف أكتر زي أحمد.
الأم: أنت هتقارن نفسك بأخوك الكبير، كل واحد له حاجة تناسبه، ومعندناش حاجة اسمها اشمعنى ولا أنا عاوز زي أخويا.
الطفل: أنا مقلتش اشمعنى وأنا برضو بقيت كبير.
الأم: أنت طول عمرك هتفضل صغير طالما أنت بتفكر بالطريقة دي، وأنا عارفاك دايمًا تجادل في كل حاجة.
عوامل الفشل في هذا الحوار:
1- لم تفكر في الدافع النفسي لابنها وعدم تفهم مشاعر الطفل.
2- رسائل سلبية (طول عمرك هتفضل صغير).
3- وصفته بوصف سيئ (مجادل)، وكأنَّ هذا الوصف أصبح ملازمًا له، وأنه يقارن نفسه بغيره.
4- سب الأطفال أثناء الحوار يسبب أزمة (طول عمرك هتفضل صغير).
5- ذم طريقة تفكير الطفل مع أنها منطقية بالنسبة لسنه.
الطفل: ماما أنتِ أعطيتِ أحمد أخويا مصروف أكتر مني وكمان اشتريت له جاكت جديد.
الأم: أنت فاكر إني أنا عملت كده لأني بحبه أكتر منك.
الطفل يهز رأسه بالإيجاب.
الأم: في واحد يحب عين من عينيه الاتنين أكتر من التانية.
الأم تضمه إليها وتقوله: حبيب قلبي ونور عيني كل واحد له احتياجات مختلفة عن الآخر.
فاكر لما أعطيتك مصروف زيادة في الرحلة، والسنة الماضية اشترينا لك جاكت جديد، ولا تنسى إن أخوك بيخرج للدروس في البرد.
عوامل النجاح في هذا الحوار:
1- تفهمت الدافع النفسي الخفي لابنها (كل أم المفروض أن تعلم الدافع الخفي لطفلها لأنها تفهمه جيدًا).
2- بعدما نمت الدافع النفسي للطفل وهو ظن أنها تحب أخاه أكثر منه، أكدت خطأ هذا الظن بمثالٍ واضح.
3- ناقشته بهدوء.
4- أوجدت روح المناقشة والتفاهم والتفهم لما يعانيه الطفل.
5- مناداة الطفل بألفاظ تعمل على زيادة الألفة مثل حبيب قلبي ونور عيني.
6- الحنان والتلامس الجسدي.
7- استخدام عباراتٍ حانيةً تعمل على زيادة الألفة والمحبة مثل حبيب قلبي ونور عيني.
وبعد فإننا نتمنى مشاركتكم حتى تتم الفائدة، وإلى لقاءٍ آخر مع حوارٍ جديد، ومع هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في الحوار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
رسالة أحدث
رسالة أقدم
الصفحة الرئيسية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق