الحوار مع الأبناء رغبة واستعداد من كلا الطرفين.
المشكلات والمعوقات التي تقف حجر عثرة في طريق هذا الحوار,كما عبر عنها الأبناء والآباء يمكن
المشكلات والمعوقات التي تقف حجر عثرة في طريق هذا الحوار,كما عبر عنها الأبناء والآباء يمكن
تصنيفها الى :
* ثقافة الأب
فقد يجهل الأب ثقافة مجتمعه,فهو لم يتجاوز
* ثقافة الأب
فقد يجهل الأب ثقافة مجتمعه,فهو لم يتجاوز
المرحلة السنية التي كان يعيشها,ويخضع تفسيراته لهذه الرؤية المحدودة,ولايقبل غيرها.
أو يجهل الأب ثقافة المرحلة السنية التي يعيشها ابنه ومتطلباتها,أو اعتقاد الابن بأن طريقة تفكير والده,واختلاف طبيعة المشكلات التي يمر بها الأبناء الآن عن المشكلات التي مر بها الآباء.
وقد لايلم الوالد بالموضوعات التي تسيطر على اهتمام أولادهوالأمر الذي يدعو كل أب الى أن يساير ابناءه,ويقترب من تفكيرهم,ويتعرف على ميولهم واتجاهاتهم وطموحاتهم,حتى لايشعر الابن ان حواره مع أبيه يسير في طريق مسدود.
* طريقة التعبير عن الخلاف في وجهات النظر بين الزوجين:
لن تتفق آراء الأب والأم في المنزل في كل شيء,والخلاف بينهما مثمر في استفادة الأبناء من هذا الخلاف,إذ عن طريق هذا الخلاف يتعرف الأبناء على وجهة نظر ومنطق كل طرف,وينتقل إليهما بصورة مبسطة مشروعية الاختلاف للوصول الى وجهة نظر صحيحة.
ولكن طريقة الاختلاف هي التي نقصدها,والتي ينبغي أن تبتعد عن تسفيه كل طرف لوجهات نظر الطرف الآخر,أوعدم الإنصات لها.
* ضعف الثقة:
تعد الثقة التي بين الآباء والأبناء هي الأرضية المشتركة التي ينشأ عليها الحوار الفعال,فإذا تسرب الى الابن أن والديه لايثقان في تصرفاته توقف الحوار تلقائياً,وأحس الابن بعدم الراحة في الحديث معهما.
وتنشأ هذه المشكلة من المتابعة الزائدة,وافتراض كذبه,والتجسس عليه,وعدم احترام خصوصيته واستقلاليته.
* عدم الاقتناع بما يقوله الأب:
عبر بعض الأبناء عن ذلك بقوله: (لعدم التوافق بيننا وبين الآباء),وعبر بعضهم : ( لعدم الاقتناع ),وآخرون : ( لعدم الانسجام الفكري ).
* أبي لاينصت إلي
الإنصات الى الأبناء أحد أبرز مقومات الحوار الفعال مع الأبناء,وبإنعدامه ينعدم الحوار,ووجوده يغري الأبناء على الحديث,ومانقصده هنا هو الإنصات الواعي,ومشاركة الابن الحديث عن طريق هذا الإنصات العملي.
* لايستمعون الى الكلام:
ابنائي لايستمعون الى حديثي,أي لاينفذون ما أمر به,وهذا يؤدي الى توقف الحوار..وكأننا نقرن هنا بين الاستماع وبين التنفيذ,ولكن الأليق ان نسأل أبناءنا :لماذا لم ينفذوا ما اتفقنا عليه؟
هل طبيعة الموضوعات والأشياء المطلوبة تفوق إمكاناتهم؟ أم أنها لاتناسب تفكيرهم؟ حتى تتوافر لدينا الخبرات التراكمية في طبيعة الموضوعات التي نتحاور معهم فيها مستقبلاً.
* إخفاق الأبناء:
فرضت علينا ظروف,منها أن نخوض بأبنائنا سباقاً في التعليم يلهث فيه معنا الأبناء بشكل قد يتناقص مع إمكانياتهم وظروفهم وقدراتهم,وقد يخفق الأبناء في هذا السباق,ولايصلون الى مانود,أو يحصلون على درجات منخفضة,ويكثر اللوم والعتاب,ثم يتوقف الحديث,لأننا لم نشأ تحويل طبيعة الموضوع,وصممنا على موضوع معين قد لاتسعف قدرات ابنائنا تحقيقه.
لذلك – عزيزي الأب – لاتكن تقليدياً,تخلص من ضغوط المجتمع والواقع,وانظر لكل فرد من أبنائك على أنه نسيج وحده,واكتشف نقاط تميزه,وحاول أن تشير إليها دائماً,فقد تحفزه هذه النقاط للتغلب على نقاط ضعفه,وسيحب الحديث معك في الموضوعات التي يشعر بتميزه فيها.
* ضغوط العمل والحياة:
نحن لانتحدث مع أبينا,إذ إننا نجده دائماً مشغولاً بعمله,ونستسهل الحديث مع الأم,ونتركه لانشغاله ومايسببه هذا الانشغال من عصبية وغضب,وكذلك تحمله للمشكلات المنزلية والمعيشية.
* تصميم الأب على رأيه:
لايحب الأبناء ان يدخلوا في حوار يعلمون أن نهايته قسرهم على وجهة نظر معينة,يصر فيها الأب على رأيه,وأنه هو الذي سينفذ في النهاية,فلا جدوى من النقاش.
لذا ينبغي ان يكون الأب صبوراً,ويتعامل مع آراء أبنائه بهدوء,ولاضير ان ينتهي الى آرائهم إذا وجد فيها الصوابوولم تلحق بهم الضرر.
* عدم التزامنا بآداب الحوار:
ينصرف بعض الآباء عن الحديث عن الحوار مع أبنائهم,لعدم التزام الأبناء بآداب الحديث,مثل :التطرق الى موضوعات فرعية,وعدم الإنصات الى الأب أو الأم أثناء الحوار,وإصرار الأبناء على آرائهم.
وينبغي على الأب أن يتمهل ويعلم أبناءه كيف ينصتون,وكيف يتحدثون ويلتزمون بأدب الحوار,ولا يمل من التوجيه المستمر المتأني في هذا الاطار,وألا يتعجل أن يكون الأبناء على الصورة التي وصل هو إليها,إذ إن للزمن وللوقت حكمة,(الوقت – كما يقولون – جزء من العلاج).
* عدم قدرة الأب على إجراء حوار فعال مع أبنائه:
فإذا كان الأب لم يتعلم بعد مهارة الحوار مع أبنائه توقف الحوار,وأصبح حواراً موسمياً,فقد يكثر الأب الحديث مع أبنائه مستعملاً الأسئلة المغلقة التي لاتشجع الابن على أن يفضي بمكنونات صدره,أو أن يتعمد السخرية من أبنائه,وملاحقتهم بالكلمات النابية الجارحة التي توقف مجرى الحوار بينهم,أو أن يصر على فتح حوار في موضوع لايناسب الوقت طرحه,فبعض الوقت أيمن من بعضه.
ومن الحكمة إرجاء بعض الموضوعات الى الوقت الذي يرغب فيه الأبناء,أو التسرع في الحكم على الأشياء بالشكل الذي يحكم من خلاله الابن على الأب بأنه غير موضوعي وغير منصف,أو الحديث المباشر في بعض الموضوعات,إذ إن بعض الموضوعات يستطيع الأب أن يصل الى مراده في التعرف عليها من خلال الحوار غير المباشر.
* إحساس الأب بعدم جدوى الحوار:
كثيراً ماينشغل أبناؤنا بأشياء أخرى ويعزفون عن الحوار معنا,مثل: اللعب,أو الترفيه,من ثم يشعر الأب بعدم جدوى الحوار,وينبغي أن يتنبه الأب لذلك,وألا يتدخل أو يطرح موضوعات للحوار إلا إذا كان الوقت مناسباً,والابن راغباً في الحديث,أو قد يشارك الأب أبناءه ألعابهم,وأثناء اللعب والانسجام يفتح الأب الحوار بصورة غير مباشرة,وينبغي هنا أن يتحين الأب الفرصة التي تصنعها المواقف أو التي يرغبها الابن.
أو يجهل الأب ثقافة المرحلة السنية التي يعيشها ابنه ومتطلباتها,أو اعتقاد الابن بأن طريقة تفكير والده,واختلاف طبيعة المشكلات التي يمر بها الأبناء الآن عن المشكلات التي مر بها الآباء.
وقد لايلم الوالد بالموضوعات التي تسيطر على اهتمام أولادهوالأمر الذي يدعو كل أب الى أن يساير ابناءه,ويقترب من تفكيرهم,ويتعرف على ميولهم واتجاهاتهم وطموحاتهم,حتى لايشعر الابن ان حواره مع أبيه يسير في طريق مسدود.
* طريقة التعبير عن الخلاف في وجهات النظر بين الزوجين:
لن تتفق آراء الأب والأم في المنزل في كل شيء,والخلاف بينهما مثمر في استفادة الأبناء من هذا الخلاف,إذ عن طريق هذا الخلاف يتعرف الأبناء على وجهة نظر ومنطق كل طرف,وينتقل إليهما بصورة مبسطة مشروعية الاختلاف للوصول الى وجهة نظر صحيحة.
ولكن طريقة الاختلاف هي التي نقصدها,والتي ينبغي أن تبتعد عن تسفيه كل طرف لوجهات نظر الطرف الآخر,أوعدم الإنصات لها.
* ضعف الثقة:
تعد الثقة التي بين الآباء والأبناء هي الأرضية المشتركة التي ينشأ عليها الحوار الفعال,فإذا تسرب الى الابن أن والديه لايثقان في تصرفاته توقف الحوار تلقائياً,وأحس الابن بعدم الراحة في الحديث معهما.
وتنشأ هذه المشكلة من المتابعة الزائدة,وافتراض كذبه,والتجسس عليه,وعدم احترام خصوصيته واستقلاليته.
* عدم الاقتناع بما يقوله الأب:
عبر بعض الأبناء عن ذلك بقوله: (لعدم التوافق بيننا وبين الآباء),وعبر بعضهم : ( لعدم الاقتناع ),وآخرون : ( لعدم الانسجام الفكري ).
* أبي لاينصت إلي
الإنصات الى الأبناء أحد أبرز مقومات الحوار الفعال مع الأبناء,وبإنعدامه ينعدم الحوار,ووجوده يغري الأبناء على الحديث,ومانقصده هنا هو الإنصات الواعي,ومشاركة الابن الحديث عن طريق هذا الإنصات العملي.
* لايستمعون الى الكلام:
ابنائي لايستمعون الى حديثي,أي لاينفذون ما أمر به,وهذا يؤدي الى توقف الحوار..وكأننا نقرن هنا بين الاستماع وبين التنفيذ,ولكن الأليق ان نسأل أبناءنا :لماذا لم ينفذوا ما اتفقنا عليه؟
هل طبيعة الموضوعات والأشياء المطلوبة تفوق إمكاناتهم؟ أم أنها لاتناسب تفكيرهم؟ حتى تتوافر لدينا الخبرات التراكمية في طبيعة الموضوعات التي نتحاور معهم فيها مستقبلاً.
* إخفاق الأبناء:
فرضت علينا ظروف,منها أن نخوض بأبنائنا سباقاً في التعليم يلهث فيه معنا الأبناء بشكل قد يتناقص مع إمكانياتهم وظروفهم وقدراتهم,وقد يخفق الأبناء في هذا السباق,ولايصلون الى مانود,أو يحصلون على درجات منخفضة,ويكثر اللوم والعتاب,ثم يتوقف الحديث,لأننا لم نشأ تحويل طبيعة الموضوع,وصممنا على موضوع معين قد لاتسعف قدرات ابنائنا تحقيقه.
لذلك – عزيزي الأب – لاتكن تقليدياً,تخلص من ضغوط المجتمع والواقع,وانظر لكل فرد من أبنائك على أنه نسيج وحده,واكتشف نقاط تميزه,وحاول أن تشير إليها دائماً,فقد تحفزه هذه النقاط للتغلب على نقاط ضعفه,وسيحب الحديث معك في الموضوعات التي يشعر بتميزه فيها.
* ضغوط العمل والحياة:
نحن لانتحدث مع أبينا,إذ إننا نجده دائماً مشغولاً بعمله,ونستسهل الحديث مع الأم,ونتركه لانشغاله ومايسببه هذا الانشغال من عصبية وغضب,وكذلك تحمله للمشكلات المنزلية والمعيشية.
* تصميم الأب على رأيه:
لايحب الأبناء ان يدخلوا في حوار يعلمون أن نهايته قسرهم على وجهة نظر معينة,يصر فيها الأب على رأيه,وأنه هو الذي سينفذ في النهاية,فلا جدوى من النقاش.
لذا ينبغي ان يكون الأب صبوراً,ويتعامل مع آراء أبنائه بهدوء,ولاضير ان ينتهي الى آرائهم إذا وجد فيها الصوابوولم تلحق بهم الضرر.
* عدم التزامنا بآداب الحوار:
ينصرف بعض الآباء عن الحديث عن الحوار مع أبنائهم,لعدم التزام الأبناء بآداب الحديث,مثل :التطرق الى موضوعات فرعية,وعدم الإنصات الى الأب أو الأم أثناء الحوار,وإصرار الأبناء على آرائهم.
وينبغي على الأب أن يتمهل ويعلم أبناءه كيف ينصتون,وكيف يتحدثون ويلتزمون بأدب الحوار,ولا يمل من التوجيه المستمر المتأني في هذا الاطار,وألا يتعجل أن يكون الأبناء على الصورة التي وصل هو إليها,إذ إن للزمن وللوقت حكمة,(الوقت – كما يقولون – جزء من العلاج).
* عدم قدرة الأب على إجراء حوار فعال مع أبنائه:
فإذا كان الأب لم يتعلم بعد مهارة الحوار مع أبنائه توقف الحوار,وأصبح حواراً موسمياً,فقد يكثر الأب الحديث مع أبنائه مستعملاً الأسئلة المغلقة التي لاتشجع الابن على أن يفضي بمكنونات صدره,أو أن يتعمد السخرية من أبنائه,وملاحقتهم بالكلمات النابية الجارحة التي توقف مجرى الحوار بينهم,أو أن يصر على فتح حوار في موضوع لايناسب الوقت طرحه,فبعض الوقت أيمن من بعضه.
ومن الحكمة إرجاء بعض الموضوعات الى الوقت الذي يرغب فيه الأبناء,أو التسرع في الحكم على الأشياء بالشكل الذي يحكم من خلاله الابن على الأب بأنه غير موضوعي وغير منصف,أو الحديث المباشر في بعض الموضوعات,إذ إن بعض الموضوعات يستطيع الأب أن يصل الى مراده في التعرف عليها من خلال الحوار غير المباشر.
* إحساس الأب بعدم جدوى الحوار:
كثيراً ماينشغل أبناؤنا بأشياء أخرى ويعزفون عن الحوار معنا,مثل: اللعب,أو الترفيه,من ثم يشعر الأب بعدم جدوى الحوار,وينبغي أن يتنبه الأب لذلك,وألا يتدخل أو يطرح موضوعات للحوار إلا إذا كان الوقت مناسباً,والابن راغباً في الحديث,أو قد يشارك الأب أبناءه ألعابهم,وأثناء اللعب والانسجام يفتح الأب الحوار بصورة غير مباشرة,وينبغي هنا أن يتحين الأب الفرصة التي تصنعها المواقف أو التي يرغبها الابن.
دور الأب في هداية ابنه؟
إن حديث الهداية يُطرب النفس، ويسر الخاطر، وخصوصاً إن كان المعني بها فلذة الكبد، وقرة العين.. ذاك أن نهاية المطاف "وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ" [الطور:21]، وهي بريد السعادة في الدنيا والآخرة، جاء في إحياء علوم الدين: (فأما الهداية فلا سبيل لأحد إلى طلب السعادة إلا بها، لأن داعية الإنسان قد تكون مائلة إلى ما فيه صلاح آخرته، ولكن إذا لم يعلم ما فيه صلاح آخرته حتى يظن الفساد صلاحاً فمن أين ينفعه مجرد الإرادة؟ فلا فائدة في الإرادة والقدرة والأسباب إلا بعد الهداية).
أسعدك الله في الدنيا والآخرة، ورزقك ووالديك وذريتك الهدى والتقى والعفاف والغنى.. اللهم آمين.
أسعدك الله في الدنيا والآخرة، ورزقك ووالديك وذريتك الهدى والتقى والعفاف والغنى.. اللهم آمين.
للأب دور كبير في هداية ابنه.. كيف لا!! وقد قال صلى الله عليه وسلم: "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه" (رواه مسلم).. فهو سبب مؤثر رئيس في نقاء فطرة أبنائه، واستقامة سلوكياتهم وأفكارهم، ومنع المؤثرات السلبية من اجتياح عقولهم.. بل إن هداية الابن وتربيته خير ما تُصرف له الأوقات، وتجتمع لتحقيقه الطاقات، وتبذل في سبيله الأموال والخبرات.
وللوالدين قصب السبق في هداية وتربية أولادهما ؛ ذلك أنهما الأقرب، والأقوى تأثيراً، والأكثر ممارسة لمهمة التربية والتوجيه والتدريب والتأديب، إلا أنهما سبب من الأسباب، لهما هداية البيان والدلالة فقط، يقول شيخ الإسلام ابن القيم في كتابه (بدائع الفوائد) حين حديثه عن أنواع الهداية: (الثَّانِي: هِدَايَةُ الْبَيَانِ وَالدَّلَالَةِ وَالتَّعْرِيفِ لِنَجْدَيْ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، وَطَرِيقَيْ النَّجَاةِ وَالْهَلَاكِ. وَهَذِهِ الْهِدَايَةُ لَا تَسْتَلْزِمُ الْهُدَى التَّامَّ فَإِنَّهَا سَبَبٌ وَشَرْطٌ لَا مُوجِبٌ، وَلِهَذَا يَنْتَفِي الْهُدَى مَعَهَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى "وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى" أَيْ بَيَّنَّا لَهُمْ وَأَرْشَدْنَاهُمْ وَدَلَلْنَاهُمْ فَلَمْ يَهْتَدُوا، وَمِنْهَا قوله تعالى : "وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ".
ولعل من أبرز ما يمكن أن يكون مؤثراً في هداية الولد وتربيته وصلاحه أموراً عدة منها:
وللوالدين قصب السبق في هداية وتربية أولادهما ؛ ذلك أنهما الأقرب، والأقوى تأثيراً، والأكثر ممارسة لمهمة التربية والتوجيه والتدريب والتأديب، إلا أنهما سبب من الأسباب، لهما هداية البيان والدلالة فقط، يقول شيخ الإسلام ابن القيم في كتابه (بدائع الفوائد) حين حديثه عن أنواع الهداية: (الثَّانِي: هِدَايَةُ الْبَيَانِ وَالدَّلَالَةِ وَالتَّعْرِيفِ لِنَجْدَيْ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، وَطَرِيقَيْ النَّجَاةِ وَالْهَلَاكِ. وَهَذِهِ الْهِدَايَةُ لَا تَسْتَلْزِمُ الْهُدَى التَّامَّ فَإِنَّهَا سَبَبٌ وَشَرْطٌ لَا مُوجِبٌ، وَلِهَذَا يَنْتَفِي الْهُدَى مَعَهَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى "وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى" أَيْ بَيَّنَّا لَهُمْ وَأَرْشَدْنَاهُمْ وَدَلَلْنَاهُمْ فَلَمْ يَهْتَدُوا، وَمِنْهَا قوله تعالى : "وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ".
ولعل من أبرز ما يمكن أن يكون مؤثراً في هداية الولد وتربيته وصلاحه أموراً عدة منها:
-1صلاح الوالدين:
جاء في تفسير البغوي رحمه الله، عند تأويل قوله تعالى: "وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا" [الكهف:82]، قال محمد بن المنكدر رحمه الله: "إن الله يحفظ بصلاح العبد ولده، وولد ولده، وعترته، وعشيرته، وأهل دويرات حوله، فما يزالون في حفظ الله ما دام فيهم"، وقال سعيد بن المسيب رحمه الله: (إني لأصلي فأذكر ولدي فأزيد في صلاتي).
يقول ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية: (فيه دليل على أن الرجل الصالح يُحفظ في ذريته، وتشمل بركة عبادته لهم في الدنيا والأخرى بشفاعته فيهم، ورفع درجتهم إلى أعلى درجة في الجنة؛ لتقرّ عينه بهم).
-2 الدعاء:
جاء في كتاب الظلال تعليقاً على قول الله تعالى: "وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ" [الأحقاف:15]، قال: (وهي رغبة القلب المؤمن في أن يتصل عمله الصالح في ذريته. وأن يؤنس قلبه شعوره بأن في عقبه من يعبد الله ويطلب رضاه. والذرية الصالحة أمل العبد الصالح. وهي آثر عنده من الكنوز والذخائر. وأروح لقلبه من كل زينة الحياة).
فلنتخير للدعاء الأزمنة الفاضلة، والأماكن الشريفة، والحالات التي يكون فيها الداعي متمسكناً، متقرباً إلى الله بشيء من الأعمال الصالحة، والقربات الخالصة، نًكثر فيها من الدعاء لذرياتنا، لعله يوافق باباً مفتوحاً فيستجيب الكريم الرحمن، فكم من أم، وكم من أب ، دعا لولده دعوة أسعدته في الدنيا والآخرة.. سيما وأن ذلك هدي الأنبياء والصالحين "رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ" [إبراهيم:40]، "رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ" [الفرقان:74].
-3العلاقة بالله:
المهمة الأسمى للوالدين في تربية أبنائهم، والمؤثر الأكبر في هدايتهم، فكلما كانت قلوب فلذات أكبادنا متعلقة بالله العظيم، كلما كان ذلك سياجاً حصيناً يحفظ فطرهم، ويقوي إيمانهم، ويبعدهم عن الزلل، وسوء القول والعمل، ولنتأمل كلام ابن عباس رضي الله عنهما، وهو يحدثنا عن توجيه الحبيب صلى الله عليه وسلم له: (كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال: "يا غلام احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف" رواه أحمد والترمذي.
-4 القدوة الحسنة، والبيئة الإيمانية:
الإنسان بفطرته يحتاج إلى قدوة تكون مثار إعجابه واحترامه؛ حتى يرتبط بها في فعلها وقولها، والوالدان يمثلان الجانب التطبيقي للسلوكيات التي تُعرض أمام أولادهم، ومن هنا فأقوال الوالدين وأفعالهما وطرائق سلوكياتهما وتصرفاتهما في الأحداث والمواقف التي يعيشانها، هي مصدر ثري لتغذية سلوكيات الأولاد، كما أن البيئة المحيطة بالأولاد ذكوراً كانوا أو إناثاً إن كانت إيمانية صالحة محافظة، فسيكون أثرها في الغالب صلاحاً واستقامة وتميزاً عليهم بإذن الله، فصلاة الفريضة في المسجد، والنافلة في البيت، والألفاظ الحسنة ، والصدق في الأقوال، وغض البصر عن المحارم، والأمانة، وغير ذلك كلها ميدان اقتداء من الوالدين لولدهما، كما ينبغي انتهاز المواقف والأحداث المناسبة لغرس النواحي الإيمانية والتربوية فيه.
-5 بناء الثقة بالنفس:
عن سهل بن سعد قال: "أتي النبي صلى الله عليه وسلم بقدح فشرب منه وعن يمينه غلام أصغر القوم والأشياخ عن يساره فقال: "يا غلام أتأذن أن أعطيه الأشياخ؟" فقال: ما كنت لأوثر بفضل منك أحدا يا رسول الله فأعطاه إياه" متفق عليه.
هنا أستأذن صلى الله عليه وسلم الغلام صاحب الحق في شرب القدح بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لكونه عن يمين المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأسامة بن زيد ذي السبعة عشر ربيعاً يقود جيشاً فيه كبار الصحابة رضي الله عنهم، ومعاذ بن جبل يؤم القوم وهو في مقتبل عمره.. صور رائعة في مدرسة النبوة تتيح لهم التعبير عن ذواتهم بكل أريحية، وتحترم اختياراتهم، وتوليهم المسؤوليات المناسبة لقدراتهم، والحوار معهم بنفس هادئة، ومرتكزات واضحة، بعيداً عن الإملاءات والتحقير ومصادرة الرغبات، كما أنه من أسباب بناء الثقة لدى الولد خَصِّه ببعض الأسرار والاستشارات المناسبة دون غيره.
6 -البيئة الجاذبة.. لا الطاردة:
وحتى تُقطع صلة أبنائنا برفاق السوء، والأفكار الهدَّامة ؛ ينبغي أن تكون بيوتنا محاضن جاذبة لا طاردة، يجدون فيها الغذاء الروحي، والعاطفي، والفكري، يُحِسُّون بمكانتهم العالية بين يدي والديهم وإخوتهم، بشاشة، وترحيباً، وتقديراً، وثناءً، وأحاسيس متبادلة، ومشاركة فاعلة بالرأي والعمل.
إن من الأهمية القصوى لدى الأبوين أن تكون قلوبهما ونفوسهما وأسماعهما مشرعة لأحاديث وأفكار ومشاعر ورغبات أبنائهما، وإلا سيبحثون في الخارج عمن يستمع إليهم ويحتويهم، وهنا مكمن الخطورة إن كان هذا المتلقي ممن لا يخاف الله والدار الآخرة، إذ أن الوِجْهَة ستكون وبالاً على الفرد، وعلى أسرته ومجتمعه، نسأل الله السلامة.
يقول الدكتور خالد الحليبي: (ومن أبرز وسائل تحقيق الأمن النفسي للولد، إشباع الحاجات النفسية والفطرية والفيسلوجية، وإشباع الحاجة إلى الأمن والاستقرار المادي، والاقتراب الجسدي بالمسح واللمس والضم والتقبيل، والدعم العاطفي باللغة والإشارة والدمعة والضحكة، والإنصات المبدع، والتوسط بين الحماية والاستقلالية، والإشباع الجنسي السليم؛ سواء بتصريف الطاقة الجنسية في أعمال جليلة، أو الرياضة الحسنة، أو بالزواج الطريق الشرعي الوحيد، ودعم التفاعل الاجتماعي، وتكريس الإحساس بالانتماء للأسرة، ثم للوطن ثم للأمة، وكل ذلك ضمن الانتماء للدين، وإشباع الحاجة للعب والمرح، والحاجة إلى تقدير الذات ذاتيا وغيريا، وتوجيه ورعاية واستثمار الحاجة إلى بلوغ الأهداف بالقدرات الذاتية).
7-الاستثمار في الولد:
نعم.. لنتعامل مع فلذات أكبادنا على أنهم رأس مال عزيز، وسبيل ربح وفير، وأمان بإذن الله من الفقر والحاجة، أليس الولد الصالح من الباقيات لنا بعد الممات "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" رواه مسلم!! فلِمَ إذا لا نستثمر جهدنا وأموالنا وأفكارنا في أولادنا، نتفرغ لتربيتهم منذ نعومة أظفارهم، أو نُخَصِّص لهم مربياً ومؤدبا، يَتَّصف برسوخ العقيدة الإسلامية، والإلمام بالمواد التي يدرُسُها الابن، ويراعِي ميول وحاجات الأطفال ومعاملتهم بالإحسان والتلطّف، نلحقهم بحلق القرآن الكريم، نُعَرِّفهم مبادئ الدين الإسلامي، واللغة العربية، وبعض العلوم الأخرى، نُقوِّم ألسنتهم بالقراءة الصحيحة، وبحفظ شيء من الأحاديث النبوية، وأشعار العرب وأمجادهم، نؤكد فيهم شخصيتهم المتميزة، نُنّمِّي فيهم بعض المهارات النافعة، ونتعاون معهم لرسم أهداف واضحة ومثمرة في حياتهم، وفي الجملة العمل على تنشئتهم النشأة الصالحة، وغرس الأخلاق الحميدة والمبادئ الفاضلة في نفوسهم.
-8 الصاحب ساحب:
وكل قرين بالمقارن يقتدي، ولذا ينبغي توجيه الولد لاختيار الرفقة الصالحة النافعة، ومتابعته فيمن يلتقيهم وإن كان صغيراً، على أن تكون هذه المتابعة بشكل غير ملحوظ، ولا يدل على شك أو تخوين، ثم على الوالدين معاملة أولادهما معاملة الأخ أو الصديق، وفتح ميادين حوارية معه وإن صغرَ سِنُّه.
-9وأخيراً
المهمة الأسمى للوالدين في تربية أبنائهم، والمؤثر الأكبر في هدايتهم، فكلما كانت قلوب فلذات أكبادنا متعلقة بالله العظيم، كلما كان ذلك سياجاً حصيناً يحفظ فطرهم، ويقوي إيمانهم، ويبعدهم عن الزلل، وسوء القول والعمل، ولنتأمل كلام ابن عباس رضي الله عنهما، وهو يحدثنا عن توجيه الحبيب صلى الله عليه وسلم له: (كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال: "يا غلام احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف" رواه أحمد والترمذي.
-4 القدوة الحسنة، والبيئة الإيمانية:
الإنسان بفطرته يحتاج إلى قدوة تكون مثار إعجابه واحترامه؛ حتى يرتبط بها في فعلها وقولها، والوالدان يمثلان الجانب التطبيقي للسلوكيات التي تُعرض أمام أولادهم، ومن هنا فأقوال الوالدين وأفعالهما وطرائق سلوكياتهما وتصرفاتهما في الأحداث والمواقف التي يعيشانها، هي مصدر ثري لتغذية سلوكيات الأولاد، كما أن البيئة المحيطة بالأولاد ذكوراً كانوا أو إناثاً إن كانت إيمانية صالحة محافظة، فسيكون أثرها في الغالب صلاحاً واستقامة وتميزاً عليهم بإذن الله، فصلاة الفريضة في المسجد، والنافلة في البيت، والألفاظ الحسنة ، والصدق في الأقوال، وغض البصر عن المحارم، والأمانة، وغير ذلك كلها ميدان اقتداء من الوالدين لولدهما، كما ينبغي انتهاز المواقف والأحداث المناسبة لغرس النواحي الإيمانية والتربوية فيه.
-5 بناء الثقة بالنفس:
عن سهل بن سعد قال: "أتي النبي صلى الله عليه وسلم بقدح فشرب منه وعن يمينه غلام أصغر القوم والأشياخ عن يساره فقال: "يا غلام أتأذن أن أعطيه الأشياخ؟" فقال: ما كنت لأوثر بفضل منك أحدا يا رسول الله فأعطاه إياه" متفق عليه.
هنا أستأذن صلى الله عليه وسلم الغلام صاحب الحق في شرب القدح بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لكونه عن يمين المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأسامة بن زيد ذي السبعة عشر ربيعاً يقود جيشاً فيه كبار الصحابة رضي الله عنهم، ومعاذ بن جبل يؤم القوم وهو في مقتبل عمره.. صور رائعة في مدرسة النبوة تتيح لهم التعبير عن ذواتهم بكل أريحية، وتحترم اختياراتهم، وتوليهم المسؤوليات المناسبة لقدراتهم، والحوار معهم بنفس هادئة، ومرتكزات واضحة، بعيداً عن الإملاءات والتحقير ومصادرة الرغبات، كما أنه من أسباب بناء الثقة لدى الولد خَصِّه ببعض الأسرار والاستشارات المناسبة دون غيره.
6 -البيئة الجاذبة.. لا الطاردة:
وحتى تُقطع صلة أبنائنا برفاق السوء، والأفكار الهدَّامة ؛ ينبغي أن تكون بيوتنا محاضن جاذبة لا طاردة، يجدون فيها الغذاء الروحي، والعاطفي، والفكري، يُحِسُّون بمكانتهم العالية بين يدي والديهم وإخوتهم، بشاشة، وترحيباً، وتقديراً، وثناءً، وأحاسيس متبادلة، ومشاركة فاعلة بالرأي والعمل.
إن من الأهمية القصوى لدى الأبوين أن تكون قلوبهما ونفوسهما وأسماعهما مشرعة لأحاديث وأفكار ومشاعر ورغبات أبنائهما، وإلا سيبحثون في الخارج عمن يستمع إليهم ويحتويهم، وهنا مكمن الخطورة إن كان هذا المتلقي ممن لا يخاف الله والدار الآخرة، إذ أن الوِجْهَة ستكون وبالاً على الفرد، وعلى أسرته ومجتمعه، نسأل الله السلامة.
يقول الدكتور خالد الحليبي: (ومن أبرز وسائل تحقيق الأمن النفسي للولد، إشباع الحاجات النفسية والفطرية والفيسلوجية، وإشباع الحاجة إلى الأمن والاستقرار المادي، والاقتراب الجسدي بالمسح واللمس والضم والتقبيل، والدعم العاطفي باللغة والإشارة والدمعة والضحكة، والإنصات المبدع، والتوسط بين الحماية والاستقلالية، والإشباع الجنسي السليم؛ سواء بتصريف الطاقة الجنسية في أعمال جليلة، أو الرياضة الحسنة، أو بالزواج الطريق الشرعي الوحيد، ودعم التفاعل الاجتماعي، وتكريس الإحساس بالانتماء للأسرة، ثم للوطن ثم للأمة، وكل ذلك ضمن الانتماء للدين، وإشباع الحاجة للعب والمرح، والحاجة إلى تقدير الذات ذاتيا وغيريا، وتوجيه ورعاية واستثمار الحاجة إلى بلوغ الأهداف بالقدرات الذاتية).
7-الاستثمار في الولد:
نعم.. لنتعامل مع فلذات أكبادنا على أنهم رأس مال عزيز، وسبيل ربح وفير، وأمان بإذن الله من الفقر والحاجة، أليس الولد الصالح من الباقيات لنا بعد الممات "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" رواه مسلم!! فلِمَ إذا لا نستثمر جهدنا وأموالنا وأفكارنا في أولادنا، نتفرغ لتربيتهم منذ نعومة أظفارهم، أو نُخَصِّص لهم مربياً ومؤدبا، يَتَّصف برسوخ العقيدة الإسلامية، والإلمام بالمواد التي يدرُسُها الابن، ويراعِي ميول وحاجات الأطفال ومعاملتهم بالإحسان والتلطّف، نلحقهم بحلق القرآن الكريم، نُعَرِّفهم مبادئ الدين الإسلامي، واللغة العربية، وبعض العلوم الأخرى، نُقوِّم ألسنتهم بالقراءة الصحيحة، وبحفظ شيء من الأحاديث النبوية، وأشعار العرب وأمجادهم، نؤكد فيهم شخصيتهم المتميزة، نُنّمِّي فيهم بعض المهارات النافعة، ونتعاون معهم لرسم أهداف واضحة ومثمرة في حياتهم، وفي الجملة العمل على تنشئتهم النشأة الصالحة، وغرس الأخلاق الحميدة والمبادئ الفاضلة في نفوسهم.
-8 الصاحب ساحب:
وكل قرين بالمقارن يقتدي، ولذا ينبغي توجيه الولد لاختيار الرفقة الصالحة النافعة، ومتابعته فيمن يلتقيهم وإن كان صغيراً، على أن تكون هذه المتابعة بشكل غير ملحوظ، ولا يدل على شك أو تخوين، ثم على الوالدين معاملة أولادهما معاملة الأخ أو الصديق، وفتح ميادين حوارية معه وإن صغرَ سِنُّه.
-9وأخيراً
.. لا ننس أن تربية أبنائنا جهاداً عظيماً، ولا تحصل الهداية لنا ولهم إلا بالمجاهدة، والتغلب على تثبيط الشياطين، وبذل الغالي والرخيص لسلامة معتقدهم، وحُسن مسيرتهم، قال ابن القيم رحمه الله في كتابه الفوائد: قال تعالى: "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا" علق سبحانه الهداية بالجهاد، فأكمل الناس هداية أعظمهم جهادا وأفضل الجهاد جهاد، النفس وجهاد الهوى وجهاد الشيطان وجهاد الدنيا، فمن جاهد هذه الأربعة في الله هداه الله سبل رضاه الموصلة إلى جنته، ومن ترك الجهاد فإنه من الهدى بحسب ما عطل من الجهاد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق