12 فبراير 2011

متـعة التحـفيـز

قبل البدء أحب أن أذكركم  بأن هناك روابط رائعة تحفزنا نحو القيام بشيء ما و منها رائحة القهوة

التي تشعل روح النشاط لديّ و لدى العديد و تحفزني للإنجاز خاصة قهوة الصباح و الآن بسم الله نبدأ   

يحكى أن شاباً ذهب إلى السيرك فرأى الفيل مربوط بسلسلة و كان بإمكان الفيل

التخلص منها بكل سهولة و لكن الفيل مطيع جدا و يمشي في حدود

معينة و بهدوء شديد دون أي محاولات منه للهرب رغم ضخامة جسمه

فسأل المدرب الفيل لماذا لا يهرب ؟

فأجاب بأن الفيلة عندما تأتي لأول مرة للسيرك و هي صغيرة نربطها بحبل

في قدميها بحيث لا تستطيع أن تهرب أو تذهب بعيداً و على مر السنوات يكبر الفيل

و هو معتقد بأن الحبل هذا الذي تراه هو الحبل الذي كان مربوط به

حينما كان صغيراً و في هذه الحالة لا تبدر منه أي محاولات للهرب و الابتعاد .

و هذا الكلام ينطبق على الكثيرين الذين يعتقدون أنهم لا يؤمنون بقدراتهم

بسبب اعتقادهم أنهم لا يملكون تلك القدرات تجاه عمل ما

فكم منا تعوقه معتقدات قديمة لا تخدمنا الآن

كم منا تجنب عمل شيء جديد بسبب معتقد ما يحده أو يعوقه ؟

لقد قيل دائماً أن ما تعتقده بيقين يمكنك تحقيقه

فلا تكن فريسة لمحطموا الأحلام و تحمل مسئولية حياتك 

* * *

كما يحكى أن شاباً ذهب لأحد الحكماء ليتعلم منه …

و سأله: هل تستطيع أن تذكر لي ما هو سر النجاح ؟

فرد عليه الحكيم بهدوء و قال له: سر النجاح هو الدوافع

فسأله الشاب: و من أين تأتي هذه الدوافع ؟

فرد عليه الحكيم : من رغباتك المشتعلة

و باستغراب سأله الشاب: و كيف يكون عندنا رغبات مشتعلة ؟

و هنا استأذن الحكيم لعدة دقائق و عاد ومعه وعاء كبير مليء بالماء

و سأل الشاب: هل أنت متأكد أنك تريد معرفة مصدر الرغبات المشتعلة ؟

فأجابه بلهفة: طبعاً

فطلب منه الحكيم أن يقترب من وعاء الماء و ينظر فيه ، و نظر الشاب إلى الماء عن قرب و فجأة ضغط

الحكيم بكلتا يديه على رأس الشاب و وضعها داخل وعاء الماء ، و مرت عدة ثوان و لم يتحرك الشاب ،

ثم بدأ ببطء يخرج رأسه من الماء ، و لما بدأ يشعر بالاختناق بدأ يقاوم بشدة حتى نجح في تخليص

نفسه و أخرج رأسه من الماء ثم نظر إلى الحكيم ،

و سأله بغضب: ما هذا الذي فعلته ؟

فردّ و هو ما زال محتفظا بهدوئه و ابتسامته سائلا:

ما الذي تعلمته من هذه التجربة ؟

قال الشاب: لم أتعلم شيئا!!

فنظر إليه الحكيم قائلا:

لا يا بني لقد تعلمت الكثير ، ففي خلال الثواني الأولى أردت أن تخلص نفسك

من الماء و لكن دوافعك لم تكن كافية لعمل ذلك ، و بعد ذلك كنت دائما راغبا

في تخليص نفسك فبدأت في التحرك و المقاومة و لكن ببطء حيث أن دوافعك

لم تكن قد وصلت بعد لأعلى درجاتها.. و أخيراً وعندما شارفت على الغرق أصبحت عندك الرغبة

المشتعلة لتخليص نفسك ،

و عندئذ فقط أنت نجحت لأنه لم تكن هناك أي قوة في استطاعتها أن توقفك.

ثم أضاف الحكيم الذي لم تفارقه ابتسامته الهادئة:

عندما يكون لديك الرغبة المشتعلة للنجاح فلن يستطيع أحد إيقافك… 

من كلتا القصتين يتجلى لنا أن المحرك الأول وراء أي فعل هو الاعتقاد الداخلي

و القدرات الداخلية داخل الإنسان .

الاعتقاد كما يذكر الدكتور إبراهيم فقي هو :البرمجة الراسخة لما تعنيه الأشياء وكل ما تدركه

النفس…وهو السبب في كل ما يحدث لك.

مثلا :اعتقاد أنك ترتاح بالسجائر…أو اعتقاد أن نجاحك محدود…

فالاعتقاد يولد الفعل والفعل يولد الاعتقاد ويقويه..

والاعتقاد هو الأساس الذي نبني عليه كل أفعالنا وهو أهم خطوة في

طريق النجاح وهناك حكمة تقول:

لكي ننجح لا بد أولاً أن نؤمن بأننا نستطيع النجاح

إذن لا بد أن نؤمن بقدراتنا الداخلية …

يقول وليام جيمس عالم النفس الشهير

كلنا نملك مصادر لا نحلم بها , لو نستطيع أن نأخذ صورة أشعة روحية لأنفسنا سنجد طاقات و إمكانات

هائلة و كامنة داخلنا , و ستذهل عندما ترى الصورة الشاملة وقتها ستدنو من الشخص الذي يمكن أن

تكونه و ستقول إن خصائص النجاح المتميزة هذه تنتمي لشخص حقق إنجازات متميزة لا لشخص

مغمور .

 

 

كما أن الدراسات تشير إلى أن 85 % من قدراتنا غير ظاهرة

و 15% فقط هي التي تظهر لنا  تماما مثل الجبل الجليدي

الذي يبقى معظمه مغموراً تحت سطح الماء و جزء بسيط فقط يظهر فوق السطح

 و لكن السؤال كيف نكتشفها ؟  

لكي تكتشفها عليك بالتغيير … كيف ؟ 

سأجيبك … 

 أن تعمل شيئاً جديداً … غير من روتينك اليومي … جرب أي شيء جديد لم تعتاد على ممارسته و متى

شعرت بميولك لهذا الشيء الجديد لاحظ مدى قدرتك فيه وإمكانياتك التي تحتاج إلى تفعيل

فقط تفاعل معها لتمنحك النجاح .. فقط تحرك نحو التغيير …

نحو التجديد لتكتشف ما لديك من ملكات و قدرات 

يقول رونالد اسبورت إذا لم تحاول أن تفعل شيئاً أبعد مما قد أتقنته.. فأنك لا تتقدم أبدا .  

و لكي نتقدم لابد من التحفيز و سنتحدث هنا عن التحفيز الداخلي 

 ما هو التحفيز Self motivation ؟ ومن أين جاءت هذه الكلمة ؟ 

يقول الدكتور إبراهيم فقي : 

 التحفيز  :  كلمة يونانية الاصل تعني (ليحرك) .. 

وقاموس وبستر يعرف التحفيز على أنه فعل أو قول شي يدفع شخصا 

لأن يحدث فعلا. 

وباللغة الانجليزية فأن كلمة تحفيز فعل يصدر عن حافز .. 

يقول الدكتور / دينيس والتي مؤلف كتاب (التحفيز من الناحية النفسية ) :

إن التحفيز يصدر عن رغبة ,فعندما تكون لديك رغبة قوية لتحقيق هدف معين أو عندما يواجهك نوع

من التحدي بينما تريد أن تحدث تغييرا نحو مستوى أفضل فانك تكون محفزا  

وفي مثل هذه الحالة عندما تكون في قمة التحفيز ,فانك تسعى نحو تحقيق هدفك  

ولا يثبط من همتك أي عوائق أو إخفاقات ..

و في بحث أجرته كلية التربية بجامعة الملك سعود

التحفيز : يطلق على التحريك للأمام ، وهو عبارة عن كل قول أو فعل أو إشارة تدفع الإنسان إلى سلوك

أفضل أو تعمل على استمراره فيه . والتحفيز ينمى الدافعية ويقود إليها ، إلا أن التحفيز يأتي من

الخارج فإن وجدت الدافعية من الداخل التقيا في المعنى ، وإن عدمت صار التحفيز هو الحث من

الآخرين على أن يقوم الفرد بالسلوك المطلوب . 

و في دورة للمدرب زراق العصيمي  يقول :

التحفيز الذاتي :

يقصد به شحن و تقوية مشاعرك و أحاسيسك الداخلية التي تقودك إلى تحقيق أهدافك

أو تسهل عليك القيام بها . 

و تعريفي للتحفيز :

هو طاقة مشتعلة تنبع من رغبة صادقة أو حاجة ماسة تدفعك لتحريك قدراتك وإمكانياتك

لإنجاز مهمة ما في سبيل تحقيق غاية و هدف .

^

^

أهمية التحفيز :

1-   تجديد الحيوية و النشاط

2-   إشعال روح الحماس و المبادرة بالأعمال

3-   مضاعفة المجهود و سرعة الإنجاز

4-   الشعور بأهمية العمل المنجز

5-   الحفاظ على المستوى المطلوب و الاستمرارية في علو الهمة .

 

نورالهدى عبدالعزيز التركستاني

ليست هناك تعليقات: