د. راكان عبدالكريم حبيب
كأي خطاب عظيم سجله التاريخ، نحتاج قبل تحليله إلى معرفة أمرين مسبقين الأول، معرفة ماقبل الخطاب والثاني معرفة جو المسرح الذي شهد الخطاب. فالإنطباع السائد قبل سريان مفعول هذا الخطاب هو: أن إسرائيل حالة خاصة ومحصنة من النقد ..لا يستطيع أحد مسائلتها لأن مجرد الشك فيها يعد من المحرمات في العرف الأمريكي والأوروبي . أما المسرح الذي شهد مفعول هذا الخطاب فيتمثل في مجيئ ( الفارس النبيل ) الطيب آردوغان أمام العالم ليرمي القفازات ويقول للعالم بكل صدق وجرأة : كفى .. إنتبهوا هذا بيان للعالم إسرائيل ليست محصنة من النقد.. بل هي متهمة بإرتكاب جرائم انسانية في فلسطين. وأوضح مثال على قوة وأثر هذا البيان الذي فضح إسرائيل هو حالة الذهول التي اٌصيب بها شيمون بيريزوهو ينظر إلى ( السيد ) آردوغان وغير مصدق لما يسمعه.
من بين الجمل القليلة جداً التي وردت في هذا الخطاب العثماني ، سوف أركز بإختصار شديد على ثلاثة مضامين بسيطة لكنها عميقة في المحتوى والأبعاد. فبكل ثقة وصدق.. وبكل كبرياء وإعتزازلما يحمله من إرث وأصول عريقة في الدين والحضارة، قال الطيب آردوغان ثلاثة جمل قصيرة:
· الجملة الأولى ( أنت أكبر مني.. وأنا أستطيع أن أرد عليك ). رغم بساطة تركيب هذه الكلمة التي تعني أن رئيس إسرائيل ( لم يحسن الأدب ) إلا أنها كانت بمثابة الشرارة التي أحرقت الغطاء الذي حجب رؤية سوءة إسرائيل.
· الجملة الثانية( أنت قلت ذلك بإنفعال ورفعت صوتك .. وهذا يعني أنك متهم) تعد كلمة أنت متهم بمثابة الإعلان للعالم عن وضع بيريز وقادة إسرائيل في موقع الإتهام بإرتكاب جرائم ضد الإنسانية في فلسطين.
· الجملة الثالثة( رؤساء وزارات قالو إلي أنهم يشعرون بسعادة لقتلهم الأطفال الفلسطينيين ) قدمت الأدلة الدامغة على مصداقية ما يقول.. وبينت للعالم دناءة ما يقوله الإسرائيليون لأنه قدم بنفسه للعالم شهادة على ماسمعه منهم بعيداً عن عدسات التصوير .
وأختتم الطيب آردوغان كلمته بعد أن فضح شهود الزور أمام محكمة الشعوب حين وصف تصفيقهم لإسرائيل بأنه عمل غير انساني ..وحين تجرأ مرة أخرى وفضح نفاق مدير الجلسة الذي أعطى بيريز وقتاً للحديث أكثر من الوقت الذي سمح لغيره
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق