الوقت من ذهب ، والعصر الذي نعيش فيه عصر السرعة ،وعصر الذرة و الفضاء 0
وفي مبادئ الإسلام ما يدفع إلي مسايرة الحياة المسرعة المتطورة ، و ذلك بالحرص علي الوقت ، والإفادة منه أحسن إفادة ، وذلك بما يأتي
أولا ـ تنظيم الوقت علي أساس تخطيط مدروس ، بحيث لكل عمل وقت محدد يؤدي فيه.
ثانيا ــ توزيع الوقت بين العمل و الراحة ، بما لا يرهق الجسم ، ولا يعطل الإنتاج .
ثالثا ــ إنجاز العمل في وقته ، بحيث لا تؤخر عمل اليوم إلي الغد ، لأن تراكم الأعمال يؤدي إلي ثقلها والهروب منها.
عدم الاستهانة بالوقت
ولذا أمر الله تعالى بالعمل فقال : (و قل اعملوا فسيري الله عملكم و رسوله و المؤمنون و ستردون إلي عالم الغيب و الشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون).
رابعا ــ وعلمنا الرسول ـ صلي الله عليه و سلم ــ أن أطيب طعام نأكله هو ما كان من كسبنا ومن عمل أيدينا.
خامسا ــ وكان عمربن الخطاب ــ رضي الله عنه ــ يشتد علي العاطلين الذين يضيعون أوقاتهم في غير عمل ينفعهم وينفع الناس ، بحجة أنهم متوكلون علي الله و يقول لهم
( بل أنتم المتواكلون ).
فعلينا أن نحترم الوقت ونقدره ، ولا نضيعه فيما لا يفيد, فالتقدم و التحضر لا يكون إلا نتيجة احترام الوقت و تقديره .
والنابه من يقدر الزمن ، وينظمه ، ويحافظ عليه ،والفائقون من يستثمرون أوقاتهم ويحصدون نتائج أعمالهم فيها .
إن كل شئ مفقود يمكن للإنسان أن يسترجعه إلا الوقت ، فما من يوم ينشق فجره إلا وينادي مناد .. يا بن آدم أنا خلق جديد وعلي عملك شهيد فاغتنمي وتزود مني بعمل صالح فإني لا أعود إلي يوم القيامة.
وإن المرء مسئول يوم القيامة عن الوقت الذي قضاه ، و العمر الذي عاشه في الحياة ، قال رسول الله صلي الله عليه و سلم :(( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتي يسأل عن أربع ! عن عمره الذي أفناه؟ وعن شبابه فيم أبلاه ؟ وعن ماله من أين اكتسبه ؟ وفيم أنفقه ؟ وعن علمه ماذا عمل فيه ؟)) .
وكل يوم يمر هو نقص من عمر الإنسان المكتوب له ، فعليه أن يغتنمه بالعمل الصالح و بكل ما هو مفيد ونافع ، ومن الحكم المشهورة ((الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك)).
وأكبر دليل علي قيمة الوقت أن الله تعالي وقت الصلاة بأوقات خمسة في اليوم ، فلكل صلاة من الصلوات الخمس وقت محدد خاص بها ، ومن ضيع هذا الوقت ولم يؤد فيه صلاته كان آثما
الحديث:
- لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن عمره فيما أفناه ، وعن علمه فيما فعل ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن جسمه فيما أبلاه
الراوي: أبو برزة الأسلمي المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2417
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق