23 ديسمبر 2009

أصـــول الحــــوار

 أصـــول الحــــوار

التعريف :
الحوار هو المناقشة بين الطرفين أو أطراف بقصد تصحيح كلام أو إظهار حجة ، وإثبات حق ، ودفع شبهة ،ورد الفاسد من القول أو الرأي على اختلاف وسائله.

غاية الحوار :
قد سبقت في ثنايا التعريف ، قال الحافظ الذهبي : ( إنما وضعت المناظرة لكشف الحق ، وإفادة العالم الأذكى العلم لِمن دونه ، وتنبيه الأغفل الأضعف ).

وثمت غايات فرعية أو ممهدة لهذه الغاية ، منها :
- إيجاد حل وسط يرضي الأطراف.
- التعرف على وجهات النظر.
- البحث والتنقيب للاستقصاء والاستقراء.

وقوع الخلاف بين الناس :
الخلاف سنة الله في خلقه : ( ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم ) لكن ليس المراد أنه سبحانه خلقهم ليختلفوا ، فاللام ليست للغاية وإنما للصيرورة أي لثمرة الاختلاف خلقهم والثمرة فريق في الجنة وفريق في السعير ، وقد تحمل على التعليل أي : كل منهم لشأن وعمل .

وضوح الحق وجلاؤه :
فإن النفوس إذا تجردت من أهوائها وجدَّت في تلمس الحق فإنها مهدية إليه ، بل إن في فطرتها ما يهديها لقوله صلى الله عليه وسلم : ( ما من مولود إلا يولد على الفطرة ).

مواطن الاتفاق :
إن بدء الحديث والحوار بمواطن الاتفاق طريق إلى كسب الثقة . فدع صاحبك يوافق ويجيب بـ(نعم) وحُلْ ما استطعت بينه وبين ( لا ) فإن قال ( لا ) فقد أوجبت عليه كبرياؤه أن يظل مناصراً لنفسه.

أصول الحوار :

الأول :
سلوك الطرق العلمية والتزامها ، من تقديم الأولى المثبتة أو المرجحة للدعوى ، ومن صحة الثقل في الأمور المنقولة قال تعالى : (قل هاتوا برهانكم ). ولذا قال العلماء : إن كنت ناقلاً فالصحة ، وإن كنت مدعياً فالدليل .

الثاني :
سلامة كلام المناظر ودليله من التناقض . وهذا ما وقع فيه أهل الشرك الذين قال الله عنهم ( وإن يروا آية يعرضوا و يقولوا سحر مستمر ) وهو تناقض ، فالسحر لا يكون مستمراً والمستمر لا يكون سحراً وهذا على أحد الوجهين في تفسير الآية .

الثالث :
ألا يكون الدليل هو عن الدعوى . وإلا كان إعادة للدعوى بضعة أخرى .

لرابع :
الاتفاق على منطلقات ثابتة وقضايا مسلَّمة سواء كانت عقلية أم نقلية كأوامر الشرع الصريحة كالأمر بالحجاب ونحوه ومن الخطأ غير المقصود عند بعض الكاتبين إثارة قضية حسمها الشرع كالحجاب بقصد إثباتها وصلاحيتها.

الخامس :
التجرد وقصد الحق ، والبعد عن التعصب ، والالتـزام بأدب الحوار :
قال الشافعي رحمه الله : ' ما كلمت أحداً قط إلا أحببت أن يوفق ويسدد ويعان ، وتكون عليه رعاية الله وحفظه ، وما ناظرني فباليت ! أظهرت الحجة على لسانه أو لساني '.

الأصل السادس :
أهلية المحاور ، فمن الخطأ أن يتصرف للدفاع عن الحق من كان على الباطل ، أو من لا يعرف الحق ، أو من لا يجيد الدفاع عن الحق ، أو من لا يدرك مسالك الباطل ، والذي يجمع ذلك كلمة ( العلم ).

الأصل السابع :
قطعية النتائج ونسبيتها ، فليس من شرط الحوار الناجح أن ينتهي أحد الطرفين إلى قول الآخر.

الأصل الثامن :
الرضا والقبول بالنتائج التي يتوصل إليها المتحاورون ، والالتـزام الجاد بها ، وبما يترتب عليها ، قال الشافعي رحمه الله : ' ما ناظرت أحداً فقبل مني الحجة إلا عظم في عيني ولا ردها إلا سقط من عيني '.

أدب الحوار :
1/ التـزام القول الحسن ، وتجنب منهج التحدي والإفحام ( وقول للناس حسناً ) لأن كسب القلوب على كسب المواقف . ويتثنى من ذلك ما بين الله تعالى بقوله : ( لا يحب الله الجهر بالسوء إلا من ظلم ).
ومن الأدب : تحاشي استخدام ضمير المتكلم إفراد أو جمعاً عند المناقشة والحوار .
ومنه : ألا يفترض في صاحبه الذكاء المفرط ، كما لا يفترض فيه الغباء والمطبق وإنما يأخذه بحسب عقله ومدراكه .

2/ الالتـزام بوقت محدد في الكلام وإلا حصل الملل وعدم الفائدة.

ليست هناك تعليقات: