قليلة هي الكتب التي يمكن اعتبارها محط اهتمام العالم أجمع! وإن اختلفت درجة الاهتمام أو زاوية الرؤية. من تلك الكتب التي أثارت الجدل وتهمنا نحن المسلمين كتاب "بروتوكولات حكماء صهيون".
يقع الكتاب في 129صفحة من القطع الصغير. هي الطبعة الخامسة من الترجمة العربية عن أصل فرنسي (الطبعة الرابعة عن النسخة الفرنسية).
قام بالترجمة محمد خليفة التونسي, وقد نشر في الطبعة الأولى عام 1961م, بينما الطبعة الخامسة في 1980م. وقد ضم الكتاب تقديم بقلم الكاتب الكبير "عباس محمود العقاد".
وقد أضاف المترجم للعنوان "الخطر اليهودي" بالبونط الكبير أعلى العنوان الأصلى .
الصفحة الأولى سجل فيها التالي : "نحن اليهود لسنا إلا سادة العالم ومفسديه. ومحركي الفتن فيه وجلاديه" .."الدكتور أوسكار ليفي" .. وهو أحد حكماء صهيون. كما يوجد الشعار المميز للحركة الصهيونية نجمة داود السداسية , لكنه هنا محوطا بالأفعى الرمزية .
حرص المترجم على تسجيل بعض الملاحظات قبل القراءة: أن اليهود حاربوا هذا الكتاب حتى أن النسخ المطبوعة تنفد فور طباعتها, بسبب حرص اليهود على اقتناء تلك النسخ وحرقها. أن الهوامش كلها من وضع المترجم إلا خمسة منها . لفظ "أممي" , "أميه" , "أميون" تعني غير يهودي ( غيراليهودي - عند اليهود -يعتبر حيوان لا بشر).
نشرهذا الكتاب الروسي "نيلوس" عام1901م , وطبع منه نسخا قليلة بالروسية سنة 1902م. فكان الفزع عند كل يهود روسيا القيصرية , وهياج الشعب الروسي ضد اليهود.
عاد نيلوس وطبع الكتاب ثانية عام 1905م, ونفدت النسخ. وعندما طبع عام 1917م صادره البلاشفة اليهود الشيوعيون هناك .
إلا أن المتحف البريطاني حصل على نسخة من طبعة 1905م , وسجلت في 10 أغسطس 1906 , ولم يلق الكتاب أي اهتمام إلا بعد الانقلاب الباشفي اليهودي الشيوعي في روسيا, وأعيد طباعته بعد ترجمته حتى عام 1921م. ومنذ ذلك التاريخ لم يطبع بالإنجليزية. كما ترجم إلى الألمانية عام1919م . وقد أشار "العقاد" في مقدمته أنه من عجيب الأمور أن وصلته أكثر من نسخة من هذا الكتاب , كلها ليست من مكتبة رسمية , منها نسخة اشتراها من أحد باعة الكتب القديمة حيث كتب على نسخة الكتاب "إهداء" إلى أحد الأطباء وطباعة إنجليزية عام 1921م .
وقد ربط المترجم بين الكتاب, وتلك المؤتمرات الدورية بين حكماء الصهيونية من رؤساء الجمعيات اليهودية في كل بلدان العالم و منها المغرب . منذ المؤتمر الأول عام 1897 في مدينة "بازل" بسويسرا .. إلى آخرها (حين كتب المترجم مقدمته عام 1960م) في عام 1951م في إسرائيل والهدف من الثلاثة والعشرين مؤتمرا خلال تلك الفترة هو البحث في الإجراءات التنفيذية لقرارات الحكماء اليهود!
وتتمثل عناصر المؤامرة التي قررها حكماء صهيون على بلدان العالم ببعض الملامح: وضع خطة سرية غايتها الاستيلاء على العالم أجمع لصالح اليهود وحدهم. يسعى اليهود للسيطرة على الحكومات بكل السبل. الوقيعة بين الحكومات والشعوب, بحيث يتم بذر بذور الخلاف .
الهيمنة على الاقتصاد بامتلاك ذهب العالم. ومن يملك الذهب يجب أن يسيطر على الصحف ودور الطباعة والنشر ودور التعليم والمسارح . وغيرها من المؤسسات المؤثرة على الرأي العام. الاستعانة بأمريكا والصين واليابان لتأديب أوروبا. يجب أن يساس الناس كما تساس البهائم. الادعاء بأن كل طرق الحكم في العالم فاسدة. تشجيع الجمعيات السرية اليهودية وغيرها حتى تلك التي تعمل في مجال الفن والدين والسيطرة عليها.
ومع ذلك ، فمن الحكمة أن نعرض لما تعرض له "العقاد" في مقدمته حول مصداقية هذا الكتاب. هناك مجموعتان من الآراء: الأولى ترى أن هذا الكتاب صادق, وقد صدر عن حكماء صهيون فعلا. والدليل على ذلك أنه لم يأت بجديد. فالمتابع لكتابات وأراء اليهود منذ فترات بعيدة عن تاريخ نشره, يجد توافقا بين جملة الآراء المعروفة عن اليهود وعما جاء بحكماء صهيون. كما أن التلمود تحديدا أبرز أغلب ما ورد في الكتاب, وربما الاختلاف في التناول أو أسلوب العرض. حيث وردت بالتلمود على الإجمال, بينما وردت الأفكار نفسها في البروتوكولات تفصيلا. وهناك من يقول أننا لسنا في حاجة إلى إثبات أو إنكار مضمون الكتاب, فالمتابع للأحداث اليومية والمتتابعة لليهود في العالم منذ بداية الحركة الصهيونية, سوف يلمس تطبيقات أفكار الكتاب عمليا. المهم - كالماكيافيلية - ليس من الذي كتبها بل من الذي يطبقها !
أظن أن عرض الاستاذ الكاتب الكبير عباس محمود العقاد متبعا أسلوبه النقدي المعروف, يجعل من قراءة الكتاب متعة مضافة بلا انفعال أو افتعال , وعلى القارئ أن يصدر حكمه بنفسه بعد قراءة الكتاب
و إن كان لي شخصيا أن أصدر حكمي, فلا غضاضة من القول بصدق أن ما كتب في هذا الكتاب, وإن لم يكن بالمفردات والكلمات, فهي حقيقية بالمعنى. وهو ما نراه ونسمعه ونتابعة - في الواقع - يوما بعد يوم.
يقع الكتاب في 129صفحة من القطع الصغير. هي الطبعة الخامسة من الترجمة العربية عن أصل فرنسي (الطبعة الرابعة عن النسخة الفرنسية).
قام بالترجمة محمد خليفة التونسي, وقد نشر في الطبعة الأولى عام 1961م, بينما الطبعة الخامسة في 1980م. وقد ضم الكتاب تقديم بقلم الكاتب الكبير "عباس محمود العقاد".
وقد أضاف المترجم للعنوان "الخطر اليهودي" بالبونط الكبير أعلى العنوان الأصلى .
الصفحة الأولى سجل فيها التالي : "نحن اليهود لسنا إلا سادة العالم ومفسديه. ومحركي الفتن فيه وجلاديه" .."الدكتور أوسكار ليفي" .. وهو أحد حكماء صهيون. كما يوجد الشعار المميز للحركة الصهيونية نجمة داود السداسية , لكنه هنا محوطا بالأفعى الرمزية .
حرص المترجم على تسجيل بعض الملاحظات قبل القراءة: أن اليهود حاربوا هذا الكتاب حتى أن النسخ المطبوعة تنفد فور طباعتها, بسبب حرص اليهود على اقتناء تلك النسخ وحرقها. أن الهوامش كلها من وضع المترجم إلا خمسة منها . لفظ "أممي" , "أميه" , "أميون" تعني غير يهودي ( غيراليهودي - عند اليهود -يعتبر حيوان لا بشر).
نشرهذا الكتاب الروسي "نيلوس" عام1901م , وطبع منه نسخا قليلة بالروسية سنة 1902م. فكان الفزع عند كل يهود روسيا القيصرية , وهياج الشعب الروسي ضد اليهود.
عاد نيلوس وطبع الكتاب ثانية عام 1905م, ونفدت النسخ. وعندما طبع عام 1917م صادره البلاشفة اليهود الشيوعيون هناك .
إلا أن المتحف البريطاني حصل على نسخة من طبعة 1905م , وسجلت في 10 أغسطس 1906 , ولم يلق الكتاب أي اهتمام إلا بعد الانقلاب الباشفي اليهودي الشيوعي في روسيا, وأعيد طباعته بعد ترجمته حتى عام 1921م. ومنذ ذلك التاريخ لم يطبع بالإنجليزية. كما ترجم إلى الألمانية عام1919م . وقد أشار "العقاد" في مقدمته أنه من عجيب الأمور أن وصلته أكثر من نسخة من هذا الكتاب , كلها ليست من مكتبة رسمية , منها نسخة اشتراها من أحد باعة الكتب القديمة حيث كتب على نسخة الكتاب "إهداء" إلى أحد الأطباء وطباعة إنجليزية عام 1921م .
وقد ربط المترجم بين الكتاب, وتلك المؤتمرات الدورية بين حكماء الصهيونية من رؤساء الجمعيات اليهودية في كل بلدان العالم و منها المغرب . منذ المؤتمر الأول عام 1897 في مدينة "بازل" بسويسرا .. إلى آخرها (حين كتب المترجم مقدمته عام 1960م) في عام 1951م في إسرائيل والهدف من الثلاثة والعشرين مؤتمرا خلال تلك الفترة هو البحث في الإجراءات التنفيذية لقرارات الحكماء اليهود!
وتتمثل عناصر المؤامرة التي قررها حكماء صهيون على بلدان العالم ببعض الملامح: وضع خطة سرية غايتها الاستيلاء على العالم أجمع لصالح اليهود وحدهم. يسعى اليهود للسيطرة على الحكومات بكل السبل. الوقيعة بين الحكومات والشعوب, بحيث يتم بذر بذور الخلاف .
الهيمنة على الاقتصاد بامتلاك ذهب العالم. ومن يملك الذهب يجب أن يسيطر على الصحف ودور الطباعة والنشر ودور التعليم والمسارح . وغيرها من المؤسسات المؤثرة على الرأي العام. الاستعانة بأمريكا والصين واليابان لتأديب أوروبا. يجب أن يساس الناس كما تساس البهائم. الادعاء بأن كل طرق الحكم في العالم فاسدة. تشجيع الجمعيات السرية اليهودية وغيرها حتى تلك التي تعمل في مجال الفن والدين والسيطرة عليها.
ومع ذلك ، فمن الحكمة أن نعرض لما تعرض له "العقاد" في مقدمته حول مصداقية هذا الكتاب. هناك مجموعتان من الآراء: الأولى ترى أن هذا الكتاب صادق, وقد صدر عن حكماء صهيون فعلا. والدليل على ذلك أنه لم يأت بجديد. فالمتابع لكتابات وأراء اليهود منذ فترات بعيدة عن تاريخ نشره, يجد توافقا بين جملة الآراء المعروفة عن اليهود وعما جاء بحكماء صهيون. كما أن التلمود تحديدا أبرز أغلب ما ورد في الكتاب, وربما الاختلاف في التناول أو أسلوب العرض. حيث وردت بالتلمود على الإجمال, بينما وردت الأفكار نفسها في البروتوكولات تفصيلا. وهناك من يقول أننا لسنا في حاجة إلى إثبات أو إنكار مضمون الكتاب, فالمتابع للأحداث اليومية والمتتابعة لليهود في العالم منذ بداية الحركة الصهيونية, سوف يلمس تطبيقات أفكار الكتاب عمليا. المهم - كالماكيافيلية - ليس من الذي كتبها بل من الذي يطبقها !
أظن أن عرض الاستاذ الكاتب الكبير عباس محمود العقاد متبعا أسلوبه النقدي المعروف, يجعل من قراءة الكتاب متعة مضافة بلا انفعال أو افتعال , وعلى القارئ أن يصدر حكمه بنفسه بعد قراءة الكتاب
و إن كان لي شخصيا أن أصدر حكمي, فلا غضاضة من القول بصدق أن ما كتب في هذا الكتاب, وإن لم يكن بالمفردات والكلمات, فهي حقيقية بالمعنى. وهو ما نراه ونسمعه ونتابعة - في الواقع - يوما بعد يوم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق