07 يناير 2010

قـــوة الاعـتـقــاد



عن رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلـم :
" أبخلُ النـاسِ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ علَيّ "
اللهم صل على محمد وآل محمـد  



قـــوة الاعـتـقــاد

بسم الله الرحمن الرحيم
اخوانى واخواتى فى الله قد حان الوقت لأحدثكم عن القوه التى من شأنها ان تغير من حياتكم للأفضل ألا وهي قـــوه الاعتقـــاد ، تلك القوه السحريه التى حان الوقت لأن تستغلها لصالحك ولتحقيق احلامك .
هل تتذكر يوماً اعتقدت فيه انك لن تستطيع تحقيق شيئ معين ، وبالفعل لم تتمكن منه وقلت للمحيطين بك ( ألم اقل لكم اننى لن استطيع ) .اذا حدث ذلك فلا تلوم قله امكانياتك او الظروف ولكن تأكد انك السبب في ذلك بسبب اعتقادك !!
والان اذا كنت تعتقد ان هذا الموضوع سوف يفيدك فأنصحك ان تكمل قراءته أما إذا كنت تعتقد غير ذلك فتأكد ان ما تعتقده هو ما سيحدث .

حسناً ما دمت تكمل القراءه فمعنى ذلك انك تعتقد وتؤمن بأهميه الموضوع وفائدته لك .
سوف ينقسم موضوعنا الي ثلاثه اقسام :
-ما هو الاعتقاد ؟
-ما هي مصادر الاعتقادات ؟
-كيف يمكنني تغيير اعتقاد سلبي وتحويله الي ايجابي ؟
للأسف كثيراً منا يتمسك بمعتقدات لا تكون فى صالحه بل على العكس فهي تلقي به فى دوامات الفشل والسبب انها معتقدات سلبيه تصنع بينه وبين تحقيق احلامه حائلاً قوياً بل سداً منيعاً ، ولكن ما هو الاعتقاد ؟
اولاً : ما هو الاعتقاد ؟
( هي توجهات لمفاهيم موجوده ومنظمه مسبقاً ترشح تواصلنا مع انفسنا بصوره دائمه ) انتوني روبنز- قدرات غير محدوده
وبعيداً عن المصطلحات العلميه وبكل بساطه اقول ان الاعتقاد هو الايمان ، فعندما تعتقد فى شيئ فأنك تؤمن به .
وفى علوم الشريعه هناك علم يسمى علم العقيده ( اي علم الايمان )وقد كتب جون ستيوارت ميــل قائلاً ( ان شخصاً يتمتع بالأيمان له قوه تعادل تسع وتسعون شخصاً لا يؤمنون )وقال ايضاً ( لو تعاملت مع الايمان بصوره فعاله ، فأن من الممكن ان يصبح الايمان اعتى قوه لخلق الخير فى حياتك )وهذه الاقوال هى صحيحه بنسبه مئه في المئه ، فلو نظرنا الي تاريخنا فسنجد ان الايمان والاعتقاد الايجابي قد حول العرب من رعاه وساكني الباديه الي اصحاب اكثر الثقافات انتشاراً في العالم .
وكم من انجازات تمت فى حياتنا بسبب ان اصحابها كانوا يؤمنون بقدراتهم ويمتلكون اعتقاد ايجابي عن انفسهم ، وكم من اشخاص ظلوا فى مؤخره الصفوف بسبب عدم ايمانهم بفدراتهم .
فأذا كنت تعتقد بأنك قادر على تحقيق احلامك فتأكد انك سوف تستطيع ذلك اما اذا كنت لا تؤمن بنفسك فلن تتقدم خطوه واحده ولو كان معك كل الدنيا تساعدك .
والامر ليس فيه خدعه او غموض ولكنه امر منطقى تماماً ولتوضيح مدى قوه الاعتقاد اقرأوا معي هذه القصه ( فى احد المدارس كان هناك شاب صغير ، وكان هذا الشاب نائماً فى حصه الرياضيات وغير منتبه تماماً لما يقال ، وبعد انتهاء الحصه استيقظ هذا الشاب على صوت جرس انتهاء اليوم الدراسي ، وقام وكتب المسألتين المكتوبتين على السبوره وهو يعتقد انهم الواجب المدرسي ، وعندما ذهب للمنزل ليحل الواجب اخذ يحاول ويحاول دون جدوى ، فقد كانت المسائل صعبه جداً عليه ولكنه مع الاصرار والاجتهاد طوال الاسبوع استطاع ان يحل واحده فقط ، وعندما ذهب للمدرس ليخبره بالحل ، كانت المفاجأه .......فقد اصيب المدرس بالذهول الشديد وذلك لأن المسألتان فى الاصل ليس لهما حل )
كيـــف استطاع هذا الفتى حل المسأله ؟
وهل لو كان يعرف ان هذه المسأله ليست لها حل هل كان سيحاول اصلاً فى حلها ؟
ان الاجابه تكمن فى قوه الاعتقاد ، فعندما اعتقد الشاب ان هذه هى فروض الواجب المدرسي ، استلزم هذا منه ان يحلهما مما بث فيه روح النشاط والاصرار على حلهما ، اما اذا كان يعلم مثل كل الباقين انهما بلا حل فأنه لن يقوم بأي مجهود او عمل لحلهما .
وهذا هو السر في قوه الاعتقاد فعندما نعتقد فى امكانياتنا لتحقيق النجاح فأننا نرسل برسائل ايجابيه للعقل تعمل على تحفيزنا وبث روح الامل والتفاؤل فى نفوسنا مما يكن له ابلغ الاثر فى تحريك سلوكنا نحو العمل والاجتهاد حتى يتحقق النجاح المنشود .
اما اذا اعتقدنا بفشلنا فعلى النقيض تماماً فأننا نبعث برسائل سلبيه للعقل تعمل على عدم تحريك سلوكنا نحو النجاح ولن يكون هناك دافع للعمل والاجتهاد وستكون النتيجه هى ما اعتقدنا .
ان الاعتقاد القوى يحرك الهمم ويكون بمثابه الدافع القوي لتحريك الفعل والسلوك .
والسؤال الان من اين تأتى هذه المعتقدات ؟
ثانياً : ما هي مصادر الاعتقاد ؟
ان للأعتقادات مصادر عديده ومن اهمها :
1-البيئه : ان الوسط المحيط بك له دور فعال فى تكوين معتقداتك فأن كان ما حولك هو النجاح والثراء فسوف يكون من الصعب ان تفكر فى الفشل او الفقر ، وعلى النقيض اذا نشأت فى بيئه لا تؤمن بالامل فسوف يكون اعتقادك كذلك ايضاً .
والبيئه المحيطه بك قد تكون ( الاب والام ) ( الاصدقاء ) ( الاقارب ) ( الشارع ) اسأل نفسك كم مره هممت بفعل عمل معين واعتقدت انك تستطيع عمله ولكن بسبب بعض كلمات المحيطين بك ادى ذلك الى عدم اكمالك لحلمك ؟
ان الحقيقه هى انهم لم يبطلوا نشاطك ولكنهم غيروا اعتقادك فى نفسك بأنك لا تستطيع فعل ذلك ، مما ادى الى اصابتك بنوع من الاحباط وفتور الهمه ادى ذلك الى ايقافك للعمل .وانظر الى الاب او الام عندما يشجعون ابنائهم بمثل ( انت عبقري ) ( انا متأكد من انك سوف تنجح ) ( انت متفوق فى مجال ....) كل هذه الكلمات يأخذها الطفل – وبالاخص اذا كانت من اناس يثق فيهم ولهم سيطره عليه – ويضعها فى عقله الباطن لتصبح اعتقاد ثم مع الوقت تصبح برمجه ثم تكيف عصبي حتى تصبح جزء من شخصيته .
ان البيئه المحيطه بنا يمكن ان تكون من اهم مولدات الاعتقاد ، ولكن لا تقلق اذا كانت بيئتك زرعت فيك اعتقاد سلبي فيمكنك تغييره بأبسط الطرق وهو ما سنعرفه قريباً .
2-الاحداث : الاحداث التى تمر بنا لا تمر مر الكرام ولكنها تساعد فى تكوين وخلق معتقداتنا الشخصيه فى الحياه .
3-المعرفه : المعرفه قوه ، وقد تأخذ المعرفه اشكال مثل ( قراءه الكتب / حضور الدورات والندوات / برامج التلفاز / .......) هل حدث ذات يوم انك كنت تمر بلحظات صعبه ولكنك بعد قراءتك لأحد سير العظماء وكيف انه استطاع تخطى التحديات والوصول للنجاح وشعرت انت انه يمكنك ايضاً ان تتخطى الصعاب التى تواجهك ؟
انا اعتقد ان كثيراً منا مر بمثل هذه الظروف ، فعندما تعرف عن شخص قد حقق نجاحاً معيناً فهذا يولد فيك اعتقاداً بأنك ايضاً تستطيع ان تفعله . وهذه هى قوه المعرفه فى خلق الاعتقاد .
4-التجارب السابقه :عندما يأتي لي احد الاشخاص شاكياً حاله وكيف انه يشعر بعدم القدره على العمل ، كل الذى افعله معه هو ان اجعله على تواصل مع تجاربه السابقه .عندما تشك فى قدراتك على تحقيق شيئ ما فما عليك الا ان تتذكر تجاربك السابقه الناجحه فى هذا الفعل وهذا سيولد لديك اعتقادا يقول ( طالما فعتها سابقاً فبأمكانى ان افعلها مره اخرى ) .اعلم ان تجاربك السابقه الناجحه هى افضل صديق لك لتدعيم اعتقاداتك فلا تجعلها حائلاً بينك وبين النجاح بل اجعلها سنداً لك فى اصعب الاوقات .
5-التخيــــل : المقصود بالتخيل هو خلق النتيجه التى تريد الحصول عليها فى المستقبل فى عقلك كما لو كانت حقيقه . والسر هنا هو ان العقل الباطن لا يفرق بين الخيال والواقع فهو يصدق على ما تصدق عليه وعلى هذا الاساس يبدأ فى تحريك سلوكك ، فمثلاً لو تخيلت نفسك سعيداً فأن العقل الباطن سيشعرك بمشاعر السعداء والبهجه .وهذا التخيل يكون بمثابه التجربه التى تعيشها مما سينتج عنه تدعيم اعتقادك .
وبعد معرفتنا لمصادر الاعتقاد حان الوق لتتعلم كيف تغير اعتقادك السلبي الى ايجابي.
ثالثاً :كيف يمكنني تغيير اعتقاد سلبي ؟
ركزوا معي في هذا التمرين فهم من اقوى التمارين لتغيير الاعتقاد ثم تغيير السلوك .
1-اولاً يجب ان تدرك ما هو الاعتقاد الذي تريد تغييره .
2-اكتب هذا الاعتقاد السلبي .
3-اكتب خمس مشكلات او اكثر يسببها لك هذا الاعتقاد .
4-تخيل نفسك بعد سنه من الان وكيف ان هذا الاعتقاد قد سبب لك الآلم .
5-تخيل نفسك بعد خمس سنوات وانت بنفس الاعتقاد وكيف ان هذا الاعتقاد قد سبب لك كل المعاناه والآلم.
6-تخيل نفسك بعد عشر سنوات وانت بنفس الاعتقاد السلبي وكيف ان هذا الاعتقاد قد سبب لك كل المعاناه والآلم فى حياتك وكيف سيكون شعورك .
7-تخيل نفسك بعد عشرون سنه من الان وانت بنفس الاعتقاد السلبي وكيف ان هذا الاعتقاد قد سلب منك كل ما تحب وجعل حياتك كتله من الضياع والفشل .
8-تأخد نفس عميق وتخرج الزفير ببطء ، ثم تحمد الله انك ما زلت قبل سنه من الان وقبل عشرون سنه ايضاً من الان .
9-اكتب الاعتقاد الايجابي الذي تريد زرعه فى نفسك .
10-اكتب خمس مكاسب او اكثر ستحصل عليه بتبنيك هذا الاعتقاد .
11-تخيل نفسك بعد عام من الان وكيف انك تشعر بالسعاده والسرور.
12-تخيل نفسك بعد خمس سنوات من الان وكيف سيكون حالك الي الافضل بعد هذا الاعتقاد الجديد .
13-تخيل نفسك بعد عشر سنوات وانت تشعر بالفخر بتغييرك لحياتك للأفض وانك كيف استطعت تحقيق النجاح .
14-تخيل نفسك بعد عشرون عاماً وانت تحكي لأبنائك واحفادك عن نجاحاتك فى الحياه وانك كيف استطعت تغيير اعتقاداتك السلبيه وتخيل مدى اعجابهم بك وبقدراتك الرائعه .
15-بعد التغيير ابدأ فى العمل وكن واثقاً فى اعتقادك الايجابي الذى تلقائياً سوف يؤدي الى تحريك سلوكك للأفضل ولتحقيق ما تريد .وقد يأتى تغيير الاعتقاد بسبب وقوع حادثه معينه هامه ، فمثلاً الانسان كان يعتقد انه لا يستطيع الطيران ولكن بعد تجربه الطيران الناجحه التى قام بها ( رايت ) تغير الاعتقاد لدى الملايين فى لحظه .
فى الختام اخوانى واخواتى اتمنى من الله ان اكون قدمت لكم ما يدعمكم ويساعدكم لبلوغ آمالكم ، واقول لكم ( آمنوا بقدراتكم واعتقدوا فى النجاح والامل واجعلوا من اعتقادكم وسيله للنجاح ولا تتبنوا اي اعتقاد سلبي عن النفس ، وتخلصوا من كل اعتقاد يقف بينكم وبين تحقيق النجاح )
ــــــــــــــــــــــــــ
( الانسان حسب ما يؤمن به )



ليست هناك تعليقات: