أيها المواطنون..
في حين يُقبل العالم على عام ميلادي جديد، ويودِّع عامًا شهد أحداثًا جسامًا؛ فإن الأمل يحدونا أن تشهد بلادُنا في مقتبل الأيام والشهور ما تصبو إليه من سلامٍ ورخاءٍ ورفعةٍ؛ إلا أن الرياحَ التي هبَّت علينا خلال الأيام الأخيرة أضعفت كثيرًا من ذلك الأمل؛ على نحوٍ أعاد إلى الأذهان صفحة الصراع الدامي والخصومة المريرة، التي ظننَّا أنها في سبيلها إلى الزوال، بعد الجهد الكبير الذي بذلناه لإحلال السلام وإعادة الثقة ومدِّ جسور الفهم والتفاهم في المنطقة؛ إذ تعلمون أننا ظللنا طوال الوقت نلوِّح باليد الممدودة، ونعبِّر عن حسن النوايا.
الأمر الذي دفعنا إلى توقيع الاتفاقيات وتصديق الوعود تلو الوعود؛ التي كان من أحدثها ذلك الوعد بإقامة الدولة الفلسطينية قبل نهاية العام الحالي، وهو ما دفعنا إلى الصبر وتمرير الكثير من الهنَّات والأخطاء في سبيل المراهنة على إنجاز ذلك الوعد؛ غير أن ما حدث بعد ذلك لم يكن في الحسبان، فقد تم التأجيل والتسويف، حتى بلغنا أواخر العام ولم تقُم للدولة المرجوَّة قائمة، ليس ذلك فحسب، وإنما فوجئنا بما هو أسوأ بكثير؛ ذلك أن وعد الدولة تبخَّر، وبدلاً منه نزلت بأهلنا في غزة نازلةٌ أغرقت القطاع في بحرٍ من الترويع والدماء والأشلاء؛ حتى أصبحت هدية نهاية العام للفلسطينيين مذبحة لا دولة، وإزاء هذه الصدمة فإن مصر التي تعرفونها ما كان لها أن تقف متفرجةً أو تلتزم الصمت.
* جريدة (الرؤية الكويتية).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق