23 فبراير 2010

الحياة ,,, دقائق وثوان

السعيد من التقى في هذه الحياة بأناس كرام ذوي همة عالية وخلق رفيع فتتعلم من كرمهم وعلو همتهم واستفاد من خلاصة خبرتهم الشيء الكثير والذي يضيف إلى عمره عمرا آخراَ.
الحياة على قصرها تعطينا فرصة التزود لدار باقية فالفطن من استوعب هذا الأمر وتدارك ما بقي من عمره والذي لا يعرف مداه أحد فعلم الأعمار بين يدي الله ، فقد لا يرتد إليك طرفك أو لا تستطيع أن تكمل كلمة بدأت في نطقها ولكنك تستطيع أن تقدم النية في كل عمل تؤديه وتبحث عن كل درب يوصلك إلى خير ينفعك في الدنيا والآخرة .


لنتواصى فيما بيننا على نشر الخير والعمل الصالح ومحبة الآخرين والبعد عن كل ما يكدر صفو حياتنا ويقلل من رصيدنا الأخروي.
كم هو مؤلم على النفس أن تشاهد وتعايش أفراداً من البشر يعيشون بيننا ، ينتمون إلى أرضنا ويدينون بديننا ولكن ...هم أبعد ما يكون عن الدين والخلق القويم ، وكأن الحياة باقية أبد الدهر فلا موت ولا حساب !! أهم في ضلال مبين وتسليم كامل لنفس شيطانية لا تأمر إلا بمنكر وأذى للآخر ؟ ترى متى تستيقظ النفوس الطاهرة العفيفة من سباتها العميق ؟
قصص إنسانية تدمي القلوب إن سمعتها لم تكد تصدق أنها تحدث بيننا ولكن الحقيقة مرة والواقع أمر.
لست متشائمة في كلماتي ولكن لابد من تسليط الضوء على هؤلاء لعل دور التربية والتعليم والمؤسسات التربوية والاجتماعية تسعى جاهدة لعمل دراسات استطلاعية تهدف إلى رصد الظواهر الدخيلة على مجتمعنا والتغيرات الثقافية والاجتماعية التي أثرت في جيل بأكمله صغارا وكبارا فاختلفت القيم ، فما كنا نؤمن به وما ننظر إليه بمنظور العيب والحياء والأدب الجم أصبحت اليوم مفاهيمنا مختلفة للغاية إن لم تكن أصبحت بلا هوية !
موضوع جدير بالاهتمام لأنه يترتب عليه مستقبل جيل بأكمله ،حتى لا ينفرط العقد ولا نستطيع أن نتدارك ما تبقى منه..
حقا إنها الحياة دقائق وثوانٍ .. لنتوقف عند قول الإمام علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- ( من تشابه يوماه فقد غبن).


منى يوسف حمدان
جريدة المدينة /السعودية

ليست هناك تعليقات: