وإذا كنا قد أشرنا إلى مقتطفات من كتابات العقلاء والحكماء.. الذين دعوا إلى وقوف الكنيسة عند رسالتها الدينية والروحية ـ التاريخية ـ التي عينها لها المسيح ـ عليه السلام ـ.. أي الوقوف عند خلاص الروح وتوبة الخطاة.. فلابد من الإشارة إلى رأس هؤلاء العقلاء الحكماء، أنجب من أفرزه اللاهوت الأرثوذكسي المعاصر: الأب متى المسكين (1919 ـ 2006م) الذي مثل القيادة الحكيمة للتيار اللاهوتي الداعي إلى وقوف الكنيسة.. عند ما لله ـ وترك ما لقيصر والدولة والمجتمع والسلطان.. والذي كتب في هذا الموضوع الكتب والدراسات والمقالات النفيسة.. والذي تعرض ـ هو وأتباعه ـ للحصار والاضطهاد ـ بل والتكفير والحرمان الديني! ـ من تيار الطائفية العنصرية الذي اختطف الكنيسة الأرثوذكسية منذ سبعينيات القرن العشرين..
وإذا شئنا أن نقدم نماذج من كتابات هذا الحبر العظيم ـ الأب متى المسكين ـ حول الرسالة الحقيقية للكنيسة، فإننا نقدم هذه السطور التي قال فيها:
“إن الخطيئة هي مدخل المسيحية إلى الإنسان.. وإن المسيح يهتم أبدًا كيف يرتب حياة الخاطئ لمّا يتوب، أو يشرّع قوانين مدنية.. المسيح لم يعِد الخطاة التائبين بشيء من مُلك هذا العالم، بل ثبّت قلب التائب نحو مُلك السماء.. ملكوت الله ليس ملكوتًا زمنيًا، فلا تترقب مجيئه عبر الزمان..
لم يجمع السيد قط ولم يخلط أبدًا بين مملكة الله ومملكة هذا الدهر. نقرأ عنه أنه “لما أرادوا أن يختطفوه ويجعلوه ملكًا، أنصرف وحده” ـ يوحنا 6: 15 ـ .
التوبة شغل الكنيسة الشاغل لأنها رسالتها.. فإذا رفعنا المناداة بالتوبة من الكنيسة لا يتبقى لها عمر آخر.. وخارجًا عن التوبة لا يوجد عمل ولا خدمة داخل الكنيسة وخارجها..
ومحاولة الكنيسة الاهتمام بالأمور الدينية باسم المسيح هو بمثابة تنصيب المسيح ملكًا على الأرض. ومحاولة تقوية سلطان الكنيسة الزمني والمطالبة بحقوق للجماعة هو رجعة لإقامة مُلك المسيا كما يحلم به اليهود..
إن أخطر عدو يهدد كيان المسيحية بالانحلال هو أن يهتم الكارزون في الكنيسة بموضوع آخر غير “خطيئة الإنسان” فيتركوا عنهم دعوة المسيح للخطاة التي كانت مهمته الأولى، والعظمى، وينشغلوا بالإنسان من جهة حياته الاجتماعية. هذا ليس خروجًا عن المسيحية فحسب، ولكنه مقاومة..
إن المسيحية تتعرض في هذه الأيام لنفس المحنة ـ (التي تعرضت لها على أيدي الفرنسيين) ـ والكنيسة تواجه نفس الضربة، لأن بعض الكارزين يحاولون الآن الخروج بالمسيحية عن موضوعها، بسبب انعدام قدرتهم على الكرازة بالتوبة لتجديد الإنسان وخلاصه، وإن الخسارة التي ستجنيها الكنيسة من جراء ضم مواضيع جديدة للكرازة سوف تنتهي أخيرًا بانطفاء سراج المناداة بالتوبة لخلاص الخطاة الذي ظل ينير الكنيسة ويضم لها كل يوم الذين يخلصون. الأمر الذي كان يخشاه بولس الرسول، والذي من أجله حارب وحوشًا في أفسس، وجاهد وغلب، ثم تركه وديعة لتلميذه تيمو ثاوس ليحارب حروب الرب من أجله أيضًا، ويسلمه تراثًا أبديًا للكنيسة..
ولكن الكارزين في هذه الأيام فقدوا الطريق الموصل لقلب الإنسان، فأخذوا يدورون حوله إلى ما لا نهاية.
والمفتاح المقدس الذي سلمه الرب للكنيسة ليدخلوا به إلى قلب الخطاة ضاع. والمفتاح كان المناداة بالتوبة..
لقد يئس الخاطئ، وتبلدت نفسه، وكرهت روحه الحق..
إن المفتاح الكبير الذي سلّمه الرب للكنيسة لتفتح به ملكوت السموات للخطاة، أينما شاءت وكيفما شاءت، فقدته. لقد ضاع المفتاح الكبير لما انشغلت الكنيسة بأموال الدنيا وأملاك العالم، وتلاهت عن خلاص الخطاة.
نعم، لا يستطيع الإنسان أن يعبد ربّين، ولا أن يخدم سيدين..
إن أي محاولة للجمع بين ملكوت الله، كهدف اختصاص المسيحية، مع أهداف أخرى، مثل المطالبة بحقوق خاصة للكنيسة للاشتراك في الحكم أو في إدارة سياسة الدولة، أو المطالبة بحقوق خاصة لتملّك شيء من أمجاد هذه الدنيا، أو السعي ليكون للكنيسة شيء من النفوذ أو السيادة، هذه المحاولة معناها الخروج عن هدف الاختصاص في المسيحية، الذي هو ملكوت الله..
كذلك كل محاولة لاستخدام السلطان، سواء كان سلطان الدين أو السلطان الزمني، أو استخدام التهديد والوعيد، أو استخدام العقوبة أو المقاطعة لإجبار الخاطئ على التوبة، يعتبر هذا كله عمل اغتصاب وسلبًا لمشيئات الناس واستعبادهم باسم الدين والكنيسة..
وسيان، من حيث الخطورة والدوافع المنحرفة، أن تطلب الكنيسة القوة من السلطان الزمني، أو تحض على الاستهتار بقوة السلطان الزمني، لأن في الأول خروجًا عن اختصاص الكنيسة، وفقدانًا لمصدر قوتها الروحية ـ كما أثبتنا ـ.. وفي الثانية خروجًا على المنطق المسيحي ووصية الإنجيل، ووقوعًا في دينونة الله، لأن الكتاب يقول: “المقاومون (للسلطان) يأخذون لأنفسهم دينونة” ـ رومية 13: 12 ـ ..
وعلى الكنيسة أن تدع المواطن المسيحي يتحرك بحرية في كل الاتجاهات كما يشاء، وكما تمليه عليه تربيته ونشأته وثقافته، ويتحمل هو تبعة تحركه. وتظل الكنيسة فوق كل هذه التحركات جميعًا، تعمل في اختصاصها لخلاص نفسه وإهداء أقدامه في طريق ملكوت الله..
ويشهد التاريخ ويروي أنه كلما خرجت الكنيسة عن اختصاصات مسيحها، وبدأت تنزع إلى السلطان الزمني، وتجيّش الجيوش باسم الصليب، وزاغت وراء أموال الأغنياء، ارتمت في أحضان أصحاب النفوذ، وحاولت محاولات جدية وعنيفة للجمع بين السلطان الديني والسلطان الزمني، ودأبت على المطالبة بحقوق عنصرية وطائفية، فشلت المسيحية في تأدية رسالتها، ودب فيها الخصام والنزاع والوهن، وفقدت شكل مسيحها كمنادية بالتوبة، وضاع منها الخروف الضال.
ولما انشغلت بأمجاد الدنيا قُفل في وجهها باب الملكوت، وصارت في حاجة إلى من ينتشلها من ورطتها، ويردها إلى حدود اختصاصاتها الأولى..”(1)
***
هكذا تحدث رأس العقلاء وحكيم الحكماء ـ الأب متى المسكين ـ عن رسالة الكنيسة ـ كما حددها لها المسيح ـ عليه السلام ـ ..
كما تحدث عن الانقلاب على هذه الرسالة، والمطالبة “بحقوق عنصرية وطائفية”، على النحو الذي أفقد الكنيسة طبيعتها، وخرج بها عن اختصاصاتها الأولى..
وحذر من عاقبة هذا الانقلاب :”فشل المسيحية في تأدية رسالتها”..
نعم.. هكذا تحدث الأب متى المسكين عن الكنيسة ورسالتها.. وعن محاولات الانقلاب على هذه الرسالة.. وظل رافعًا لرايات النصح والإرشاد، دونما رهبة من الحيف الذي أصابه جزاء كلمة الحق التي أعلنها ودافع عنها هو وتياره اللاهوتي ـ في دير القديس أنبا مقار ـ بيربة شيهيت ـ ..
فكان ـ ولا يزال ـ النموذج للقائد الروحي.. والابن البار للكنيسة الوطنية المصرية.. الذي لم يستبدل بمسيحيتها المسيحية الأمريكية لمجلس الكنائس العالمي ـ كما صنع الآخرون ـ الذين سقطوا في مستنقع الطائفية العنصرية!..
لقد أدان “انشغال الكنيسة بأمجاد الدنيا.. ولهاثها وراء أموال الأغنياء ـ فضلاً عن تمويل الأعداء!!ـ .. ومحاولات “الجمع بين السلطان الديني والسلطان الزمني”.. والعمل على “الاستهتار بقوة السلطان الزمني”.. وأساليب “التهديد والوعيد”.. والسعي للمطالبة بحقوق خاصة للكنيسة للاشتراك في الحكم أو في إدارة سياسة الدولة.. أو تملك شيء من أمجاد هذه الدنيا..”
ولقد وضع هذا الحبر العظيم ـ الأب متى المسكين ـ بهذه الكلمات التي استشهدنا بها ـ الدستور الذي ساد توجهات الكنيسة الشرقية تاريخيًا.. والذي انقلب عليه التيار الطائفي العنصري، الذي اختطف قيادة الكنيسة الأرثوذكسية منذ 14 فبراير سنة 1971م.
كما تحدث عن الانقلاب على هذه الرسالة، والمطالبة “بحقوق عنصرية وطائفية”، على النحو الذي أفقد الكنيسة طبيعتها، وخرج بها عن اختصاصاتها الأولى..
وحذر من عاقبة هذا الانقلاب :”فشل المسيحية في تأدية رسالتها”..
نعم.. هكذا تحدث الأب متى المسكين عن الكنيسة ورسالتها.. وعن محاولات الانقلاب على هذه الرسالة.. وظل رافعًا لرايات النصح والإرشاد، دونما رهبة من الحيف الذي أصابه جزاء كلمة الحق التي أعلنها ودافع عنها هو وتياره اللاهوتي ـ في دير القديس أنبا مقار ـ بيربة شيهيت ـ ..
فكان ـ ولا يزال ـ النموذج للقائد الروحي.. والابن البار للكنيسة الوطنية المصرية.. الذي لم يستبدل بمسيحيتها المسيحية الأمريكية لمجلس الكنائس العالمي ـ كما صنع الآخرون ـ الذين سقطوا في مستنقع الطائفية العنصرية!..
لقد أدان “انشغال الكنيسة بأمجاد الدنيا.. ولهاثها وراء أموال الأغنياء ـ فضلاً عن تمويل الأعداء!!ـ .. ومحاولات “الجمع بين السلطان الديني والسلطان الزمني”.. والعمل على “الاستهتار بقوة السلطان الزمني”.. وأساليب “التهديد والوعيد”.. والسعي للمطالبة بحقوق خاصة للكنيسة للاشتراك في الحكم أو في إدارة سياسة الدولة.. أو تملك شيء من أمجاد هذه الدنيا..”
ولقد وضع هذا الحبر العظيم ـ الأب متى المسكين ـ بهذه الكلمات التي استشهدنا بها ـ الدستور الذي ساد توجهات الكنيسة الشرقية تاريخيًا.. والذي انقلب عليه التيار الطائفي العنصري، الذي اختطف قيادة الكنيسة الأرثوذكسية منذ 14 فبراير سنة 1971م.
***
وبعد، فلقد اتخذتُ ـ في المشروع الفكري الذي توفرت عليه ـ هذا الموقف المتوازن، والحاسم من هذه القضية الخطيرة.. والحساسة.. والشائكة.. التي توضع مخططاتها الاستعمارية الآن في واقع الممارسة والتطبيق، على امتداد وطن العروبة وعالم الإسلام..
ـ فالأحزاب العلمانية الكردية، التي تحكم في شمالي العراق.. والتي تشكو من تجزئة القومية الكردية بين أربع دول عربية وإسلامية ـ العراق.. وسوريا.. وتركيا.. وإيران ـ تتجاهل أن القومية العربية قد جزئت بين أكثر من عشرين دولة.. وتنكص ـ هذه الأحزاب ـ عن “الحل الإسلامي”، الذي يجمع كل القوميات الإسلامية في إطار جامعة الإسلام، فنحيا لكل هذه القوميات إحياء خصوصياتها القومية في إطار جامعة الحضارة الإسلامية وتكامل دار الإسلام ـ كما كان الحالي في التاريخ الإسلامي، قبل “فتنة التفتيت والتعصب القومي” ـ..
لقد نكصت هذه الأحزاب العلمانية الكردية ـ التي أقامت العلاقات مع الكيان الصهيوني منذ ستينيات القرن العشرين، على يد الملا مصطفى البرزاني (1903 ـ 1979م).. لقد نكصت على أعقابها، عندما حكمت تحت حماية الإمبريالية الأمريكية، وبدعم الصهيونية العالمية، حتى عن لغة القرآن الكريم ـ التي سبق وخدمها الأكراد عبر تاريخهم الإسلامي المشرق ـ فتخرجت وتتخرج من مدارسهم وجامعاتهم عشرات الألوف الذين لم يدرسوا حرفًا واحدًا من لغة القرآن الكريم!!..
كما تحالفت ـ هذه الأحزاب الكردية العلمانية ـ مع الإمبريالية الأمريكية والصهيونية في مخطط العنصرية والتفتيت..
ـ وعلى جبهة التشيع الصفوي ـ الفارسي ـ .. هناك الذين جاءوا إلى العراق على ظهور الدبابات الأمريكية الغازية سنة 2003م.. ليفتتوا العراق ـ باسم الفيدرالية.. وليبيعوا ثرواته النفطية واستقلاله الوطني وحرمات ترابه العربي للإمبريالية الأمريكية لقاء الاستئثار بحكم العراق تحت حماية الأمريكان!..
ـ وعلى الجبهة المغاربية.. تعمل الأكاديمية الأمازيغية ـ التي أقامتها فرنسا الاستعمارية بباريس ـ على إحياء اللغة الأمازيغية.. وصناعة أبجدية لها.. واختيار إحدى لهجاتها، لتكون بديلاً للعربية، يفضي إلى سيادة الفرنسية بين الأمازيغ!!.. ناكصين بذلك عن الحقيقة التاريخية والحضارية التي تقول: إن الأمازيغ هم الذين نشروا العربية والإسلام في المغرب الكبير.. وأن العلماء ذوي الأصول الأمازيغية ـ ومنهم الإمام عبد الحميد بن باديس (1307 ـ 1359هـ ـ 1889 ـ 1940م) ـ هم الذين أعادوا الجزائر إلى أحضان العروبة والإسلام.. وهم الذين قادوا عملية التعري في مواجهة الفرنسة في بلاد المغرب العربي الكبير..
ـ وعلى الجبهة المارونية السياسية.. كلفت هذه المخططات لبنان حربًا أهلية دامية ومدمرة دامت خمسة عشر عامًا (1975 ـ 1990م) قبل أن تنتهي إلى وفاق هش بين الفرقاء الذين غلّبوا الطائفية على الانتماء القومي والحضاري الذي يسع الجميع..
ـ أما على الجبهة المصرية.. حيث تركز الإمبريالية والصليبية والصهيونية على تفتيت كنانة الله في أرضه.. فإن المعركة قائمة على قدم وساق.. وخاصة منذ انحياز قيادة الكنيسة الأرثوذكسية لهذا المخطط الطائفي العنصري الانعزالي، الذي يطمع إلى تغيير الخرائط.. والثوابت.. وهويات الحضارة والتاريخ!..
الأمر الذي يجعلنا نستنهض مواقف العقل والحكمة في أوساط هذه الأقليات، لمواجهة الخطر المحدق بالجميع!.
ـ فالأحزاب العلمانية الكردية، التي تحكم في شمالي العراق.. والتي تشكو من تجزئة القومية الكردية بين أربع دول عربية وإسلامية ـ العراق.. وسوريا.. وتركيا.. وإيران ـ تتجاهل أن القومية العربية قد جزئت بين أكثر من عشرين دولة.. وتنكص ـ هذه الأحزاب ـ عن “الحل الإسلامي”، الذي يجمع كل القوميات الإسلامية في إطار جامعة الإسلام، فنحيا لكل هذه القوميات إحياء خصوصياتها القومية في إطار جامعة الحضارة الإسلامية وتكامل دار الإسلام ـ كما كان الحالي في التاريخ الإسلامي، قبل “فتنة التفتيت والتعصب القومي” ـ..
لقد نكصت هذه الأحزاب العلمانية الكردية ـ التي أقامت العلاقات مع الكيان الصهيوني منذ ستينيات القرن العشرين، على يد الملا مصطفى البرزاني (1903 ـ 1979م).. لقد نكصت على أعقابها، عندما حكمت تحت حماية الإمبريالية الأمريكية، وبدعم الصهيونية العالمية، حتى عن لغة القرآن الكريم ـ التي سبق وخدمها الأكراد عبر تاريخهم الإسلامي المشرق ـ فتخرجت وتتخرج من مدارسهم وجامعاتهم عشرات الألوف الذين لم يدرسوا حرفًا واحدًا من لغة القرآن الكريم!!..
كما تحالفت ـ هذه الأحزاب الكردية العلمانية ـ مع الإمبريالية الأمريكية والصهيونية في مخطط العنصرية والتفتيت..
ـ وعلى جبهة التشيع الصفوي ـ الفارسي ـ .. هناك الذين جاءوا إلى العراق على ظهور الدبابات الأمريكية الغازية سنة 2003م.. ليفتتوا العراق ـ باسم الفيدرالية.. وليبيعوا ثرواته النفطية واستقلاله الوطني وحرمات ترابه العربي للإمبريالية الأمريكية لقاء الاستئثار بحكم العراق تحت حماية الأمريكان!..
ـ وعلى الجبهة المغاربية.. تعمل الأكاديمية الأمازيغية ـ التي أقامتها فرنسا الاستعمارية بباريس ـ على إحياء اللغة الأمازيغية.. وصناعة أبجدية لها.. واختيار إحدى لهجاتها، لتكون بديلاً للعربية، يفضي إلى سيادة الفرنسية بين الأمازيغ!!.. ناكصين بذلك عن الحقيقة التاريخية والحضارية التي تقول: إن الأمازيغ هم الذين نشروا العربية والإسلام في المغرب الكبير.. وأن العلماء ذوي الأصول الأمازيغية ـ ومنهم الإمام عبد الحميد بن باديس (1307 ـ 1359هـ ـ 1889 ـ 1940م) ـ هم الذين أعادوا الجزائر إلى أحضان العروبة والإسلام.. وهم الذين قادوا عملية التعري في مواجهة الفرنسة في بلاد المغرب العربي الكبير..
ـ وعلى الجبهة المارونية السياسية.. كلفت هذه المخططات لبنان حربًا أهلية دامية ومدمرة دامت خمسة عشر عامًا (1975 ـ 1990م) قبل أن تنتهي إلى وفاق هش بين الفرقاء الذين غلّبوا الطائفية على الانتماء القومي والحضاري الذي يسع الجميع..
ـ أما على الجبهة المصرية.. حيث تركز الإمبريالية والصليبية والصهيونية على تفتيت كنانة الله في أرضه.. فإن المعركة قائمة على قدم وساق.. وخاصة منذ انحياز قيادة الكنيسة الأرثوذكسية لهذا المخطط الطائفي العنصري الانعزالي، الذي يطمع إلى تغيير الخرائط.. والثوابت.. وهويات الحضارة والتاريخ!..
الأمر الذي يجعلنا نستنهض مواقف العقل والحكمة في أوساط هذه الأقليات، لمواجهة الخطر المحدق بالجميع!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق