29 ديسمبر 2009

الاصنام الجديدة - د..مصطفى محمود

لكل زمن معبوداته واصنامه والهته‏..‏ في مصر في الزمن القديم كان رع وامون وحورس‏..‏ وفي الجزيره العربيه قبل الاسلام‏..‏ كانت اللات والعزي ومناه‏..‏ وفي فلسطين‏..‏ بعل‏..‏ ثم جاء زماننا وزمان الاستعمار ومعه طاغوت الراسماليه‏..‏ ثم جائت امريكا ومعها‏..‏ العولمه‏..‏ والنظام ا لعالمي الجديد‏..‏ واقتصاد السوق‏..‏ وصندوق النقد الدولي‏..‏ وهي الهه اخر الزمان واحدث ابداعات العقل الاستعماري للسيطره علي ثروات المنطقه وخيراتها‏..‏ هذه المره مصوغه في صياغات عقلانيه تناسب عصر الحداثه وزمان الكومبيوتر‏..‏ ولكنها نفس القوالب‏..‏ ونفس الاسباب التي يستهوون بها العقل‏..‏ ونفس المنطق الذي يلتمسون به الاقناع باستخدام مفردات العصر ورموزه يساعدهم في ذلك اعلام مفترس يدخل كل بيت وفضائيات تقتحم اي حدود بلا استئذان وصحف تعمل في خدمتهم ليل نهار‏.‏
وتري المثقف يضع ساقا علي ساق ويتحدث عن خفايا العولمه واسرارها ولا اسرار هناك فهي لا تعني سوي الامركه والسيطره الامريكيه في عصر التكتلات الكبري وانطواء الضعفاء تحت جناح الاقوياء وتاكل الارض التي يقفون عليها واسلامهم مقدراتهم للاله الامريكي الجديد‏..‏ وباللغه الصحفيه‏..‏ الراعي الامريكي‏..‏ نوع جديد من العبوديه في قالب مهذب ولطيف‏.‏
وقد شاهدنا كيف ثار العمال في سياتل علي هذه العبوديه الجديده وامطروا رجالها بالحجاره وكيف هدموا المعبد العولمي علي من فيه‏..‏ وكيف جائ هذا الرد فوريا وصاعقا‏..‏ وشاهدنا مظاهرات واشنطن منذ ايام وهتاف الفقراء باسقاط‏200‏ مليار دولار ديون‏41‏ دوله فقيره‏.‏
وما يحدث هو تخطيط امريكي شكلا ولكنه صهيوني حقيقه‏..‏ وما امريكا سوي الاداه الظاهره‏..‏ ولكن الايدي في داخل القفاز صهيونيه والفكر صهيوني‏.‏
والذين اقاموا هذا المعبد العولمي ووضعوا طقوسه وتراتيله هم اليهود الذين وضعوا هذا المصطلح‏(‏ النظام العالمي الجديد‏
هم اليهود‏(‏ عصابه روتشيلد‏)‏ وهم الذين صكوا هذا الاسم علي ظهر ورقه الدولار‏..‏ من قبل ان يعلنه بوش بعد غزو العراق‏..‏ وبوش نفسه احد رجالهم
والتامر علي العالم مبيت من مئات السنين
واذا قلبت ورقه الدولار الواحد علي ظهرها فسوف تري الهرم والعين الماسونيه وكلمه النظام العالمي الجديد باللاتينيه تحت قاعده الهرم
والسياده علي العالم من خلال السيطره علي الاقتصاد والتحكم في خيرات الشعوب ونهب ثرواتها هو تخطيط قديم رسمه اليهود الكبار اصحاب البروتوكولات والمصطلحات الجديده مثل العولمه واقتصاد السوق وصندوق النقد الدولي والنظام العالمي الجديد هي اسماء الاوثان الجديده‏..‏ والاصنام التي سوف يحرق لها البخور وتقدم القرابين‏.‏
والقرابين هي الشعوب الفقيره في افريقيا واسيا‏..‏ وهم العمال والكادحون باللقمه في كل مكان‏.‏
والبند الثاني في البروتوكولات‏..‏ كان اغراق العالم في الفساد وشغل العبيد في شهواتهم حتي لا يفيقوا وحتي لا ينتبهوا الي ما يراد بهم وفضائيات اوروبا التي تذيع العمليه الجنسيه بتفاصيلها وتبثها بالصوت والصوره والالوان علي شباب العالم شاهد علي ما اقول‏.‏
