31 ديسمبر 2010

مـن أقوآل الإمآم الشَّآفعي رحمه الله


القناعة

وان كثرت عيوبك في البرايا = وسرّك أن يكون لها غطاء
تستّر بالسخاء فكل عيب = يغطّيه كما قيل السخاء
ولا ترج السماحة من بخيل = فما في النار للظمآن ماء

الدنيا سراب

وما هي الا جيفة مستحيلة = عليها كلاب همّهنّ اجتذابها
فان تجنّبتها كنت سلما لأهلها = وان تجتذبها نازعتك كلابها
فطوبى لنفس أولعت قعر دارها = مغلّقة الأبواب مرخيّ حجابها

الشدائد

ولربّ نازلة يضيق لها الفتى = ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها = فرجت وكنت أظنها لا تفرج

الصديق عند الضيق

صديق ليس ينفع يوم بؤس = قريب من عدوّ في القياس
وما يبقى الصديق بكل عصر = ولا الاخوان الا للتآسي
عمرت الدهر ملتمسا بجهدي = أخا ثقة فألهاني التماسي
تنكّرت البلاد ومن عليها = كأن أناسها ليسوا بناسي

يا واعظ الناس

يا واعظ الناس عمّا أنت فاعله = يا من يعدّ عليه العمر بالنفس
احفظ لشيبك من عيب يدنّسه = ان البياض قليل الحمل للدنس
كحامل لثياب الناس يغسلها = وثوبه غارق في الرجس والنجس
تبغي النجاة ولم تسلك طريقتها = ان السفينة لا تجري على اليبس

حسن النصيحة

تعمّدني بنصحك في انفرادي = وجنّبني النصيحة في الجماعة
فان النصح بين الناس نوع = من التوبيخ لا أرضى استماعه

صيانة النفس

صن النفس واحملها على ما يزينها = تعش سالما والقول فيك جميل
ولا تولّين الناس الا تجمّلا = نبا بك دهر أو جفاك خليل
وان ضاق رزق اليوم فاصبر الى غد = عسى نكبات الدهر عنك تزول

الرضا بالقدر

دع الأيام تفعل كما تشاء = وطب نفسا اذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي = فما لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلا على الأهوال جلد = وشيمتك السماحة والوفاء
ورزقك ليس ينقصه التأني = وليس يزيد في الرزق العناء
ومن نزلت بساحته المنايا = فلا أرض تقيه ولا سماء
وأرض الله واسعة ولكن = اذا نزل القضاء ضاق الفضاء
دع الايام تغدر كل حين = فما يغني عن الموت الدواء

المرء بعلمه

تعلّم فليس المرء يولد عالما = وليس أخو علم كمن هو جاهل
وان كبير القوم لا علم عنده = صغير اذا التفّت عليه الجحافل
وانّ صغير القوم وان كان عالما = كبير اذا ردّت اليه المحافل

شكوى

شكوت الى وكيع سوء حفظي = فأرشدني الى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور= ونور الله لا يهدى لعاصي

سهام الليل

أتهزأ بالدعاء وتزدريه = وما تدري بما صنع الدعاء
سهام الليل لا تخطئ ولكن = لها أمد وللأمد انقضاء

السفيه

اذا نطق السفيه فلا تجبه = فخير من اجابته السكوت
فان كلمته فرّجت عنه = وان خليّته كمدا يموت
وقال أيضا:
يخاطبني السفيه بكل قبح = فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلما = كعود زاده الاحراق طيبا

نعيب زماننا

نعيب زماننا والعيب فينا = وما لزماننا عيب سوانا
ونهجوا ذا الزمان بغير ذنب = ولو نطقّ الزمان لكان هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب = ويأكل بعضنا بعض عيانا