وليم شكسبير الإنجليزي..
عراقي أم سوري؟!
منقول
*****************
في صغرنا كان معلم لنا قد تندر أمامنا – مازحاً أو جاداً مازلت لا اعرف بأمرين: الأول أن الفينيقيين اكتشفوا في رحلاتهم البحرية مكاناً أسموه «برالتنك» وأن هذا المكان هو «بريطانيا» التي لفظها مشتق من اسمها «بريتانيك» «بريتانيكا» والثاني أن شكسبير العظيم كان من قرية مجاورة ل(صافيتا) بلدتنا حيث هاجر أجداده منها إلى «بر التنك» وان اسمه هو «الشيخ زبير».
أما من أين جاء معلمنا الألمعي بهذا الكلام فلا اعرف.. ويستمر الدكتور الناقد المعروف (كمال أبو ديب) في كتابه الصادر حديثاً (سونيتات أو تواشيح وليم شكسبير) قائلاً: وخلال سنوات عديدة بعد ذلك وأثناء دراستي وعملي في بريطانيا كنا من آن لآن نمازح أصدقاءنا الإنجليز بأن أعظم شعراء لغتهم عربي سوري من قرية مجاورة لبلدتي «صافيتا» وان اسمه الشيخ زبير.. ولم يكن أصدقاؤنا الإنجليز ينازعوننا في ذلك، لكن أصدقاءنا العراقيين كانوا ينازعوننا الشرف العظيم فيقولون انه الشيخ زبير فعلاً لكنه عراقي من «الفربير» المنطقة أو القرية القريبة من مدينة البصيرة.. وقد بلغني ولم استطع التأكد من ذلك أن الباحث العراقي صفاء خلوصي كتب مقالة أو كتاباً يتحدث فيه عن هذا الزعم، وان عباس محمود العقاد كان قد أشار إليه قبله بسنوات.
لكن الهزل صار اقرب إلى الحيرة المستخفة وأنا اعد هذا الكتاب فقد عثرت أثناء زيارة عائلية صرفة لإنسبائي (مارغريت وبيتر بارنكوت) في مكتبة بيتهم على طبعة قديمة من أعمال شكسبير الكاملة، ولم تكن بين ما أشار إليه احد من الكثيرين الذين راجعت أعمالهم.. وفي هذه الطبعة تورد السونيتات مع دراسة عجيبة – في نظري على الأقل، لجهلي الطاغي – لاسم شكسبير وبيئته في سترانفورد، مدينته، وقد أثارني فعلاً ما يقوله مؤلف الدراسة، فهو يظهر أن اسم شكسبير لم يكن ثابتاً موحد الصيغة أو النطق، وان شكسبير نفسه كان يكتبه بطريقة تجعل لفظه متطابقاً تماماً مع شيخ = شيك سبر.. ويورد بين أشكال الاسم الصيغ التالية:
Shackesper
Shaxpur
Shaxper
Shaxxper
Shaksper
Shak-Sper
Shax-pur
Shaxpur
Shaxper
Shaxxper
Shaksper
Shak-Sper
Shax-pur
أي أن الاسم كان منقسماً إلى اثنين أو مركباً من اثنين ولقد ظهرت الصيغة المنقسمة أو المركبة هذه (لكن بالصيغة المألوفة للاسم) على صفحة عنوان الكوارتو حين نشر عام 1609، كما يقول المؤلف أن رجلاً اسمه (جون شيكسبر) تزوج من أسرة نبيلة فقام المشرف على ألقاب النبلاء بتغيير اسمه إلى شيكسبير (وصار هذا الرجل طبعاً والد شيكسبر) غير ان شيكسبير نفسه الشاعر ظل يكتب اسمه بالطريقة السابقة حتى حين رحل إلى لندن ليعمل في المسرح ، ثم تغيرت طريقة كتابة الاسم مع الزمن.
وبعد ذلك يقول الدكتور الشهير كمال أبو ديب: سأتندر لكن بسخرية اقل حدة بان الفينيقيين اكتشفوا «بر التنك» وان الشيخ اسبر كان ابن جيراننا الذي رحل احد أجداده ذات ليل عقيم هربا من جلادي العثمانيين في ساعة من ساعات أوائل القرن (16) واستقر في سترانفورد التي لا تبعد كثيرا من أكسفورد حيث استقر بي أنا عصا الترحال بعد ذلك بأربعة قرون، وهرباً من الظلم والجلادين مثله لكن من العثمانيين الجدد.
أخيرا يقترح د. كمال أبو ديب الناقد العربي الحداثي المعروف انه سيكون شيقا ومثيرا للاهتمام أن يتم بحث حول المادة المتعلقة بمنطقة البحر المتوسط وبشكل خاص المنطقة العربية في أعمال شكسبير، مثلاً تدور مسرحية انطونيو وكليوبترا في مصر، ومسرحية بريكلس حول أمير في سوريا، وتاجر البندقية في ايطاليا، وروميو وجولييت فيها، وعطيل أو العاطل وهي شخصية عربية الخ.. ثم أن يطرح السؤال التالي: هل كان أمرا عادياً في إنجلترا في القرن (16)، وقبل بناء الإمبراطورية، أن يملك شاعر إنجليزي كل هذا القدر من المعرفة عن هذه المناطق النائية من العالم؟؟!! ويهتم بها كل هذا الاهتمام ويستخدمها في شعره ومسرحه الموجهين إلى جمهور إنجليزي يعيش في جزيرة بعيدة معزولة يغطيها الضباب، حديثة العهد نسبياً بالخروج من أغوار القرون الوسطى؟!
فهل فعل معاصرو شيكسبير مثل ما فعل؟! وهل من العادي تماماً أن يكتب شيكسبير سونيتات لامرأة دكناء ناسفاً النموذج المثالي لجمال المرأة في تراث السونيت كله عند من سبقوه المتمثل في امرأة شقراء بيضاء البشرة زرقاء العينين؟!
ثم يتابع د. أبو ديب: وأنا غير مؤهل للقيام بمثل هذا البحث أو الإجابة على مثل هذه الأسئلة فاترك ذلك لمن هو أكثر تخصصاً في مسائل كهذه.. وعسى أن يمسك بمقبض الصولجان احد.
(سونيت 149)
وجاء في ترجمة السونيت رقم «149» نثراً ما يلي»
هل بوسعك أن تقولي.
أيتها القاسية.إنني لا احبك؟!.
في حين أني أقف إلى جانبك ضد نفسي؟!.
ألا أفكر بك في حين أنسى نفسي؟!
وكل ذلك من أجلك أيتها الطاغية؟
من ذا الذي يكرهك واسميه صديقاً لي؟.
ومن ذا الذي تعبسين في وجهه فأتودد إليه؟.
بل إن قطبت في وجهي أفلا؟.
انتقم من نفسي بالأنين؟.
ولأية خصلة من خصالي أُكن احتراماً.
إذا أبت كبرياء أن تكون في خدمتك.
في حين أن أفضل ما فيَّ يعبد عيوبك.
بامرأة من تحركات عينيك؟.
لكن يا حبيبة استمري في الكره.
فإنني الآن اعرف كيف تفكري،:
انك تحبين المبصرين.
وأنا أعمى.
هل بوسعك أن تقولي.
أيتها القاسية.إنني لا احبك؟!.
في حين أني أقف إلى جانبك ضد نفسي؟!.
ألا أفكر بك في حين أنسى نفسي؟!
وكل ذلك من أجلك أيتها الطاغية؟
من ذا الذي يكرهك واسميه صديقاً لي؟.
ومن ذا الذي تعبسين في وجهه فأتودد إليه؟.
بل إن قطبت في وجهي أفلا؟.
انتقم من نفسي بالأنين؟.
ولأية خصلة من خصالي أُكن احتراماً.
إذا أبت كبرياء أن تكون في خدمتك.
في حين أن أفضل ما فيَّ يعبد عيوبك.
بامرأة من تحركات عينيك؟.
لكن يا حبيبة استمري في الكره.
فإنني الآن اعرف كيف تفكري،:
انك تحبين المبصرين.
وأنا أعمى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق