12/31/2009 5:04:00 PM
كتب - عماد سيد -
دعونا نطلق العنان لأفكارنا مع بداية عام هجري وعام ميلادي جديدين .. دعونا نزيل الحواجز ونهدم الأسوار المحيطة بالعقل والتي تكبح جماح التفكير والأمل في مستقبل مشرق لنا ولأولادنا.
فإن كان البعض بخططه المقيتة وأصابعه الفولاذية ومخططاته الجهنمية قد نجح في أن يجهض عشرات ومئات الخطط المستقبلية التي كنا نأمل أن ننفذها، فلا أقل من أن نتصور هذه الأفكار والأحلام واقعاً نعيشه، نستمتع به وننفض به عن أنفسنا آلام نعانيها في حياتنا اليومية وندعو الله أن يجعل صبرنا عليها في ميزان حسناتنا يوم أن نلقاه
أحلم بمصر نووية .. نعم .. أحلم بأن أفيق من نومي في يوم ما لأسمع الأخبار وأشاهد صور أول تفجير نووي بإحدى صحارى مصر لتعلن بلادنا أنها دخلت العصر النووي وأنها تستحق أن يهابها الجميع .. فهل نحن أقل من باكستان النووية؟
أحلم بشرطة تحمي النساء في الشوارع من ظاهرة التحرش المقيتة لا أن يتطوع بعضهم للقيام بدور المتحرش (كالذي قال لفتاة وهي تحاول عمل محضر تحرش:عاوزة إيه يا مزة!!) .. أحلم بشرطة أشعر بالأمان عند وجودها في الشارع لا أن أخشى على نفسي وزوجتي وأهلي من الإهانة والتعذيب وربما الموت (بسبب هبوط في الدورة الدموية طبعاً!) إن أنا فقط اعترضت على طريقة تعامل أحدهم معي.
أحلم بأن تطبق المعاملة بالمثل على كل مواطن تتعنت سفارة بلاده معي إذا ما حاولت الحصول على تأشيرة دخول إلى بلاده، فيما نكاد نحن نقبل أقدامه لكي يمن علينا بزيارة الى بلادنا ونكاد نختم له جواز سفره في الطائرة حرصاً على وقته الثمين الذي قد يضيع أمام ضابط الجوازات، كما أحلم بأن تختفي الذلة من أعين كل من يقدم الخدمة للأجنبي وهو ينتظر منه دولارا يلتقطه من يده وهو لا يكاد يشعر من الأصل بمهانة او ذل بعد ان اعتادهما واعتمدهما كوسيلة للرزق
أحلم بأن تمنع مصر أي مصري من أن يعمل في دولة خليجية بمقضى قانون العبودية (يسمونه قانون الكفالة) وألا تسمح مصر بسفر سيدات للعمل في وظائف مهينة يعير بها بني وطني في كل بلاد العالم، وهي الوظيفة التي قد تقوم بسببها حرب إن أعلن عن وجودها في مصر لسعوديات أو إماراتيات .. فلماذا نرضى بالدنية لأهلنا وهم لا يقبلون ؟
أحلم بأن أعبر الشارع من المكان المخصص لعبور المشاة وأنا مغمض العينين (صدقني فعلتها عدة مرات في الولايات المتحدة) وأنا متأكد من أن سعادة ابن الباشا الذي سيصدمني بسيارته ويقتلني لن تجده أرملتي وقد سافر إلى خارج البلاد من صالة كبار الزوار بل حوكم وسجن وطبق عليه القانون كما يطبق على أضعف مواطن في بلادي.
أحلم بأن يكون لدينا مصانع طائرات وسيارات مصرية (أنتجنا طائرة تجريبية مصرية مائة بالمائة في عهد عبد الناصر وتوجد حالياً بمتحف في ألمانيا!كما انتجنا السيارة رمسيس) وبأن يكون لدينا مصانع لأحدث الطائرات المقاتلة نصدر منها للخارج وبأن يكون لدينا صناعات ثقيلة نفخر بها لا أن ننتج الحديد لنذبح بسعره المواطن ولا تستفيد الدولة منه في شيء ولا أن نفخر بانتاج السيراميك وتصديره لدول العالم الغربي التي قبلت أن تستورده منا ومنعت إنشاء تلك المصانع على أراضيها نظراً لدورها المؤكد في الإصابة بأمراض السرطان (راجع الأضرار الصحية للاسبستوس).
أحلم بمجلس نيابي أختار أعضاءه بنفسي وأن أرفض ترشيح من أشك في نزاهته أو حتى في ضعف دوره الرقابي على الحكومة (التي من المفترض أني قد انتخبت حزبها ابتداء) وبأن صوتي لن يتم التلاعب به وأن الصندوق سيذهب الى أيدٍ أمينة وأنه لن يفتح أو تضاف له أصوات جديدة او يطرد المراقبون خلال عمليات الفرز وألا يهدد أحد من أفراد الجهاز الأمني أي شخص يقوم علىا لعملية الانتخابية باغتصاب أهله او قطع رزقه او استضافته في أحد الأماكن التي نعلمها (علشان يبقى يتعلم الأدب) وأن يعمل المجلس على حفظ حقوقي المدنية مثل ألا أجد أحدهم واقفاً فوق رأسي وأنا نائم في منزلي يطالبني بالنزول معه أو ألا يتم التنصت على مكالماتي الهاتفية دون سند قانوني أو أو ..
أحلم بأزهر يعيد إلينا أمجاد كدنا ننساها أو ربما نسيناها بالفعل .. أحلم بمؤسسة دينية لا تخشى الحاكم ولا تعمل لإرضائه وتهتم بخطاب ديني يتماشى ومعارف وعلوم القرن الحادي والعشرين ويناقش قضايا وهموم الناس ويوجد لها حلا شرعياً فقهياً يتوافق مع الشريعة ومع العصر الذي نعيشه ولا يجيب على أسئلة من نوعية حكم شرب بول الرسول أو حكم نمص الحواجب أو حكم مشاهدة أفلام الكارتون للاطفال
أحلم باختفاء الرشوة (والشاي بتاعنا) و (عرق الرجالة) والادراج المفتوحة وموظفي الحكومة الذين لا يعمل 80% ويشكلون بطالة مقنعة إلى جانب إخراج معاناتهم الحياتية على المواطن وممارسة دور الشخص ذو الحيثية، وبمحاكمة كافة رؤساء الأحياء وأعضاء المجالس المحلية وكل من أصدر ترخيصا بمبنى مخالف او ادخل مرافق لمنطقة عشوائية في مصر أو علم بحدوث ذلك وسكت
أحلم بمواطن يحمل في يديه كتاب خلال استقلاله للمواصلات العامة أو يضع في آذانه مسماعاً صغيراً كي لا يؤذي من حوله بما يسمع - أيا كان نوع ما يسمع - ولا يفتح باب المترو عنوة بعد إغلاقه ولا يجري وراء الاوتوبيس في الشارع ولا يقفز من النافذة الخلفية لميكروباص ليحجز مكانه قبل الزحام
أحلم بتعليم حقيقي يسمح للنابغ والمتفوق بأن يزداد نبوغه وتفوقه لا أن ينجح في الثانوية العامة بمجموع خرافي لحفظه بعض الأسئلة وطريقة إجاباتها ليرسب بعدها في السنة الأولى من دراسته الجامعية او ليتخرج وهو لا يعرف كيف يكتب اسمه بالعربية ليقف في طابور البطالة
أحلم بألا يعين من أبناء الاستاذة في الجامعات إلا من يستحق، لا أن تتحول كليات مثل الطب مثلاً إلى منزل كبير لعائلة فلان يضم الأب والأم والابن والابنة والأخت والعم والخال وما شابه!! وبأن ينتخب رئيس الجامعة وعميد الكلية وبأن يفتح باب النشاط الجامعي حتى لمن هو منضم لغير أسرة الحزب الحاكم في الجامعة وألا يتم تزوير انتخابات اتحاد الطلاب وألا يشطب أي مرشح من الكشوف الانتخابية
أحلم بمدينة للأبحاث العلمية ينضم إليها كل علماء مصر من النوابغ ولو بصورة غير ثابتة لإلقاء محاضرات أو دورات تدريبية وأن تتم الاستفادة من كل الأبحاث والرسائل العلمية التي تصدر عن هذه المدينة بما يسهم من تحسين حياة المواطن المصري ويخفف عنه من العبء
أحلم بأن تصدر مصر القمح إلى الخارج وبأن نمتنع عن تصدر الغاز إلى قتلة الأطفال وبأن ننشئ مصانع لاستغلال الخامات المستخرجة من مناجم الحديد والنحاس والالومينيوم ونصدرها كصناعات ثقيلة لا خامات إلا في نطاق ضيق
أحلم بالغاء وزارة الاعلام واختفاء مذيعات الربط وبرامج لك يا سيدتي وغيرها من البرامج والقنوات التي تصيب بالعته المزمن
أحلم بشفافية تمنحني إمكانية معرفة مفردات الناتج القومي لبلادي ومصادر الثروة وكيفية استغلالها سنوياً ومعرفة أين تذهب أموال الضرائب (يحدث في أمريكا وأوربا وشاهدته بنفسي على الانترنت!)
هذه هي بعض أحلامي ..
أعلم أني ربما لن أعيش لأرى أحدها يتحقق ..
وربما تحدث المعجزة ويتحقق واحد منها
وأنت عزيزي .. ما هي أحلامك؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق