14 يناير 2010

من قس بن سَاعدة إلى عمر بن الخطَّاب(3)

 الرسالة الثالثة :الساخر أدهم شرقاوي
إلى أميرِ المؤمنينَ عمرَ بن الخطاب عبدِ اللهِ قس بن ساعدة ، سلامُ اللهِ عليكَ ورحمتهُ وبركاتهُ وبعد :

هذه رِسَالتي الثَّالثَةَ إليكَ ... تأخَّرتُ كثيراَ في كِتابتِها لأنَّ البُومَةَ التي تُبوحِ لي لكَثرةِ الجُروحِ كفَّتْ عنِ البوَّح . فلم أَعد أَعرفُ يا مولاي أَيُّ جُرحٍ أَنْكَأ ! فلتَعذُرنِي هذهِ المرَّةَ إنْ كنتُ سَأفسدُ عليكَ أُمسِيتكَ , أمْ أنَّ الوقتَ في جَناتِ عدنٍ لا تَجري عليهِ المساءاتُ فهُو صَباحٌ مُشرقٌ بنور ربه .

بِمَا أَنَّنَا اتفقنا في المرَّتين السَّابقتينِ يا مولايَ على أَن نُطلقَ عِنانَ الجِراحِ , على مبدَأ شرِّ البليَّةِ ما يُضحِك , فَلنُوقِفْ هذه المقدِّمات, ولأُخبِركَ بأنَّ غولدا مائيير, وهي عجوزٌ شَمطَاءَ , كانتْ رئيسةَ الغُدَّةَ السَّرطَانيةَ المُسمَاةِ إسرائيلَ, سُئِلت يوماً عن أَتعسِ يومٍ مرَّ عَليهَا مُنذُ قِيامِ الدَّولةِ , وعن أَسعدِ يومٍ . فَقَالتْ : إنَّ أَتعسَ يومٍ مرَّ عليَّ هو يومُ احراقِ المسجدِ الأقصى ! فقد قلتُ في نفسي إنَّ العربَ سيأكلوننَا بِأسنَانِهم صَبيحةَ اليومِ التَّالي , وأَسعدَ يومٍ مرَّ عليَّ هو صَبيحةُ اليومِ التَّالي , حينَ وجدتُ أنَّ أَسنَانهم صَدِئَة , وأَنَّ لَحمنَا لم تَعد تَستسِيغُه أَفواهُهم , وتذكَّرتُ أنَّ المرأةَ العربيةَ كانتْ حينَ تزفُّ ابنتَها إلى زوجِها توصِيهَا بأَن تخلعَ عنه عمَامتَه ,وترميهَا أرضاً ,فان غضبَ فهو رجلٌ وعليهَا أن تحذرَ وتكن امرأةً فقط. نقطة وأولَ السَّطر ! وإن لم ترَ في عينيِه غير الشَّبق, فانه دابةٌ فلتمطَتيهِ كيفمَا شاءتْ, فقلتُ لأعضاءِ الكنيست : لقد دخَلنَا في مرحَلةِ الامتِطَاء !!!  ... ومَا زالوا يمتطُونناالى الآن يَا مولاي!