وطوفان المخدرات وعصابات دعاره الاطفال‏..‏ وشبكات الانترنت التي تعرض الاطفال عرايا ليختار الزبون ما يريد‏..‏ والنوافذ المتخصصه التي يدخل اليها هواه العلاقات الجنسيه ليختار كل شاب الخليله التي تلائم مزاجه‏..‏ بما يشمل التليفونات والعناوين‏..‏ وضمان السريه والكتمان‏.‏
لقد جعلوا من العلم في اعلي صوره قوادا‏..‏ هكذا في فجور صريح‏.‏
هل هذه عولمه بمعني توحيد العالم والارتقائ به‏..‏ ام هي عولمه بهدف افساد العالم وتدميره؟
هل هي عولمه بمعني توعيه الشباب ام هي عولمه بمعني التامر عليه؟
انهم يقولون‏..‏ اننا نقدم كل شيئ‏..‏ الدعاره‏..‏ والتجاره‏..‏ والعلوم المتخصصه‏..‏ والفلسفه‏..‏ والسياسه‏..‏ والاخلاق‏..‏ حتي القران وتفسيره‏..‏ والاحاديث النبويه ورواتها‏..‏ حتي اذان الصلاه ومواعيدها‏..‏ فما ذنبنا اذا ترك الشباب كل هذه المائده العامره بالتقوي وبالعلوم الجاده‏..‏ واختار لنفسه سهرات الطبل والزمر والهلس‏..‏ انه فاسد بطبيعته‏..‏ وبدون الانترنت سوف يلجا الي هذه السهرات‏..‏ نحن لم نضلل هذا الشباب بل فضحناه‏.‏
وهو نفس منطق القائلين‏..‏ وهل اخطانا اننا وجدنا حمارا فركبناه‏..‏ وهل يصلح الحمار الا للركوب‏..‏ وهم بهذا ينكرون التخطيط الماكر من البدايه‏..‏ التخطيط لاستغلال الضعفاء..‏ ونصب الشراك والفخاخ للايقاع بالضحايا‏..‏
ان ما تبطن النفوس هو الموضوع‏..‏ والنوايا هي لباب الامر‏..‏ والله من اجل هذه النوايا خلق الجنه والجحيم‏..‏ ولن يستطيع احد ان يخدع الخالق الذي خلق الدنيا ومفاتنها لاختبار القلوب وبواطنها‏.‏
اننا لا ننكر انهم اذكياء وربما عباقره‏..‏
وكذلك الابالسه لهم ذكاوهم‏..‏ ولكن اي ذكائ هو؟‏!!..‏ انه ذكاء شرير‏..‏ ولن يستطيع احد في النهايه ان يمكر برب الكون وخالقه العليم بالخفايا والنوايا والبواطن الذي احاط بكل شيئ رحمه وعلما‏..‏
والقيامه والحساب موعدهم‏..‏ ولهم يوم لن يخلفوه
وحقيقه الامر انهم لا يومنون باخره ولا بقيامه ولا باله خالق عليم قدير‏..‏
ولهذا اقاموا انفسهم الهه وحكاما وخططوا للسياده علي الكون ونهب ثرواته وافساد شبابه‏.‏
ورسموا وخططوا كل شيئ بعنايه ومهاره
واختاروا اغني واقوي دوله لتكون ظهيرهم‏..‏
ورسموا علي الصين لتكون حليفا احتياطيا‏..‏ وسربوا اليها بعض الاسرار واحتجت امريكا وهددت وتوعدت وسجنت الجاسوس بولار الذي سرب الاسرار الي الصين‏..‏ ولم تطلقه الي الان رغم الشفاعات والضغوط والوساطات وعادت اسرائيل تغازل الصين بصفقه طائرات الاواكس وعادت امريكا للتحذير‏.‏
ومن الواضح ان اسرائيل تريد ان تضم الكبار لصفها وان تضمن لنفسها مصادر متعدده للقوه‏.‏
ومن الواضح ان لها اطماعا ولها تخطيطا بعيدا وانها ترسم للسياده علي العالم بالفعل‏.‏

فهل تنجح‏..‏؟‏!!‏
انها روايه خطيره سوف نشهد فصولها من كراسي اعلي التياترو مع رواد الدرجه الثالثه من الشعوب الفقيره‏.‏
ومعنا كل الشعوب الناميه ومعنا كل الدول الكبري شهود هذه الروايه العظمي في تجمع تاريخي لم يحدث من قبل في اكبر عرض لاحداث نهايه الصراع الذي بداته اسرائيل منذ قرون‏..‏ كيف يتطور‏..‏ وكيف ينتهي‏..‏ واي نهايه سوف يختارها الله لهذا الصراع الدامي؟‏!!‏ ومن سيكون ابطاله ومن سيكون وقوده‏..‏؟‏!!‏
اخيرا‏..‏ سوف تاتي الاجابه
وسوف نعرف كل شيئ‏..‏

ليست هناك تعليقات: