إن عصمة الأنبياء والمرسلين عن كل ما ينفّر أو يشين ، هي عقيدة من العقائد الأساسية في الإيمان الإسلامي .. فهم الذين اصطفاهم الله ـ سبحانه وتعالى ـ من خيار خلقه .. وصنعهم على عينه .. ليكونوا أشراف أقوامهم نسبًا وخَلْقًا وخُلُقًا .. وجعل منهم “المثال .. والقدوة و”الأسوة” والسيرة العطرة ، على امتداد تاريخ النبوات والرسالات .. وهم عنوان كلمة الله .. والمبلِّغون لها إلى أممهم وأقوامهم .. وهم “النموذج” المُجسِّد لمنظومة القيم والأخلاق الدينية في واقع الحياة .. إنهم حلقة الوصل بين الأرض والسماء .. بين الناس وبين الله .. والمرآة التي تتجلى فيها ـ على نحوٍ نسبيّ ورفيع ـ صفاتُ الكمال والجلال والجمال التي تفردت بها ذات الله ـ سبحانه وتعالى ـ على نحو مطلق ولا نهائي ..
بل إن صفات الأنبياء ، وعصمتهم عن كل ما ينفر أو يشين ، هي في العقيدة الإسلامية ـ دليل على الحكمة الإلهية .. وبعض من “الإعجاز” الدال على صدقهم في النبوة والرسالة والتبليغ عن السماء” ..
وبعبارة الأستاذ الشيخ محمد عبده [1266 ـ 1323 هـ ، 1849 ـ 1905 م] :
“.. فإن من لوازم الإيمان الإسلامي : وجوبَ الاعتقاد بعلوّ فطرة الأنبياء والمرسلين ، وصحةِ عقولهم ، وصدقِهم في أقوالهم ، وأمانتِهم في تبليغ ما عُهِدَ إليهم أن يبلغوه ، وعصمتِهم في كل ما يشوّه المسيرة البشرية ، وسلامةِ أبدانهم مما تَنْبو عنه الأبصارُ وتَنفر منه الأذواق السليمة ، وأنهم منزّهون عما يضاد شيئًا من هذه الصفات المتقدمة” .
وأن أرواحهم ممدودة من الجلال الإلهي بما لا يمكن معه لنفس إنسانية أن تسطوَ عليها سطوةٌ روحانية .. إن لنفوسهم من نقاء الجوهر ، بأصل الفطرة ، ما تستعد به ، من محض الفيض الإلهي ، لأن تتصلَ بالأفق الأعلى ، وتنتهيَ من الإنسانية إلى الذُّروة العليا ، وتشهد من أمر الله شهود العيان ، ما لم يصل غيرُها إلى تعقله أو تحسسه بعَصِيّ الدليل والبرهان ، وتتلقى عن العليم الحكيم ما يعلو وضوحًا على ما يتلقاه أحدنا من أساتذة التعليم ، ثم تصدر عن ذلك العِلم إلى تعليم ما علمت ودعوة الناس إلى ما حُملت على إبلاغه إ ليهم ..
فهؤلاء الأنبياء والمرسلون من الأمم بمنزلة العقول من الأشخاص ، يُعلِّمون الناس من أنباء الغيب ما أذن الله لعباده في العلم به ، مما لو صعب على العقل اكتناهه لم يشق عليه الاعتراف بوجوده ..
يميزهم الله بالفطر السليمة ، ويَبْلُغ بأرواحهم من الكمال ما يطيقون للاستشراق بأنوار علمه ، ولأمانه على مكنون سره ، ما لو انكشف لغيرهم انكشافَهُ لهم لفاضت له نفسه ، أو ذهبت بعلقه جلالتُه وعظمتُه ، فيُشرفون على الغيب بإذنه ، ويعلَمون ما سيكون من شأن الناس فيه ، ويكونون في مراتبهم العلوية على نسبة من العالمين ، نهاية الشاهد وبداية الغائب ، فهم في الدنيا كأنهم ليسوا من أهلها ، وهم وفد الآخرة في لباس مَن ليس من سكانها ..
ثم يتلقّوْن من أمره أن يُحدِّثوا عن جلاله بما خفي عن العقول من شئون حضرته الرفيعة بما يشاء أن يعقتده العباد فيه ، وما قُدّر أن يكون له مدخل في سعادتهم الأخروية ، وأن يبنوا للناس من أحوال الآخرة ما لا بد لهم من علمه ، معبرين عنه بما تحتمله طاقة عقولهم ، ولا يَبْعُد من متناول أفهامهم ، وأن يبلِّغوا عنه شرائعَ عامة ، تحدد لهم سَيْرهم في تقويم نفوسهم ، وكبح شهواتهم ، وتعلمهم من الأعمال ما هو مناط سعادتهم وشقائهم في ذلك الكون المُغَيّبِ عن مشاعرهم بتفصيله ، اللاحقِ علمُه بأعماق ضمائرهم في إجماله ، ويدخل في ذلك جميع الأحكام المتعلقة بكليات الأعمال ، ظاهرة وباطنة .
ثم يؤيدهم بما لا تبلغه قوى البشر من الآيات ، حتى تقوم لهم الحجة ، ويتم الإقناع بصدق الرسالة ، فيكونون بذلك رسلاً من لدنه إلى خلقه مبشرين ومنذرين ..” (26)
تلك هي النظرة القرآنية ، والعقيدة الإسلامية في الاصطفاء للأنبياء والمرسلين .. وفي تميزهم وامتيازهم .. وعصمتهم عن كل ما ينفّر أو يشين ..
إنهم ـ والأمم والأقوام ـ بمثابة العقول .. وهم حِلَق الوصل بين الحضرة الإلهية وبين عالم الشهادة ، يشرفون على الغيب بإذن الله ، ويبلغون نبأه إلى العالمين .. فهم في نهاية الشاهد ، وبداية الغائب ، يعيشون في الدنيا كأنهم ليسوا منها أهلها ، وهم وفد الآخرة في لباس من ليسوا من سكانها ..
إنه الإجلال والاحترام والتعظيم والتوقير .. وتقرير العصمة للأنبياء والمرسلين ..
بل إن صفات الأنبياء ، وعصمتهم عن كل ما ينفر أو يشين ، هي في العقيدة الإسلامية ـ دليل على الحكمة الإلهية .. وبعض من “الإعجاز” الدال على صدقهم في النبوة والرسالة والتبليغ عن السماء” ..
وبعبارة الأستاذ الشيخ محمد عبده [1266 ـ 1323 هـ ، 1849 ـ 1905 م] :
“.. فإن من لوازم الإيمان الإسلامي : وجوبَ الاعتقاد بعلوّ فطرة الأنبياء والمرسلين ، وصحةِ عقولهم ، وصدقِهم في أقوالهم ، وأمانتِهم في تبليغ ما عُهِدَ إليهم أن يبلغوه ، وعصمتِهم في كل ما يشوّه المسيرة البشرية ، وسلامةِ أبدانهم مما تَنْبو عنه الأبصارُ وتَنفر منه الأذواق السليمة ، وأنهم منزّهون عما يضاد شيئًا من هذه الصفات المتقدمة” .
وأن أرواحهم ممدودة من الجلال الإلهي بما لا يمكن معه لنفس إنسانية أن تسطوَ عليها سطوةٌ روحانية .. إن لنفوسهم من نقاء الجوهر ، بأصل الفطرة ، ما تستعد به ، من محض الفيض الإلهي ، لأن تتصلَ بالأفق الأعلى ، وتنتهيَ من الإنسانية إلى الذُّروة العليا ، وتشهد من أمر الله شهود العيان ، ما لم يصل غيرُها إلى تعقله أو تحسسه بعَصِيّ الدليل والبرهان ، وتتلقى عن العليم الحكيم ما يعلو وضوحًا على ما يتلقاه أحدنا من أساتذة التعليم ، ثم تصدر عن ذلك العِلم إلى تعليم ما علمت ودعوة الناس إلى ما حُملت على إبلاغه إ ليهم ..
فهؤلاء الأنبياء والمرسلون من الأمم بمنزلة العقول من الأشخاص ، يُعلِّمون الناس من أنباء الغيب ما أذن الله لعباده في العلم به ، مما لو صعب على العقل اكتناهه لم يشق عليه الاعتراف بوجوده ..
يميزهم الله بالفطر السليمة ، ويَبْلُغ بأرواحهم من الكمال ما يطيقون للاستشراق بأنوار علمه ، ولأمانه على مكنون سره ، ما لو انكشف لغيرهم انكشافَهُ لهم لفاضت له نفسه ، أو ذهبت بعلقه جلالتُه وعظمتُه ، فيُشرفون على الغيب بإذنه ، ويعلَمون ما سيكون من شأن الناس فيه ، ويكونون في مراتبهم العلوية على نسبة من العالمين ، نهاية الشاهد وبداية الغائب ، فهم في الدنيا كأنهم ليسوا من أهلها ، وهم وفد الآخرة في لباس مَن ليس من سكانها ..
ثم يتلقّوْن من أمره أن يُحدِّثوا عن جلاله بما خفي عن العقول من شئون حضرته الرفيعة بما يشاء أن يعقتده العباد فيه ، وما قُدّر أن يكون له مدخل في سعادتهم الأخروية ، وأن يبنوا للناس من أحوال الآخرة ما لا بد لهم من علمه ، معبرين عنه بما تحتمله طاقة عقولهم ، ولا يَبْعُد من متناول أفهامهم ، وأن يبلِّغوا عنه شرائعَ عامة ، تحدد لهم سَيْرهم في تقويم نفوسهم ، وكبح شهواتهم ، وتعلمهم من الأعمال ما هو مناط سعادتهم وشقائهم في ذلك الكون المُغَيّبِ عن مشاعرهم بتفصيله ، اللاحقِ علمُه بأعماق ضمائرهم في إجماله ، ويدخل في ذلك جميع الأحكام المتعلقة بكليات الأعمال ، ظاهرة وباطنة .
ثم يؤيدهم بما لا تبلغه قوى البشر من الآيات ، حتى تقوم لهم الحجة ، ويتم الإقناع بصدق الرسالة ، فيكونون بذلك رسلاً من لدنه إلى خلقه مبشرين ومنذرين ..” (26)
تلك هي النظرة القرآنية ، والعقيدة الإسلامية في الاصطفاء للأنبياء والمرسلين .. وفي تميزهم وامتيازهم .. وعصمتهم عن كل ما ينفّر أو يشين ..
إنهم ـ والأمم والأقوام ـ بمثابة العقول .. وهم حِلَق الوصل بين الحضرة الإلهية وبين عالم الشهادة ، يشرفون على الغيب بإذن الله ، ويبلغون نبأه إلى العالمين .. فهم في نهاية الشاهد ، وبداية الغائب ، يعيشون في الدنيا كأنهم ليسوا منها أهلها ، وهم وفد الآخرة في لباس من ليسوا من سكانها ..
إنه الإجلال والاحترام والتعظيم والتوقير .. وتقرير العصمة للأنبياء والمرسلين ..
* * *
وإذا كان الشيء يُظهر حسنَه الضدُّ .. وبضدها تتمايز الأشياءُ .. فإن المقارنة بين صورة أعلام الأنبياء ومشاهير المرسلين في كل من القرآن الكريم .. وفي أسفار العهد القديم هي الشاهد على صدق هذا الذي نقول :
ـ العصمة والتعظيم والتكريم في القرآن للأنبياء والمرسلين ..
ـ والإساءة ، والإهانة ، والازدراء ؛ لهؤلاء الأنبياء والمرسلين ، في أسفار العهد القديم ..
ومن ثم الإفضاء إلى نبعَيْن ينضحان موقفين مختلفين كلَّ الاختلاف من هؤلاء الأنبياء والمرسلين ..
ـ العصمة والتعظيم والتكريم في القرآن للأنبياء والمرسلين ..
ـ والإساءة ، والإهانة ، والازدراء ؛ لهؤلاء الأنبياء والمرسلين ، في أسفار العهد القديم ..
ومن ثم الإفضاء إلى نبعَيْن ينضحان موقفين مختلفين كلَّ الاختلاف من هؤلاء الأنبياء والمرسلين ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق